حلاوة المصريين في المولد

السبت، 14 سبتمبر 2024 09:55 م
حلاوة المصريين في المولد
عصام الشريف يكتب:

هي ليست حلاوة المولد، هي حلاوة المصريين وجمال المصريين في تحويل المناسبات الدينية إلى احتفالات، وهي خاصية لا يتمتع بها شعب على مستوى العالم الإسلامي سوى المصريين. 
 
ورغم أن مصر لم تكن مهد نزول الوحي لكنها سبقت الجميع في طقوس الاحتفال بالمولد النبوي التي تتنوع ما بين شعائر دينية وجوانب ترفيهية وعادات اجتماعية، فضلا عن أشهرها وهي أطعمة المولد التي لا تقتصر على الحلوى فقط، إذ عادة ما تنحر الذبائح وتقام الموائد ابتهاجا بمولد خير البرية. وهي علامات على حب المصريين لرسول الله وآل بيته المصطافين، إذ تجد الاحتفالات الكبرى ظاهرة في مساجد آل البيت (الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب.. الخ).
 
وتحتل ألعاب الفروسية والتحطيب مكانة بارزة وسط احتفالات المصريين بالمولد النبوي، لاسيما في القرى، ويتصدر المشهد أيضا الإنشاد الديني وحلقات الذكر في كل المساجد تقريبا، ويهنئ المصريون بعضهم البعض بهذه المناسبة التي تكشف عن الحب الفطري لرسول الله، فلا يوجد شعب دائم الصلاة على النبي مثل المصريين، فهم يبيعون ويشترون ويبدأون جلساتهم وأحاديثهم وينهونها بالصلاة على النبي.
 
ورغم كل هذه الخصوصية الفريدة للمولد النبوي عند المصريين نجد البعض لا يزال يروج للأفكار المغلوطة ويقول إن الاحتفال بدعة. وهو ما رد عليه علماء الأزهر الشريف بالأدلة الشرعية، وحتى دون رد فهذا منهج المصريين الوسطي في المناسبات الدينية، ولعل خصوصية شهر رمضان في مصر تتجاوز كل شيء ويشهد لها جميع العرب الذين يزورون مصر في رمضان، إذ دائما ما يؤكدون أنهم لا يشعرون بقيمة الشهر الفضيل وروحانياته إلا في مصر.
 
ولعل هذا الأمر يعرفه جيدا ويدركه أي مصري سافر للخارج- حتى لو في دولة إسلامية- فلا يجد ما اعتاده في مصر، حتى أن أحدهم أخبرني أنه منذ أن سافر لم يعلم بقدوم أي «موسم» بينما في مصر لا يمكن لأي أحد أن يخطئ هذه الذكرى، فالمحال والمساجد تستعد لها ربما قبل المولد بشهر وأكثر.
 
وفي الأمثال يقولون «اللي بنا مصر كان في الأصل حلواني»، وهي جملة تعبر عن طريقة المصريين في المناسبات الدينية فحلاوة المولد بأنواعها المختلفة وإعداد «طبق عاشورة» في يوم عاشوراء كلها مظاهر تؤكد حلاوة المصريين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق