مواجهة الإلحاد بالعلم.. كيف تقدم المعرفة بديلاً للفكر المتطرف؟
الإثنين، 23 سبتمبر 2024 02:16 م
هناك موجات من الإلحاد والتشكيك تستهدف شبابنا، فبعد أن كان الفكر الإلحادي مقتصراً على دوائر ضيقة من يطلقون على نفسهم النخبة، انتقل إلى الشباب بعد سلسلة من الأفكار التي تم تبسيطها بحيث يسهل على الشباب تلقفها والإيمان بها .
وحدة بيان بالأزهر لمواجهة الفكر الإلحادي
وتعتبر وحدة "بيان" بمركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، وتتبع قسم الفكر والأديان، وتم إنشاؤها بعد ورود أسئلة متعددة من الشباب عن وجود الله تعالى وعن الإيمان، وعن الخير والشر، وشكوى من أولياء الأمور بتغير سلوك الأبناء وتبنى أفكار غريبة تخالف تعاليم الإسلام وتتعارض مع القيم المجتمعية، وكذلك الإعراض عن أداء الصلاة، وبالتحاور مع الحالات سواء هاتفياً أو استدعاء الحالات للمركز لمناقشتهم وإقناعهم بتعاليم الإسلام الصحيحة، وإزالة اللبس الذي كان سببه جماعات متشددة تبدع وتتهم الغير بالضلال، أو بسبب مشاكل اجتماعية أو عاطفية أو مادية أو الانغماس في القراءة، حتى إنه لا يستطيع السيطرة على فكره فينحرف به.
إضافة إلى ما يتم بثه عبر صفحات التواصل، ينجرف نحوه الشباب دون وعي بصيرة، ومن خلال التواصل مع الأزهر العالمي يتم مناقشة من لديه شبهات وإزالة الشكوك والأوهام والمغالطات التي أدت إلى هذا التغير في التفكير أو السلوك، فيخرج المستفتي بالجواب الشافي والاقتناع التام، ولم يتوقف الأمر عند المسلمين بل هناك أسئلة ترد من غير المسلمين حول مسائل في المواريث يرغبون تقسيم التركة على نظام الشريعة الإسلامية.
وكشفت الوحدة أن الأسئلة المتعلقة بالإلحاد تكون حول العلم والدين، و فلسفة القضاء والقدر، والنظريات العلمية، و علم الله وتأثيره على أفعال العباد، و أدلة صدق الرسل خصوصا الرسالة الخاتمة، و قضية الحجاب وعدم فرضيته، و شبهات حول القران والسنة، والأسئلة الوجودية عن الله والكون والإنسان، وأسباب انتشار الفكر الإلحادي.
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن دار الإفتاء تؤكد على أهمية التمسك بالدين الإسلامي وتجنب الانزلاق نحو الإلحاد والشذوذ الجنسي، حيث ترى أن هذه الظواهر تمثل تهديدًا للأخلاق والقيم المجتمعية.
وتابع الدكتور إبراهيم نجم، أن هناك العديد من العوامل التى تسببت في انتشار الإلحاد والشذوذ الجنسي، يأتي في مقدمتها ضعف الإيمان وعدم التمسك بالأصول الدينية والتأثر الأفكار بالتيارات الغربية.
وأضاف دكتور نجم، أن الجهل بالدين، وعدم الفهم الصحيح لمبادئ الإسلام وأحكامه، وجمود الخطاب الديني لسنوات له أثر كبير في تزايد تلك الظواهر التى يرفضها الإسلام، فيما تعد المشاكل الاجتماعية، والضغوط النفسية، والانحرافات السلوكية، عنصرا أساسيا في البيئة التى تحتضن تلك الظواهر.
ولفت دكتور نجم، إلى استراتيجية دار الإفتاء المصرية الرامية إلى تفعيل ثقافة الحوار بوصفه واحدًا من أهم أدوات التواصل الفكرى والديني والثقافي والاجتماعي، وفي سبيل ذلك أنشأت وحدة حوار وهى وحده تهتم بالبحث العقدي والمعرفي والفكري وما يتقاطع معهما من إشكالات نفسية واجتماعية"، حيث تم التوسع في مجال عمل الوحدة لتعمل على تقديم رؤية جديدة في كثير من القضايا والإشكالات المعرفية، وكذلك تقديم المشورة، مثل قضايا الانتحار، والهوية الجندرية، والعنف الأسري، والاندماج، والتطرف الديني، والإلحاد، والحوار مع الآخر، وسائر القضايا الإشكالية التى أساسها ومنبعها ديني وتتخذ أشكالًا مختلفة.
وأردف أن الإدارة عقدت 922 جلسة حوارية تتراوح بين ساعة و5 ساعات للجلسة الواحدة، بما يقارب حوالي 100 سؤال في الجلسة وبما يوازى 100,000 فتوى ضمن الجلسات التى نعقدها داخل الدار وذلك خلال عام 2023 فقط.
وأوضح أن تصنيف الجلسات تمحور حول الأسئلة الكبرى (مثل: نشأة الكون، ووجود الله، وصدق الرسالة، وصوابية الدين)، وإشكالات فلسفية (مثل: معضلة الشرِّ، مفهوم الإرادة الحرَّة، نظرية الخلق المستمرِّ.. وهكذا.
وتابع دكتور نجم أن دار الإفتاء المصرية تعتبر أحد أهم المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي، وهى تبذل جهودًا كبيرة لمواجهة ظاهرة الإلحاد المتزايدة في المجتمعات المعاصرة، حيث تتميز حوارات دار الإفتاء حول الإلحاد بالتركيز على الحجة والعقل وتسعى إلى تقديم حجج عقلية وقائمة على الأدلة الشرعية والعلمية لإثبات وجود الله تعالى، وبيان حكمة الشريعة الإسلامية.
وأردف أن دار الإفتاء تقوم بتحليل الشبهات التى يطرحها الملحدون، وتقديم إجابات شافية ووافية عليها فى إطار الرد على الشبهات وذلك من خلال أمناء الفتوى والخبراء المتخصصين فى علم النفس والاجتماع، وتعنى بالحوار البناء والهادئ مع الملحدين، وتقديم الحلول العملية لمواجهة ظاهرة الإلحاد، من خلال تعزيز القيم الدينية، وتطوير البرامج التعليمية، والدعوة إلى التسامح والوسطية.
وحذر دكتور نجم من خطورة الإلحاد على الفرد والمجتمع، من حيث فقدان القيم الأخلاقية، وانهيار الروابط الاجتماعية، وانتشار الجريمة، موضحاً أن للأسرة والمجتمع دور ذو أهمية في تربية الأجيال على القيم الدينية والأخلاقية، وحماية الشباب من الأفكار المنحرفة.