من الحصار إلى التهجير.. مستقبل غزة في ظل خطة جنرالات الاحتلال
الإثنين، 16 سبتمبر 2024 02:22 مإيمان محجوب
تحت عنوان خطة الجنرالات، أطلق «الليكود» الحزب الحاكم في إسرائيل حملة لجمع توقيعات من نواب بالكنيست موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمطالبة بتنفيذ مخطط يرمي تشديد الحصار على المدنيين في شمال قطاع غزة استعدادًا لتهجير 400 ألف فلسطيني من سكان شمال القطاع إلى جنوبه، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
يأتي ذلك بعد الحصار المميت التي نفذته إسرائيل برفض مرور شحنات الغذاء إلى شمال غزة، ما تسبب في موت العديد من الفلسطنيين جوعًا في الشمال عقب نقص المواد الغذائية، ومع استمرار الجيش الإسرائيلي في منع دخول المساعدات، عجزت العائلات عن تأمين وجبة غذاء واحدة يوميا.
أشار المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إلى أن الوضع الإنساني شمال قطاع غزة فاق الكارثي، مضيفا أن هناك بعض العائلات تحصل خلال 48 ساعة على نصف وجبة غذائية فقط، حيث لا يجد المواطنون الفلسطينيون حتى الأعلاف والحبوب في ظل سياسة التجويع والتعطيش والحصار التي تتبعها إسرائيل.
كما أكد تصنيف للأمم المتحدة أن النقص الشديد في الغذاء بأنحاء قطاع غزة "تجاوز مستويات المجاعة"، وأن الموت الجماعي "أصبح وشيكاً" ما لم يتم السماح بتدفق المواد الغذائية إلى المناطق المعزولة في الشمال بسبب القتال.
وفي أعقاب مقتل المحتجزين الاسرائيليين الستة في غزة وعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم المعركة مع حركة حماس وإلحاق الهزيمة بها، خرجت وثيقة صاغها جنرلات إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، بعد محاصرته.
وخطة الجنرالات التي صاغها كبار ضباط احتياط بجيش الاحتلال وفي مقدمتهم الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي «جيورا ايلاند» المعروف بمواقفه المتشددة إيذاء الحرب على غزة، تستهدف إجبار جميع سكان المنطقة الشمالية بقطاع غزة الذي يقدر عددهم ما بين الـ300 إلى الـ400 ألف شخص على المغادرة خلال أسبوع وفرض حصار عسكري كامل على المنطقة.
وكتبت "خطة الجنرالات" بمبادرة من اللواء غيؤرا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، بدعم من عشرات من كبار الضباط، ووفق الخطة التي التي بادر إليها آيلاند، جاء في الوثيقة "وبعد أسبوع مهلة لإخلاء (تهجير) السكان، سيُفرَض حصار عسكري كامل على المنطقة، مما سيترك المسلحين في مدينة غزة أمام خيار الاستسلام أو الموت".
وتم تقديم الخطة إلى أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) وكبار وزراء الحكومة في الأيام الأخيرة، وينتظر القائمين عليها أن تصدر القيادة السياسية تعليمات إلى القيادة العسكرية للعمل في أقرب وقت ممكن وفق هذه الخطة.
وقال آيلاند "سيكون من الممكن في وقت لاحق تكرارهذا المخطط التفصيلي بشأن معبر رفح وأماكن أخرى في جميع أنحاء قطاع غزة"، حيث يتمسك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإبقاء الجيش في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح، فيما تصر حماس على انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب.
ويزعم واضعي الخطة أنها الطريقة الصحيحة لهزيمة حركة حماس وتحرير المحتجزين مطالبين القيادة السياسية بإصدار تعليمات للقيادة العسكرية من أجل تنفيذها في أقرب وقت، الأمر الذي ربما يؤجج خلافًا جديدًا بين المستويين السياسي والعسكري حول تحركات جيش الاحتلال في غزة الأيام المقبلة، في ظل استمرار المفاوضات حول وقف إطلاق النار واتمام صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيلي والأسرى الفلسطينيين.
ورغم المخاوف من تبعات الخطة ببناء مستوطنات في شمال غزة وتثبيت إسرائيل في باقي أنحاء القطاع، إلا أن مراقبين يرون أن جيش الاحتلال يواجه إشكالية في تطبيق المخطط؛ نظرًا للخسائر التي يتكبدها منذ السابع من أكتوبر الماضي وحالة الارتباك التي تعيشها المؤسسات في الداخل الإسرائيلي والقتال علي اكثر من جبهه سواء في غزة او الضفة اةو في شمال اسرائيل مع حزب الله.