صوت مصر في أزمة لبنان.. مواقف وتوجهات تجاه التصعيد الإسرائيلي
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024 03:20 م
في وقت تشهد الجبهة اللبنانية تصعيد إسرائيلي واسع مؤخرا، تقدم الدولة المصرية كل ما في وسعها من أجل الحد من اتساع رقعة الصراع في الإقليم، من أجل تهدئة المنطقة، وقال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحة تماماً فيما يخص لبنان بالتضامن الكامل وتقديم كل أشكال الدعم الممكنة للأشقاء في لبنان فنحن نخشى على لبنان من هذا التصعيد الإسرائيلي غير المقبول وغير المبرر وغير الشرعي، مضيفا أن المساس بسيادة لبنان مرفوض تماما وندينه ونستهجنه بقوة.
وأكد أن مصر على تواصل مع كل مؤسسات الدولة اللبنانية للإعراب عن الوقوف إلى جانبهم والتضامن معهم، وعرضنا كل الدعم الممكن، مشدداً على أن مصر لن تتوقف عن تقديم كل أِكال الدعم للأشقاء في لبنان لأن أمن واستقرار لبنان من أمن واستقرار مصر وأمن واستقرار المنطقة كلها.
وأجرى وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، مباحثات موسعة مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، وذلك على هامش فعاليات الشق رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الاثنين.
تناول اللقاء التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية والحرب المتواصلة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي بيان مشترك عقب الاجتماع، أدان الوزيران العدوان على لبنان ودعيا إلى احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه. وأكد الدكتور بدر عبد العاطي أن المساس بأمن لبنان هو مساس بأمن المنطقة بأكملها. كما أعرب الوزير عبد الله بوحبيب عن امتنانه لموقف مصر الداعم للبنان وحكومته في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، بما في ذلك احتمال شن اجتياح بري.
واتفق الوزيران على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر، وشددا على أهمية اضطلاع الدول الفاعلة بدورها لمنع توسع المواجهات وتحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق. كما دعيا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك لتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، وإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
أكد الوزيران على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي، وبما تنص عليه اتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الإضافية، لضمان حماية المدنيين من تبعات العدوان.
كما شددا على أن الحل الوحيد للأزمة الحالية في الشرق الأوسط يكمن في وقف شامل لإطلاق النار ووقف العدوان على غزة ولبنان، واللجوء إلى الحلول السلمية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، مما يتيح عودة النازحين إلى قراهم، واستئناف مسار العملية السياسية التي تهدف إلى حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
على الصعيد العسكري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين بدء عملية جوية ضد أهداف تابعة لحزب الله اللبناني، حيث استهدف الطيران الحربي عدة مناطق مأهولة جنوب لبنان. وأكدت إذاعة جيش الاحتلال أن الغارات استهدفت مواقع يُزعم أنها تحتوي على مخازن أسلحة لحزب الله. كما اخترقت القوات الإسرائيلية محطات الراديو اللبنانية، محذرة السكان من ضرورة إخلاء المباني التي تحتوي على مدفعية حزب الله.
تشهد الحدود اللبنانية اشتباكات متواصلة بين إسرائيل وحزب الله، بالتوازي مع الحرب المستمرة على قطاع غزة، مما يثير المخاوف من اندلاع مواجهة أوسع بين الجانبين، وهي الأسوأ منذ حرب 2006.
من جانبهم، أكد مسؤولون إسرائيليون أن التصعيد العسكري الأخير يهدف إلى خفض التوتر على الحدود بين البلدين، موضحين أن الهجمات ضد حزب الله ليست لاستفزاز حرب أوسع، بل محاولة لفرض تهدئة عبر زيادة الضغط، وفقًا لموقع "واللا" الإسرائيلي. وأضافوا أن إسرائيل تعتقد أن الضغط على حزب الله قد يدفعه إلى قبول اتفاق دبلوماسي يعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى الشمال والمدنيين اللبنانيين إلى الجنوب، بالرغم من التعثر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.