«مصر وألمانيا» علاقات تاريخية قوامها الثقة.. الرئيس الألماني: نعتمد على دور مصر المهم في المنطقة

الأربعاء، 11 سبتمبر 2024 05:29 م
«مصر وألمانيا» علاقات تاريخية قوامها الثقة.. الرئيس الألماني: نعتمد على دور مصر المهم في المنطقة
الرئيس السيسي ورئيس ألمانيا
دينا الحسيني

تعد العلاقات المصرية الألمانية حلقة الوصل بين منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، فهي علاقة تتسم بالتنوع والثقة المتبادلة وتقارب الرؤى في اهم الملفات العالقة بالمنطقة، بالإضافة إلى أن ألمانيا تعد أهم حليف لمصر في الاتحاد الأوروبي، وتدعم برلين القاهرة اقتصاديا، إذ حظيت المنتجات الألمانية بثقة المستهلك المصري بشكل كبير، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 6 مليار دولار.

اليوم استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير"، في زيارة  إلى مصر تمثل إضافة كبيرة ومهمة لمسار العلاقات المصرية الألمانية وانعكاسا لتاريخ ممتد من علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الدولتين والشعبين الصديقين، بحسب ما جاء خلال كلمة الرئيس السيسي فى المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد ظهر اليوم مع الرئيس الألماني بقصر الاتحادية.

فيما وصف الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير"، العلاقات التي تربط بلاده مع مصر بأنها تاريخية تقوم على الثقة المتبادلة والتنوع، معربا عن خالص شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي على الدور الذي تقوم به مصر من أجل إنهاء التوترات والعنف في الشرق الأوسط.

من جانبه قال شتاينماير، فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السيسى بقصر الاتحادية اليوم الأربعاء، أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت تبادل وجهات النظر حول فرص تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والعلوم والسياسية الخارجية، وإنه في إطار زيارته سيتم توقيع اتفاقية في مجال التعليم العالي.

واقتصاديا أشار الرئيس الألماني، إلى وجود نحو 250 شركة ألمانية تعمل في القاهرة بشكل متميز، معربًا عن أمله في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيرا إلى أن وفد رجال الأعمال رفيع المستوى المرافق له خلال الزيارة دليل على الرغبة في تعزيز العلاقات؛ معربًا عن فخره بأن تكون شركة ألمانية مشاركة في بناء وتحديث السكك الحديدية الممتدة بين قناة السويس والإسكندرية والقاهرة، والتي ستساهم إلى جانب السرعة في نقل الأشخاص والبضائع، في تقليل الانبعثات الكربونية بنحو 70%.

وكشف عن وجود اتفاق لتوقيع اتفاقية تتعلق بتشغيل السكك الحديدية وتدريب سائقي القطارات، وهو ما يعد نموذجا رائعا في مجال العمالة الفنية بين البلدين، فضلا عن الرغبة في تقوية التعاون في مهن أخرى.

وذكر الرئيس الألمانى أن الوضع الراهن فى الجوار المباشر لمصر فى الشرق الأوسط من القضايا المهمة، قائلا: «فالحرب فى غزة قد طالت، ويتعين أن يكون هناك نهاية للمعاناة والموت، ونهاية لهذه الحرب أيضا، وأن يكون هناك توافق، وأن الطريق إلى هناك هو طريق صعب، ولكن يمكن أن الوصول إليه بما يسمي بـ"خطة بايدن" ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسري الإسرائيليين»، مؤكدًا أن من بين الأسرى مواطن ألماني الجنسية، لذلك تهتم الحكومة الألمانية وتحث على الإفراج عن الأسرى وإعادتهم إلى أسرهم، وأن يكون لهذا الأمر أولوية قصوي.

موضحاً أنه تم الاتفاق على أن وقف إطلاق النار يتعين أن نتوصل إليه والأسرى على قيد الحياة، ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم، لأن وقف إطلاق النار وفقا لقناعة ما سنصل به إلى وقف التصعيد وامتداد الصراع على المستوي الإقليمي، لذلك هذا الطريق فقط هو الذي سنصل به للسلام.

ونوه إلى أن هناك مصالح مشتركة بين مصر وألمانيا في موضوع أمن البحر الأحمر، وقال :"إننا نعلم ما هي الأضرار الاقتصادية التي تترتب وتؤثر سلبيا نتيجة ما يفعله الحوثيون، وإننا مهتمون جدا بأن يكون هناك أمن في خطوط الملاحة الدولية ، وأن قناة السويس مهمة جدا لنا فهي شريان الحياة لنا ولأوروبا بالكامل"، وأكد  ضرورة توافق الدول الغربية والعربية على عدم السماح لأي أطراف مسلحة بتقويض المصالح، منوهًا بأن ألمانيا تشارك في عملية "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي؛ لحماية السفن لهذا السبب.

وأشار الرئيس الألمانى إلى أن المباحثات مع الرئيس السيسي تطرقت إلى التطورات حول ليبيا والسودان، مؤكدا أن بلاده على علم باحتضان مصر لنحو 9 ملايين لاجئ وتتحمل عبئًا كبيرًا جراء استقبالهم، معربًا عن امتنانه لتحمل مصر هذا العبء، ومؤكدًا ضرورة أن يسهم المجتمع الدولي في إنهاء الحروب والتوصل إلى نزع فتيل التوتر في السودان، وأن يكون هناك سلام في هذه المنطقة.

وأشار الرئيس الألمانى إلى اعتماد بلاده على دور مصر المهم في المنطقة، خاصة في هذه الأوقات العصيبة والأزمات المتعددة التي نشهدها، وأعرب عن تقديره للتعاون بين البلدين والحوار الصريح الذي أجراه مع الرئيس السيسي فى كلٍ من برلين والقاهرة.

من جانبه أكد الرئيس السيسى في كلمته خلال اللقاء بنظيره الألماني أن مصر تقدّر الشراكة وحريصة عليها وعلى تعزيز التعاون مع ألمانيا، احتراما لدولة ألمانيا وللشخصية الألمانية التي يتم تقديرها والاعتزاز بها، كما نعتز بأن ألمانيا أحد أهم وأكبر الشركاء لنا فى مصر، حيث بحث الرئيس السيسي مع الرئيس الألماني عدة قضايا سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، لافتًا إلى أهمية تطوير علاقات التعاون بين البلدين وتشكيل آلية للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين تحت إشراف وزيري الخارجية.

وأوضح الرئيس السيسى للرئيس الضيف، إننا على حدودنا الثلاثة سواء في الاتجاه الجنوبي مع السودان أو الغربي مع ليبيا أو حتى في الوقت الراهن مع إسرائيل وقطاع غزة، غير مستقر وله تداعيات كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أن تأثير هذه الأوضاع كان واضحاً خلال السنوات العشر إلى الاثنتي عشرة الماضية، حيث وصل عدد الضيوف الذين نزحوا إلى مصر نتيجة الأزمات في بلادهم مثل اليمن وليبيا وسوريا والسودان وجنوب السودان إلى أكثر من 9 ملايين شخص، موضحًاأن مصر لم تصف هؤلاء بالنازحين أو اللاجئين ، وهم لا يعيشون في معسكرات بل تم دمجهم في المجتمع المصري ".

وأكد الرئيس السيسي : "إن مصر كانت حريصة منذ سبتمبر 2016 على منع خروج أي قوارب هجرة غير شرعية من مصر باتجاه أوروبا، احتراماً ومن منظور إنساني وأخلاقي، لتفادي تعريض هؤلاء الأشخاص للخطر في البحر وللحفاظ على أمن واستقرار شركائنا في أوروبا ".

وأكد الرئيس السيسي أنه تحدث باستفاضة كبيرة عن الأوضاع في غزة وأهمية التوصل الى وقف لاطلاق النار وإيجاد آلية لإدخال مزيد من المساعدات للقطاع واطلاق سراح الرهائن وأيضا ما بعد الحرب، داعيا إلى ضرورة أن تبذل أوروبا جهداً كبيراً خلال هذه المرحلة لتشجيع الأطراف المعنية أو الضغط عليها للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار ويخفف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال الرئيس السيسى إن مصر تسعى بجدية لدور إيجابي مع الفلسطينيين خصوصاً مع حماس، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لكن من المهم أيضاً أن تلعب أوروبا دوراً حيوياً في دفع الجهود الإضافية لتحقيق هذا الهدف ".

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه بحث مع الرئيس الألماني عددًا من الموضوعات من بينها ملف مياه النيل، مؤكدًا أن ملف سد النهضة مهم جدا ونضعه في أولوياتنا، موضحًا أنه ناقش مع "شتاينماير" ملف مياه النيل وتحديدا سد النهضة والتفاوض مع أثيوبيا فيما يخص الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

كما أوضح الرئيس السيسى، أن مصر تحاول منذ أكثر من عشر سنوات الوصول إلى اتفاق طبقا للمعايير والقوانين الدولية للمياه أو الأنهار العابرة للحدود؛ وأكد أن مصر ليس لديها مصادر أخرى للمياه غير نهر النيل الذي يتحرك منذ آلاف السنين بلا عوائق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة