يوسف أيوب يكتب: «الأزهرى» يشتبك مع معوقات الدين والثقافة

السبت، 14 سبتمبر 2024 02:10 م
يوسف أيوب يكتب: «الأزهرى» يشتبك مع معوقات الدين والثقافة

«الأوقاف» تستنفر طاقاتها بالمساجد والمنابر لإطفاء نيران الفكر التكفيرى والتطرف اللادينى المضاد.. وإعادة بناء الشخصية الوطنية من منطلق دينى.. وصناعة الحضارة
وزير الأوقاف يتحدث عن الملفات الشائكة والقضايا الاشتباكية:
زيارتى لشيخ الأزهر بداية لمرحلة جديدة.. والوجدان والوعى المصرى يطمئنان حينما نرى المؤسسة الدينية على قلب رجل واحد
السوشيال ميديا منبر العصر.. ولا خطاب دينيا بمعزل عنها.. وندرس إطلاق برنامج تدريبى لتخريج المؤذنين
منصة الوزارة الإلكترونية ستكون تفاعلية وستقدم خطابا للطفل بتصميم ألعاب إلكترونية محملة بالقيم 
نستهدف وجودا دينيا رشيدا يحصن ويحمى على وسائل التواصل الاجتماعى.. وهدفنا التسويق والتأثير
الاحتقان بين رجل الدين والمثقف لن يصنع حوارا آمنا.. واقترحت مع مراد وهبة بدء صالون ثقافى يستهدف بلورة عقد اجتماعى 
هيئة الأوقاف تأخذ غالب وقتى للقفز بها إلى كيان استثمارى ضخم ورافد مهم للاقتصاد المصرى
 
ما بين ملفات اشتبك معها فى عمله، ويراها كثيرة، وأخرى ما زال يستكشف قدرات الوزارة الذاتية بها، كون بياناتها ليست واضحة حتى الآن، يقضى الدكتور أسامة الأزهرى، أوقاته داخل وزارة الأوقاف، بعد دخوله الشهر الثالث وزيرا للأوقاف.
 
الأزهرى، يؤكد أن مهمته «الآن استكشاف قدرات الوزارة، بل كامل القدرات، بعدما نجحت فى استكشاف الكثير منها، والاشتباك مع ملفات عدة، لكن بقية ملفات أخرى لا تقل أهمية عن المستكشف منها».
 
وهو يعمل ويستكشف هذه القضايا والملفات، يضع الأزهرى أمامه أربعة محاور رئيسة لتجديد الخطاب الدينى خلال الفترة المقبلة، أعلنها منذ أدائه اليمين الدستورية وزيرا للأوقاف أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى.
 
وفى 19 أغسطس الماضى، اجتمع الرئيس السيسى، مع كل من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أسامة الأزهرى، وتناول الاجتماع خطة عمل وزارة الأوقاف خلال المرحلة المقبلة، من خلال محاورها الأربعة، المتمثلة فى مواجهة التطرف الدينى والإرهاب بكل صورة، وكذا التطرف اللادينى وتراجع القيم الأخلاقية، وتعزيز عمليتى بناء الإنسان، وصناعة الحضارة.
 
وأكد «الأزهرى» فى اللقاء أن الوزارة تهدف إلى مواصلة وتعزيز عملية تشكيل الوعى الدينى السليم، بما يسهم فى بناء شخصية الإنسان المصرى، فى إطار الجهود الشاملة للدولة لتجديد الخطاب الدينى وتطوير آلياته، لا سيما بالاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة للوصول لأكبر عدد من المتلقين، إلى جانب العمل الميدانى بالتواصل المباشر مع المواطنين، وتعزيز دور المرأة فى مجال الوعظ والإرشاد وشرح المبادئ الوسطية للإسلام.
 
ووجه الرئيس السيسى، بالعناية بالأئمة والخطباء، وتطوير برامج تأهيل وتدريب الأئمة، والتى تتم بغرض تأهيلهم دعويا وعلميا وثقافيا، على يد كبار المتخصصين فى مجالات علوم الدين والدراسات الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وذلك بهدف الصقل المستمر لخبراتهم، وتعزيز قدراتهم على مواكبة قضايا العصر على نحو معتدل ومستنير، وفقا لصحيح الدين الإسلامى الحنيف.
 
محاور العمل الرئيسية الأربعة، كما تحدث عنها «الأزهرى» فى أكثر من مناسبة، وفصلها تفصيلا شديدا خلال لقائه الأول برؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذى أداره الكاتب الصحفى محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف للإعلام، حيث جاءت كالآتى:
 
الأول: إطفاء نيران الفكر التكفيرى المتطرف، والذى نستنفر فيه كل طاقات وزارة الأوقاف برموزها ورجالها وأئمتها وخطبائها النبلاء الكرام، حيث نستنفر فيه طاقات الجميع لاستكمال المواجهة الجسورة والجريئة والجادة لكل منطلقات الفكر المتطرف وأبجدياته وأدبياته واستدلالاته المغلوطة ومغالطاته فى فهم الشريعة، بل عدوانه على الشرع الشريف ومقاصده، وإن شاء الله نقطع شوطا كبيرا جدا وبأقصى سرعة فى استكمال مواجهتنا لفكر التطرف وفى عمل ميدانى على أرض الواقع فى كل منابرنا ومساجدنا، وكذلك فى عمل إلكترونى يجرى التحضير له، وإن شاء الله يحظى بالقبول ويُسعد المصريين جميعا حين يأتى وقت الإعلان عنه.
 
الثانى: إطفاء نيران التطرف اللادينى المضاد والذى نواجه فيه الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، وارتفاع معدلات الطلاق، وحرمان المرأة من الميراث، وصور العنف الأسرى، وكل مظاهر التراجع القيمى والسلوكى والأخلاقى التى تؤدى إلى تراجع شديد فى الأخلاق، وأن يتم توظيف الخطب والدروس لمحاربة كل مظاهر الإدمان والانتحار والتنمر والتحرش وغير ذلك من الظواهر المقلقة التى تؤثر سلبا فى المجتمع.
 
الثالث: إعادة بناء الشخصية المصرية الوطنية من منطلق دينى، ومن خلاله نريد ترميم وتشييد وبناء الأعمدة الكبرى والمرتكزات العليا التى بنيت عليها شخصية الإنسان المصرى عبر التاريخ، فنحن نريد لمنابرنا ولخطابنا الدينى أن ينطلق انطلاقا سريعا جدّا لإعادة بناء الإنسان الصانع للحضارة، المتدين تدينا يصنع الحضارة، القوى الواسع الأفق، المحب للعمران، القائد والرائد الذى يقدم الخير للإنسانية، الشغوف بالعلم، المعتدل الوسطى المتوازن، والمشاركة مع مؤسسات الدولة فى كل تلك المحاور، ونأمل أن ننطلق من أجل تشييد هذا المحور المهم الذى هو بناء الإنسان.
 
وذكر «الأزهرى» بأنه جمع ما كُتب عن الشخصية المصرية ووضعه فى كتاب أسماه «الشخصية المصرية.. خطوات على طريق استعادة الثقة»، حيث يسعى لجعل أحد أهم اهتمامات الدعاة كيفية مخاطبة المصريين بما يرسخ ويقوى ويثبت معنى شخصية الإنسان المصرى الواثق بنفسه الشغوف بالعلم والشغوف بالعمران وواسع الأفق والمنتمى لوطنه.
 
الرابع: صناعة الحضارة، نريد أن ننطلق بخطابنا الدينى لإعادة بعث وإحياء كل ما فى تراث المسلمين من سبق فى علوم الفلك والتشريح، نريد أن يعود الإنسان المسلم لقراءة القرآن فيخرج منه وقد شغف بالعلم والمعرفة ويسجل براءة اختراع، يبدع ويخترع ويشارك العالم فى همومه، يحلم بأن ينال جائزة نوبل.
 
هذه هى محاور العمل الرئيسية، التى قال «الأزهرى» إن الوزارة تُعد الأئمة والخطباء وتؤهلهم وتحشد الثقافات التى تعينهم على أداء رسالتهم السامية، لتنفيذ هذه المحاور، والجميع يسابق الزمن من أجل مواجهة الفكر المتطرف.

الأزهر رأس المؤسسة الدينية
 
فى الجلسة النقاشية بين وزير الأوقاف ورؤساء التحرير، كان هناك تركيز على شكل العلاقة بين الأوقاف والأزهر الشريف، انطلاقا من الزيارة التى قام بها «الأزهرى» إلى المشيخة فور توليه المسئولية، على رأس وفد من قيادات الوزارة لزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والتى أكد خلالها وزير الأوقاف أن هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة تكون فيها المؤسسة الدينية يدا واحدة وعلى قلب رجل واحد خلف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، مشددا على أن الأجواء الصافية والتنسيق التام بين كافة مكونات المؤسسة الدينية هو البداية الحقيقية لتجديد حقيقى للخطاب الدينى ونشر قيم الإسلام السمحة ومواجهة كل تحدياتنا والنهوض بوطننا العظيم والانطلاق إلى بناء الإنسان المصرى الصانع للحضارة.
 
