حلقة «كلام في السياسة» والحرية الحقيقية
الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 04:50 م
أعطت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مثالا واقعيا على تعزيز المناخ الديمقراطي، بتخصيص حلقة من برنامج "كلام في السياسة" مع الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، حول مناقشة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية، بمشاركة أسماء نادت بسماع ومناقشة آرائها قبل إقرار القانون بشكل نهائي ومنهم نقيب الصحفيين خالد البلشي.
عدة مشاهد رسمت الشكل النهائي لما خرجت به تلك الحلقة أمام الرأي العام برسالة الرأي والرأي الآخر، وتكتب الشكل الأمثل الذي يجب أن تكون عليه البرامج الحوارية في تلك المرحلة التي أفردت فيها الدولة المصرية مساحة حرية أفرغت الحوار الوطني بداية من جلساته ومناقشاته وتوصياته وصولا إلى قانون الإجراءات الجنائية ومحاولات التوافق عليه.
أجزم أن المشهد الأكثر تعلقا في أذهان الجماهير هو صورة البلشي وضياء الدين داوود خلال مناقشاتهما الحامية وآرائهما عن مشروع القانون وتفنيدهما لكل نقاط الخلاف، مشهد نعتاد عليه لأنه صار هدفا رئيسيا من أهداف القيادة السياسية بما يخلق مساحة الحرية التوافقية من أجل مصلحة الوطن، بعيدا عن التراشقات والمصالح الشخصية والأجندات الخاصة.
تلك المناقشة، وما سيتلوها من مناقشات أخرى فى برامج حوارية ما هي إلا رائعا عن مناخ الحرية الذى تعيشه البلاد، وتجسيدا لإرادة سياسية ترغب فى أن يكون قانون العدالة الجنائية متكاملا وملبيا لملاحظات قوى المجتمع المختلفة المهنية والحزبية والنقابية، وقبلها بيان مجلس النواب الذى أعلن أن الحوار حول القانون لم يغلق بمسودة القانون الذي انتهت إليها اللجنة التشريعية والدستورية، وأنها تفتح الباب لتلقى ملاحظات قوى المجتمع المختلفة، والتى شجعت الإعلام الوطنى المصرى المسئول فى أن يفتح باب المناقشة واسعا.
من متابعتي للحوار الأبرز في وجهة نظري خلال الفترة الماضي وسط سلسلة البرامج الحوارية، خرجت بجملة رسائل ربما تعطي صورة حقيقية عن المشهد السياسي الحالي ومدى تعامل القيادة السياسية بحرص وبعين الاعتبار للمصلحة العامة المبنية على التوافق بين الأطراف المختلفة.
أولا حديث الطاهري عن أنه لم ينتخب البلشي نقيبا للصحفيين ورغم ذلك فهو معجب بأداء النقيب الحقيقى ووصفه بأنه يخدم كل صحفي مصري، تجسيد صادق على أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، والغاية دائما ستكون الخدمة والمصلحة الوطنية إذا ما كان الأداء صادق دون مزايدات أو محسوب على فئة معينة. وصولا إلى رد نقيب الصحفيين بأنه يعتبر حلقة "كلام في السياسة" بداية نقاش "الإجراءات الجنائية"، بما تحمله من رسائل تمحو آثار عبارة النواب باستغلال النقيب لجدار الحرية.
ثانيا رسائل الضيوف التي وضعت النقاط على الحروف فيما يخص مناقشات قانون الإجراءات الجنائية عندما ذكر ضياء داود بأن فلسفة تعديلات القانون تقوم على إلغاء الأحكام الغيابية، وقانون 150 صمد رغم التغيير من الملكية للجمهورية لجودة المنتج، مرورا بتعليق البلشي نفسه بأن القانون عليه ضمان توازن المصالح والسلطات.
ثم رسالة توضيح إيهاب الطماوي بأن 14 شهرًا مدة عمل اللجنة الفرعية فى تعديل الإجراءات الجنائية، ولابد من انتظار توصيات الحوار الوطني بشأن الحبس الاحتياطي، وأن مذكرة الصحفيين بشأن "الإجراءات الجنائية" لها كل الاحترام
انتهاء برسائل نجاد البرعي التي أكد فيها أن اللجنة الفرعية قامت بدورها في مشروع تعديل قانون الإجراءات الجنائية، وتأييده لفكرة تنظيم نقابة الصحفيين نقاشا حول "الإجراءات الجنائية".
في النهاية، هذه النقاشات واللقاءات جعلت مشروع القانون على مائدة كل أسرة مصرية، وهذه نتيجة يطمح لها الجميع، وخاصة بعد حالة الخلاف والاعتراضات التي شهدها خلال الفترة الماضية سواء من خلال النقابات أو الحكومة أو أعضاء مجلس النواب والشيوخ، مع العلم أن الجميع حريص على مصلحة الوطن.