سبتمبر الخير والأفراح.. بداية لمواسم حصاد ثمار البلح والزيتون وصيد السمان فى شمال سيناء

ينتظر أهالي شمال سيناء، شهر سبتمبر من كل عام، بفرحة كبيرة وسعادة بالغة، لأنه يمثل لهم بداية لمظاهر ومواسم الخير الذي يعم ربوعهم وديارهم لكونه يتزامن افق مع حصاد الزيتون الخاص بالتخليل، والآخر لاستخراج زيت الزيتون، وكذلك جني البلح وصيد سمك السردين والسيجان والصفيرة المميزة، وصيد الطيور المهاجرة طائر السمان الشهير في سيناء.

 

وتعد مواسم الحصاد خاصة الزيتون، مصدر خير لأهالي شمال سيناء، حيث يؤجلون كل شىء إلى ما بعد بيع محصوله، للإنفاق على الزواج والأعراس.

 

 

ويقول سليمان محمد سماعنة: أحد مزارعي الزيتون بمركز بئر العبد، إن موسم جني الزيتون بالنسبة له هو عودة الروح بعد تعب ومعاناة، خاصة أنه يعد محصول أساسي وقومي بالنسبة لأهالي سيناء، وينتظرونه بلهفة وسعادة كبيرة، لكونه يفرج على الأهالي ضيقهم، من خلال بيع الإنتاج والبدء في إنجاز المصالح المتأخرة، خاصة بناء البيوت والخطبة والزواج للأبناء وسداد الديون.

 

 

ويشير محمد حمدان، إلى أن أول سيارة اشتراها قبل عدة سنوات كان ثمنها من بيع محصول الزيتون، وكانت فاتحة خير على الأسرة واستخدمها في حركة النقل والخدمة لتوسيع المزرعة، ونقل الأسمدة والإنتاج إلى الأسواق ومعاصر الزيتون، وأيضا بزيت الزيتون عمرت دارا لإبني وزوجته، وزوجت إبنتي والفضل يرجع لله والزيتون، هذه الشجرة الطيبة المباركة.

 

 

ويعتبر موسم جنى الزيتون فى كل ربوع سيناء، مصدر دخل للمزارعين وفئة العمالة الموسمية، وعليه قامت زراعات وصناعات عديدة، كمعاصر زيت الزيتون وتمليحه وتصديره، وهو عالمياً من أفضل أنواع زيت الزيتون "البكر"، الذي يستخدمه أهالي سيناء في صنع الطعام، حيث لا تخلو أي مائدة منه أو منتجاته الغذائية، إلى جانب إستخدامه كعلاج للعديد من الأمراض خاصة الجلدية والسكر والبشرة.

 

 

ويشير سليم أبو سعيد، إلى أن موسم جنى البلح طازجاً أحمر أو أصفر أو أسود رطب، يعد من أهم مواسم الزواج في مراكز وقرى شمال سيناء، خاصة بئر العبد وقرى الجنوب والغرب، لذلك قامت هناك صناعات كبيرة للتمور والعجوة، ويتم تصدير الحصة الأكبر من هناك، لذلك فإن موسم جنى البلح وتحويله إلى تمور هو أهم مواسم الزواج والأفراح والليالى الملاح بغالبية مناطق المحافظة.

 

 

كذلك يأتي أهم موسم لتف حوله أهالي سيناء، خاصة قبائل شرق وغرب بئر العبد، وتحديدا الدواغرة والأخارسة والبياضية، وهو موسم صيد السمان والطيور المهاجرة، حيث يبدأ موسم الصيد فى شمال سيناء، بداية شهر سبتمبر بنطاق بحيرة البردويل، وعلى امتداد الساحل الشمالى الغربى بالنسبة للسمان، حيث يتم إقامة تراكيب صيد عبارة عن مسافات ممتدة تضم عروق خشبية، وبين العمود والآخر مسافة 5-6 أمتار، ويصل بينهما شباك ضيقة يصطدم بها طائر السمان خلال رحلته من أوروبا إلى شواطيء البحر المتوسط.

 

 

ويتميز موسم صيد السمان بأنه مصدر دخل جيد للشباب والصيادين بصفة عامة، حيث يباع زوج السمان بنحو 130 جنيها، فيما تباع الأنواع الأخرى من الطيور بمبالغ متفاوتة، منها المرأعي بسعر 100 جنبها للزوج، والعقاقير بـ 10 جنيهات للزوج أو 350 جنيها للطبق، الذي يحتوي على 100 عصفور مذبوح ومنظف وجاهز للطبخ.