حرام ومن الكبائر.. دور المؤسسات الدينية في التوعية بمخاطر الشذوذ الجنسي
الجمعة، 20 سبتمبر 2024 02:38 م
من المقرر فى الشريعة الإسلامية أن الزِّنَا حرامٌ وهو من الكبائر، وأنَّ اللواط والشذوذ حرامٌ وهو من الكبائر، وأنَّ مِن حِكَمِ الشريعة الغرَّاء فى تشريع الزواج مراعاة حقوق الأطفال، ولذا أمر الإسلام بكل شيءٍ يوصِّل إلى هذه الحماية، ونهى عن كل ما يُبعد عنها؛ فأمر بالعفاف ومكارم الأخلاق، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، ونهى الرجالَ أن يتشبهوا بالنساء، والنساءَ أن يتشبهن بالرجال، وأقام كلًّا منهما فى الخصائص والوظائف التى تتسق مع خِلْقتهما، وربط هذا كله بالحساب فى يوم القيامة وبعمارة الأرض وبتزكية النفس، فاعتقد المسلمون اعتقادًا جازمًا أن مخالفة هذه الأوامر والوقوع فى هذه المناهى يُدمِّر الاجتماع البشرى، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة فى الدنيا والآخرة، ويُمثِّل فسادًا كبيرًا فى الأرض يجب مقاومته ونُصح القائمين عليه وبيان سيّئ آثاره.
وتُعد قضية الشذوذ الجنسي من أهم القضايا التى أحدثت جدلاً واسعًا سواء في المجتمعات العربية بصفة عامة أو في المجتمع المصري بصفة خاصة، نظرًا لمخالفتها الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية، فضلاً عن مضادتها لجميع الأديان السماوية والأعراف والتقاليد الاجتماعية.
ومن ناحيته، قال الشيخ طاهر فاروق زيد، مدير إدارة حوار بدار الإفتاء المصرية، إنه ينبغى عند معالجة أو تناول أى قضية من القضايا التى تشغل قطاعًا كبيرًا من الناس، وتتشابك بين تخصصات مختلفة أن يتم تناولها بشكل شامل ومتكامل، ولا سيما "المسألة الجنسية"، وما يترتب عليها أحكام سواء شرعية أو قانونية.
وشدد على أن الفطرة هى الخلقة الأولى التى خلق الله الخلق عليها، وركّب فيها الاستعداد الأوَّلى للتعلم والمعرفة، فاستقبال الإنسان هنا للمعرفة التى توجه أصل فطرته للقبول أو الرفض هو الاكتساب والتحصيل، فهناك إذن دوافع فطرية أصيلة، وهناك كذلك دوافع اكتسابية يكتسبها الإنسان من البيئة والتربية والأفكار والمعتقدات التى تمر بعقله وقلبه.
ويوضح المركز الإعلامي لكلية التربية النوعية بجامعة المنوفية، سلبيات الشذوذ الجنسي تتمثل في:
التشكيك فى كثير من ثوابت المجتمع المسلم الأخلاقية والسلوكية، وتحطيم الأساس الذى يقوم عليه البناء الاجتماعى فى المجتمعات مما يؤدى إلى الانحطاط السلوكى والأخلاقىى للأفراد.
الدعوة إلى إلغاء الثوابت المتعلقة بالعلاقات الجنسية وإحلال اصطلاحات مهجنة بديلاً عنها.
هدم القيم والتقاليد الأصيلة وفهم النصوص المقدسة، ونسف كثير من الثوابت الشرعية فى المجتمع، والاعتراف بالشذوذ الجنسى من شأنه أن يفتح الباب لإدراج حقوق الشواذ وتكوين أسر غير نمطية.
كما يؤكد المركز الإعلامي على أن مبادئ التربية الاعلامية ومهارات التربية الاعلامية مفاهيم مفتاحية تكسب الكبار والصغار ثقافة التعامل ومواجهة مخاطر هذه الوسائل وستبقى المثلية الجنسية ظاهرة شاذة وغير مقبولة، وبالتالى هذا الأمر يخرج عن كونه حرية شخصية، فكون هذه الظاهرة محظورة بل ومحرمة، أمر مسلّم به فى عالمنا العربى ومجتمعاتنا الإسلامية.
وأيضًا بذلت دار الإفتاء جهودًا كبيرة في هذه القضية حيث سعت دار الإفتاء إلى إصدار فتوى علمية مؤصلة بخصوص حالة الشذوذ الجنسى وما يحيط بها، وما يعتريها من أفكار، وما انبنى عليها من فلسفات مادية، تحاول إلا يكون للنهج الدينى مكان فى ممارسة الناس، وهو ما تأباه الأديان وأتباعها.
فتوى التحول الجنسي
وعن تعامل دار الإفتاء مع ظاهرة تحويل الجنس، فإن دار الإفتاء المصرية حاولت الوقوف على رأى الطب فى هذه المسألة، واتبعت مصطلح "التصحيح"، بدلًا عن "التحويل" إذ أن هناك فارق كبير بين المصطلحين.
الفرق بين التصحيح والتحويل الجنسي:
بحسب دار الإفتاء، فإن التصحيح يعني تحديد أحد المسارين للإنسان الذكورة أو الأنوثة، أما التحويل هو: إنشاء مسار جديد على حساب مسار قديم، فإن هناك فارقًا بين المسارين، فالتصحيح يتعامل مع الحالة على أنها حالة مرضية، تُعدُّ من قبيل الاضطرابات الجنسية وتعرف بـ"Transsexualism" الذى تتطلب تدخلاً جراحيًا، يحدد المسار الأقرب لطبيعة الإنسان وما يظهر عليه من أمارات أكثر من الأمارات الأخرى.
وشدَّد على أن التحويل لا يُعدُّ نوعًا من الاضطراب، ولكنه إرادة حرَّة بها يقرر الشخص أنه يريد التحويل كحق من حقوقه؛ ولهذا توافق فتاوى دار الإفتاء المسار الأول وهو التصحيح، وترفض المسار الثانى وهو التحويل.