محو الأمية ضمن المحور المجتمعي.. جهود إدارة الحوار الوطني لمواجهة التحديات

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024 04:48 م
محو الأمية ضمن المحور المجتمعي.. جهود إدارة الحوار الوطني لمواجهة التحديات
هانم التمساح

تولي مصر أهمية كبيرة للتعليم ومحو الأمية باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية وإنشاء مجتمعات أكثر استدامة  مما يساعد على تعزيز الوعي والتثقيف والتنوير، مدركة أهمية مكافحة الأمية في حل الكثير من القضايا خاصة الاجتماعية  منها، بما يتوافق مع مبادىء الجمهورية الجديدة التي تستهدف النهوض بالدولة المصرية وتحقيق التنمية المستدامة، وبالتالي يولى الحوار الوطنى  محور محو الأمية أهمية كبري ضمن قضايا المحور المجتمعي، التي  تطرح على طاولة النقاش  في هذا المحفل، إيمانًا منها بأن محاربة الجهل تبدأ بالعلم والمعرفة، وأن التعليم حق مكفول للجميع ضمن حقوق الانسان التي توافق عليها المجتمع الدولى ووضعها ضمن مواثيقه.
 
ويأتى اهتمام الحوار الوطني بقضية محو الأمية  منبثقا من اهتمام الدولة المصرية بهذه القضية، حيث وضعت الدولة خطة استراتيجية لإعلان (مصر خالية من الأمية بحلول عام 2030)، وكثفت جهودها في المناطق التي بها نسبة كثافة سكانية عالية، ضمن مبادرة حياة كريمة، وتم العمل على دمج فصول محو الأمية، كما فازت مصر بجائزة اليونسكو عام 2021 حيث إنها من أفضل 6 دول طبقت أفضل برامج لمحو الأمية وهم: (كوت ديفوار - الهند - غواتيمالا - المكسيك -جنوب أفريقيا- مصر)، وتُعد قضية محو الأمية من القضايا الهامة التي تسعى مصر للقضاء عليها، وقد تم إدراجها ضمن رؤية مصر 2030، وأهداف التنمية المستدامة (الهدف الرابـع) والذي ينص على "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع.
 
وتتكاتف مؤسسات الدولة  والجامعات المصرية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار في محو أمية ما يقرب من مليون مواطن مصري، حيث بلغ عددهم (948.432) متحررًا من الأمية، كما تم مضاعفة أعداد من من تم محو أميتهم على يد طلاب الجامعات، وفقا لما أعلنته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ما يُنبئ بنجاحات كبيرة ومتتالية في الأعوام القادمة، وصولاً للهدف المنشود، مصر بلا أمية عام 2030، تنفيذاً لسياسات الدولة وتوجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بملف محو الأمية؛ باعتباره من أولويات الدولة المصرية وفقًا لأهداف التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.
 
وتكمن أهمية سعى الدولة إلى محو الأمية بجميع أشكالها، بدءًا من الأمية التقليدية إلى الأمية التكنولوجية والثقافية، وتعزيز توفير برامج محو الأمية وتعليم الكبار في المناطق الريفية والنائية،  في ان الأمية تعد أحد أهم التحديات التي تواجه المجتمعات النامية، فهى تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع، مثل انخفاض مستوى الوعي وزيادة الفقر والبطالة، وغيرها من القضايا الخطيرة على المجتمع.
  
 ويعد التعليم ومحو الأمية من أولويات القضايا التي طرحت على طاولة الحوار الوطني في المرحلة الأولى، وحظيت باهتمام كبير من قِبل رئيس الجمهورية، وأسفرت المناقشات عن الخروج بمجموعة من التوصيات لتطوير منظومة التعليم قبل الجامعي، وضمان توفير تعليم جيد وعادل لجميع أبناء الوطن، من أبرز هذه التوصيات جاءت التوصية الخاصة بإنشاء المجلس الوطني الأعلى للتعليم والبحث    و وفقا لبعض الإحصائيات لدى الأمم المتحدة - كان شخصاً واحداً على الأقل من بين كل سبعة أشخاص تبلغ أعمارهم 15 عاماً وما فوق (أي 754 مليون نسمة) غير ملم بالمهارات الأساسية لتعلُّم القراءة والكتابة في عام 2022، ويجد ملايين الأطفال أيضاً صعوبة في اتقان أدنى المستويات من إجادة القراءة والكتابة والحساب، في حين أنَّ ما يقرب من 250 مليون طفل تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 عاماً غير ملتحقين بالمدارس، وهو ما يقابله اهتماما كبيرا من مختلف الدول بمحو الأمية بين شعوبها.
 
وتتفاعل مصر مع هذه الجهود الدولية  عبر اهتمامها بمحو الأمية وتضعه أولوية؛ إذ  بلغ  معدل الأمية في مصر 16.1% (10 سنوات فأكثر) في عام 2023، بانخفاض قدره 1.4% مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ معدل الأمية بين الذكور 11.4%؛ بينما بلغت معدل الأمية بين الإناث 21% في عام 2023، وذلك وفقاً لبيانات مسح القوى العاملة لعام 2023، الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق