السودان ينهار والصراع خرج عن السيطرة و3.6 مليون طفل يعانون سوء التغذية

الخميس، 12 سبتمبر 2024 09:33 ص
السودان ينهار والصراع خرج عن السيطرة و3.6 مليون طفل يعانون سوء التغذية

تشهد الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اهتمامًا عالميًا واسعًا، حيث تتابع الحكومات والمنظمات الدولية الأوضاع عن كثب. ويأتي هذا الاهتمام نتيجة لتفاقم الوضع الإنساني في البلاد، حيث أدى الصراع إلى سقوط آلاف الضحايا، وانتشار الأوبئة مثل الكوليرا، وزيادة معاناة الشعب جراء الفيضانات والسيول التي زادت من حدة الأزمة.
 
دور المنظمات الدولية في الأزمة السودانية
تلعب المنظمات الأممية دورًا مهمًا في متابعة وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان في المناطق المتضررة من النزاع. تعمل هذه المنظمات على تقديم الإغاثة العاجلة، وتلبية احتياجات السكان فيما يتعلق بالغذاء والدواء والمأوى، بالإضافة إلى لفت الانتباه إلى الأزمات الإنسانية المتزايدة في السودان. من أبرز المخاوف التي أطلقتها هذه المنظمات هو تدهور الأمن الغذائي في مناطق واسعة من السودان.
 
مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الوضع خارج السيطرة
في سياق الجهود الأممية، عبرت ندى الناشف، نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن قلقها الشديد بشأن الأوضاع في السودان، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف معاناة المدنيين. وأكدت في تصريحاتها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن الصراع في السودان قد خرج عن السيطرة، وأن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر من هذا الصراع.
 
أشارت الناشف إلى أن الهجمات العشوائية واستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية أسفرت عن سقوط آلاف القتلى وتدمير البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس. كما أكدت أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثق مئات الوفيات في مناطق النزاع بين يونيو وأغسطس، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
 
إضافة إلى ذلك، سلطت الناشف الضوء على استخدام العنف الجنسي كسلاح في النزاع، حيث وثقت المنظمة الأممية 97 حادثة استغلال جنسي شملت 172 ضحية، معظمهن من النساء والفتيات، مشيرة إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى بكثير. وأوضحت أن أغلب هذه الحوادث تُنسب إلى قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
 
الأبعاد الإنسانية للأزمة: الأمن الغذائي في خطر
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حذرت من تدهور الأمن الغذائي في السودان، حيث بات أكثر من نصف سكان البلاد مهددين بالجوع. وقد أدى الصراع المستمر إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المحتاجين، خاصة في ولايتي دارفور وكردفان. كما زادت الفيضانات والسيول من تفاقم الوضع، ومنعت القوافل الإنسانية من الوصول إلى المناطق النائية.
 
أشار عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام لمنظمة الفاو، إلى أن المنظمة وزعت آلاف الأطنان من البذور خلال العام الماضي لمحاولة منع المجاعة، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى جميع المزارعين بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة. كما شدد على أهمية الدعم الدولي لتوفير المستلزمات الضرورية للموسم الزراعي القادم.
 
الأزمة الصحية: منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر
تعد الأزمة الصحية أحد أهم الجوانب التي أثرت بشكل كبير على السودانيين خلال الصراع، حيث أكد الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على التزام المنظمة بدعم السودان في هذه الظروف الصعبة. زار الدكتور تيدروس بورتسودان، حيث شدد على أهمية التحرك الدولي العاجل لمواجهة التدهور الصحي في السودان.
 
خلال زيارته، أكد تيدروس أن النظام الصحي في السودان تعرض لدمار كبير بسبب الصراع، حيث تم تسجيل أكثر من 100 هجوم على المرافق الصحية، مما أثر على العاملين الصحيين والمرضى على حد سواء. كما زار مخيمات النازحين، حيث عاين الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان، مشيرًا إلى أن نقص الغذاء والمياه النظيفة يزيد من خطر تفشي الأمراض.
 
كشف تيدروس أيضًا عن وجود أكثر من 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم الدولي للحد من تفاقم هذه الأزمة. وأكد أن منظمة الصحة العالمية تعمل على توفير المساعدات الإنسانية والصحية للفئات الضعيفة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين بسبب استمرار النزاع.
 
نداء المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة
في أعقاب زيارات المسؤولين الأمميين إلى السودان، تتزايد الدعوات الموجهة إلى المجتمع الدولي لتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع وتقديم المساعدات الإنسانية. تُعتبر الجهود الأممية هامة للتخفيف من وطأة الأزمة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار العمليات القتالية وانتشار العنف.
 
أكد الدكتور تيدروس على أن الأولوية في الوقت الحالي هي إحلال السلام في السودان، مشيرًا إلى أن تحقيق الاستقرار هو المفتاح لضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن افتتاح مكتب جديد لها في بورتسودان بهدف توسيع نطاق عملها والوصول إلى الأشخاص المحتاجين

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق