مجزرة في سنار.. قوات الدعم السريع تستهدف الأسواق وتوقع ضحايا مدنيين بالسودان
الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024 03:13 م
أكد أطباء وناشطون سودانيون، بأن قصفاً مدفعياً شنته قوات الدعم السريع، استهدف سوق مدينة سنار جنوب السودان، أسفر عن مقتل 21 شخصاً وإصابة أكثر من 70 آخرين، مساء الأحد الماضي.
ووصفت شبكة أطباء السودان الحادث، بأنه "مجزرة"، نظراً لاستهدافها مناطق تجمع المدنيين في السوق، ما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين العزل، وأكد بيان صادر عن الشبكة أن القصف تسبب في حالات إصابة حرجة تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً.
وقال بيان أصدرته شبكة أطباء السودان: "إن 21 شخصًا على الأقل قُتلوا وأُصيب أكثر من 70 آخرين جراء قصف مدفعي للدعم السريع على سوق مدينة سنار".
وأدان البيان بشدة ما وصفه بالمجزرة التي نفذتها الدعم السريع بحق المدنيين في مدينة سنار، واستهدافها لأماكن تجمع المواطنين في الأسواق، مما أدى إلى خسائر كبيرة بين المدنيين العُزّل.
وقال شهود عيان ومصادر عسكرية: "إن عدد الضحايا يتجاوز الـ 150 شخصاً بين قتيل وجريح، اثر سقوط القذائف المدفعية على مواقع مكتظة بالمواطنين"، بحسب "سودان تربيون" السودانية.
وأفاد الشهود أن القصف طال سوق الخضار، بالإضافة إلى سوق الأسماك ومحطة النقل العام داخل السوق، فضلًا عن أحياء الموظفين والبنيان ومواقع أخرى.
وجاء قصف قوات الدعم السريع لمدينة سنار ردًا على هجوم عنيف نفذه الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الأحد، على مواقع وتمركزات القوات في كل من جنوب وغرب سنار، إضافة إلى سنجة والسوكي.
ومؤخرًا، صعدت قوات الدعم السريع من وتيرة مهاجمتها للأهداف المدنية والمواقع المكتظة بالمواطنين في كل من شمال أم درمان والفاشر بولاية شمال دارفور، علاوة على سنار، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المواطنين وتدمير مرافق خدمية.
وتشهد مستشفى سنار حالة من الاكتظاظ الشديد نتيجة للعدد الكبير من المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، وقد عبر تجمع شباب سنار عن قلقه الشديد إزاء الوضع، مشيراً إلى الحاجة الملحة لزيادة الكوادر الطبية وتوفير التبرعات بالدم لمواجهة الأزمة.
بدوره، أفاد مركز "نداء الوسط" بوجود عدد كبير من المصابين، منهم حالات حرجة، ويشير إلى أن القصف أثر بشكل كبير على البنية التحتية الصحية في المدينة.
و الهجوم الأخير يأتي في سياق التصعيد المستمر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، حيث تواصل قوات الدعم السريع تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، في 24 يونيو الماضي، سيطرت القوات على عدد من مدن ولاية سنار، بما في ذلك العاصمة "سنجة". وقد اتهم رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، قوات الدعم السريع بتنفيذ مؤامرة كبرى ضد البلاد، وطلب تصنيفها كمنظمة إرهابية، البرهان اتهم القوات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد "المساليت" في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حرباً أهلية دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتهجير قرابة 10 ملايين آخرين.
كما إن الأمم المتحدة والدعوات الدولية تتزايد من أجل إنهاء النزاع وتفادي الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تهدد ملايين السودانيين بالمجاعة والموت بسبب نقص الغذاء والموارد الأساسية.