وفى رده على الزيارة، أكد فضيلة الإمام الأكبر، أن منهج الأزهر هو دعم جهود المؤسسات الدينية فى مصر، بما يخدم رسالة الإسلام الصحيحة ويحقق مصلحة الوطن وأمنه واستقراره، ودعم كل المؤسسات الدينية بالعالم لتحقيق الأهداف المشتركة لخدمة الإسلام والمسلمين.
 
«الأزهرى» استعاد مشهد هذه الزيارة وهو يتحدث، وقال إن العلاقة بين المؤسسات الدينية أحد الملفات المهمة والحالة، وشرح رؤيته بقوله إن الوجدان والوعى المصرى يتطلع دوما بل يطمئن حينما يرى المؤسسة الدينية متحدة وعلى قلب رجل واحد، فهذا الاتحاد يبعث على الطمأنينة والأمن والأمان لكل المصريين، بمجرد أن يشاهدوا المؤسسة الدينية معا، وهذا المعنى متربع فى ذهنى لسنوات طويلة، والمؤسسة الدينية فى مصر يتربع على هرمها الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، بالإضافة إلى نقابة السادة الأشراف، ومشيخة الطرق الصوفية، لذلك حينما سعيت فى بداية تولى المسئولية، إلى لقاء فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، كان ذلك احتراما وتقديرا ليس شكليا وإنما بصدق.
 
وعاد «الأزهرى» لتأكيد هذا المعنى بقوله: لا بد أن أؤكد على وجود إرادة حقيقية فى الأوقاف على احترام شيخ الأزهر شخصا ومنصبا، لذلك حرصت على اللقاء مع فضيلته والتنسيق معه ومع بقية عناصر المؤسسة الدينية، وللتأكيد على أننا كلنا خلف الأزهر الشريف، لأننا نريد أن تكون المؤسسة الدينية متماسكة وبينها الود والخلق الرفيع.
 
وضرب وزير الأوقاف مثالا باللقاء الأخير الذى استضافه شيخ الأزهر لوزيرىّ الأوقاف والرى، وقال: قبل أيام استقبلت الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، واتفقنا على خطة حملة للتوعية بأهمية الحفاظ على المياه، وخلال اللقاء طلبت من الوزير «سويلم» أن نتوجه إلى مشيخة الأزهر للقاء فضيلة الدكتور أحمد الطيب لتنطلق الحملة الدينية من المشيخة، ذهبنا إلى الإمام الأكبر، وأطلعنا على كلمة ألقاها فى مؤتمر سابق للمياه، وقال إنها تحوى كل ما يريده بشأن حملة الحفاظ على المياه، وبالفعل وجدتها شديدة الأهمية، فأستاذنته بطباعتها وتوزيعها على الأئمة والدعاة.
 
وخلال استقباله للوزيرين، أكَّد فضيلة الإمام الأكبر ضرورة رفع الوعى العام بالقضايا المجتمعيَّة المعاصرة، مشيرا إلى أن هناك فجوة بين التشريعات الإسلامية المتعلقة بترشيد المياه وبين سلوك بعض المسلمين على أرض الواقع، مؤكدا استعداد الأزهر لتصميم مقرر دراسى لتناول القضايا المجتمعية المعاصرة، وفى مقدمتها قضايا البيئة والمناخ ورفع الوعى بأهمية ترشيد المياه، وتحديثه بما يطرأ ويستحدث من قضايا، مشيرا فضيلته إلى أهمية صياغة هذه المقرَّرات الدراسية بأسلوب سهل ومبسط يتناسب مع المراحل التعليميَّة المختلفة، تتناول موضوعات كالنظافة وترشيد المياه، كما أكَّد أهمية القيام بحملات إعلامية مؤثرة تتناول رفع الوعى بقضية المياه وأهمية ترشيدها والحفاظ على استدامة مواردها، وعرضها بشكل جاذب للأطفال والشباب، وتخصيص مساحات مناسبة لها فى القنوات الأكثر مشاهدة وعلى مواقع التَّواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى دور المساجد فى تناول القضايا المجتمعيَّة المعاصرة، وضرورة تثقيف الأئمة، وإعدادهم لتناول هذه القضايا، وضرورة تزويد المساجد والأماكن العامة بأفضل الممارسات العملية التى تساعد على ترشيد المياه والحفاظ على البيئة.
 
وبالتوازى، شدد «الأزهرى» على دعمه الكامل والمطلق لدار الإفتاء ومفتى الجمهورية، وقال إن قدرات وإمكانيات الوزارة داعمة لدار الإفتاء، وقلت لفضيلة المفتى إن مساجد مصر كلها ستكون مفتوحة أمام الدار، ليكون لدار الإفتاء وجود فى كل المحافظات.
تجديد الخطاب الدينى على السوشيال ميديا
 
فى بيانه أمام اجتماع اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة، برئاسة المستشار أحمد سعد الدين، وكيل أول المجلس، فى العاشر من يوليو الماضى، عرض الدكتور أسامة الأزهرى، برنامج الوزارة والخطة المستهدفة، مؤكدا أن البرنامج نابع من توجيهات الرئيس السيسى الذى أكد فيها على ضرورة تطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى، والخطاب الدينى المعتدل، على النحو الذى يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعى.
 
بالتأكيد، تجديد الخطاب الدينى، هو أحد الملفات شديدة الأهمية، وله أهمية كبيرة فى عقل وفكر الوزير أسامة الأزهرى، الذى له رؤية مغايرة، فصلها بقوله إنه «لا يمكن أن يوجد خطاب دينى اليوم بمعزل عن السوشيال ميديا، التى أصبحت منبر العصر، سنبذل مجهودا هائلا لتطوير الأئمة، لكن لا يمكن أن ننجح إلا إذا اخترقنا عالم التواصل الإجتماعى، بشكل جاذب لكل شرائح المجتمع، خاصة أن التهديد الحقيقى لوعى الإنسان المصرى ينطلق دوما من السوشيال ميديا، فالداعشى أو الإخوانى يركز كل منهما مجهوده وطاقته على السوشيال».
 
وفى بداية أغسطس الماضى، ألقى الدكتور أسامة كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بالسعودية، بعنوان «دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف فى تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال»، أكد خلالها أن المؤتمر جاء لمناقشة قضية وسائل التواصل الحديثة فى عالم السوشيال ميديا وفى عالم الذكاء الاصطناعى، حيث يموج العالم حولنا بطوفان هادر من الأفكار والتيارات حتى يتحول عالم السوشيال ميديا إلى الميدان الحقيقى للخطر الذى توجد فيه التيارات التى تختطف عقول أبنائنا لتجندهم فى سبيل الإرهاب، فكان لا بد من وجود مشرِّف للمسلمين فى هذا العالم وفى هذا الفراغ بما نقدم من خلاله مقاصد الشرع الشريف ومعانى الهداية.
 
ما سبق يؤكد وجود تفكير فى عقل الوزير تجاه استخدام السوشيال ميديا فى ملف تجديد الخطاب الدينى، وهو ما يؤكده بقوله: تواصلت مع الدكتور عمرو طلعت، وزير تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، الذى زارنى فى الوزارة وعقدنا اجتماع مطول لإطلاق منصة رقمية للوزارة، تشتمل المحاور الرئيسية الأربعة لعمل الوزارة، وأن تكون منصة تفاعلية ولها واجهة وحضور قوى على السوشيال ميديا، بالإضافة إلى خطاب إلكترونى للوصول إلى الطفل ولو عبر تصميم العاب إلكترونية محملة بالقيم التى نريد زرعها فيه منذ الصغر، ضاربا المثال على أهمية ذلك بقوله إنه من خلال لقاءات حية مع شباب انضموا إلى داعش والإخوان، كانت البداية بلعبة إلكترونية، بها جانب عنيف، يعتاد عليها الطفل، وبعد فترة يجد من يتسلل له عبر السوشيال ميديا طارحا على الشاب أو الطفل، إمكانية تطبيق اللعبة على الأرض، ومن هنا بدأت علاقة الشباب بالتنظيمات الإرهابية، لذلك المنصة ستكون محملة بالألعاب المليئة بقيم الرحمة والتسامح والإبداع، وبديلة للألعاب التى تعد مكونا أوليا لبذرة العنف.
 
ويلخص «الأزهرى» رؤيته للملف بقوله: نستهدف وجودا دينيا رشيدا يحصن ويحمى على السوشيال ميديا وتخصيص منتج للأطفال، وغرضنا ليس فقط الوجود، إنما التسويق والتأثير، والأشتباك مع أسئلة العصر وتقديم أجوبه عليها، وهذه المنصة خضنا شوطا كبيرا فى تأسيسها وأمامنا بضعة شهور لإطلاقها.

الصوت الحسن

شكاوى عدة حملها الحضور من رؤساء التحرير للوزير حول الأذان والخطب الموحدة، وكان من الواضح أن هذا الملف يحظى بقراءة ودراسة متعمقة من الوزير الذى قال إنهم بصدد إطلاق برنامج تدريبى يفكر فى أن يكون نواة لمعهد تدريبى تابع للوزارة لتخريج المؤذنين، شبيه بتجربة تركية مثيلة، قال إنه سيعمل على تطبيقها فى مصر بالطباع والمبادئ المصرية، على أن تكون مدة الدراسة عاما على الأقل، على يد خبراء، ويسبقها اختبار قبول لانتقاء أصحاب الصوت الجميل والحسن.

الاشتباك مع القضايا الثقافية

الاشتباك مع الإبداع والقضايا الفنية والثقافية، كانت أحد الأسئلة المهمة التى ألقيت على الوزير، أخذا فى الاعتبار أنه فى الرابع من سبتمبر الجارى، استقبل «الأزهرى»، الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، وأكد أن الدراما الدينية من ركائز وأدوات تجديد الخطاب الدينى فى عصر الصورة ووسائل التواصل الاجتماعى، مشيدا بما تم تقديمه خلال العامين الماضيين من أعمال درامية تاريخية ودينية حققت نجاحا كبيرا.
 
وأكد نقيب المهن التمثيلية، أهمية الفنون لأنها تعد القوة الناعمة للدول، وإحدى الأدوات القوية التى يمكن من خلالها خلق حالة عند المواطنين، مضيفا أن الفن استطاع أن يلعب دورا إيجابيّا فى تغيير الظواهر السلبية، مشيرا إلى أن الدراما الدينية والتاريخية يمكن أن تتحول إلى حدث عالمى وتحدث تغييرا فى الفكر والتصور، وتشكل علامة فنية مضيئة يستمر أثرها على مدار أجيال، ضاربا عددا من النماذج بالدراما الدينية والتاريخية ومدى تأثيرها فى أجيال متتابعة، وفى أجيال معاصرة من خلال إعادة مشاهدتها والاطلاع عليها، إضافة إلى ما يتم إنتاجه ويظهر على الساحة من أعمال تستحق التقدير والإشادة، وتهدف إلى تصحيح الصورة.
 
فى شرحه للاشتباك مع القضايا الفنية والثقافية، قال «الأزهرى» إن الإشكال الكبير بين رجل الدين والمثقف هو الاحتقان بينهما، فلن نستطيع صناعة حوار آمن فى ظل الاحتقان، داعيا إلى إيجاد صالون ثقافى يضم العلماء والمثقفين يبدأ بتنحية الأحتقان والتهم المتبادلة، ويستهدف بناء عقد اجتماعى مستقر وآمن لكل شرائح المجتمع، مشيرا إلى أنه سبق وطرح الفكرة قبل عدة سنوات حينما زار المفكر الكبير مراد وهبة فى منزله، وسيعمل على تنفيذها فى الوزارة بالاتفاق مع وهبه.

أموال الأوقاف
هيئة الأوقاف تأخذ غالب وقتى، لتنسيق رؤية مستقبلية لأن الهيئة كيان مالى اقتصادى، من المفترض أن يكون له جانب استثمارى قوى، وهو ما أسعى إليه للقفز بها إلى كيان اقتصادى استثمارى ضخم ورافد مهم للاقتصاد المصرى، كما أدرس كل ملفات التقاضى المتعلقة بالهيئة، كان هذا رد «الأزهرى» على الأسئلة المتعلقة بهيئة الأوقاف، مشيرا فى الوقت نفسه إلى الاجتماع الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، نهاية أغسطس الماضى، مع «الأزهرى»، وبحضور أحمد عطية، رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف، حيث أكد «مدبولى» أهمية العمل على الاستثمار الأمثل لأموال الأوقاف، بما يسهم فى تنميتها وتعظيم الاستفادة منها، مشيرا إلى أنه من الممكن استثمار أصول هيئة الأوقاف من خلال عقد شراكات تسهم فى زيادة وتنمية تلك الأصول، قائلا: «هيئة الأوقاف مؤسسة اقتصادية، وهدفنا نجاحها».
 
وأشار «الأزهرى» إلى أن دور الوزارة هو تقديم الدعم والتحفيز لهذه المؤسسة الاقتصادية، ومساعدة مجلس الإدارة على تحصيل أموال الهيئة، واستثمارها بما يعود بالنفع، لافتا إلى أنه تم حصر عدد من الفرص الاستثمارية الواعدة، للبدء فى استثمارها، وتحقيق المزيد من العوائد.  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق