رأس المال البشري ثروة حقيقية
المشروع القومى "بداية" يوفر الحياة الكريمة ويستهدف نظام صحى للجميع ومنظومة تعليم أفضل
السبت، 07 سبتمبر 2024 11:31 صأمل غريب
يعد الاستثمار في البشر من أهم أنواع الاستثمارات في العالم، كونه ركيزة أساسية في خطط التطوير، خاصة أن رأس المال البشري يقوم على أكتافه وبسواعده أي تقدم، وهو ما أسس له الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانعكس على اهتمامه في توجيهاته المستمرة، بضرورة الاهتمام ببناء وتنمية الإنسان المصري، من خلال دعم وتأهيل العنصر البشري وإعداده ليواكب التطور التكنولوجي الجاري في العالم، و وتنمية القيم والعادات والأخلاق المرتبطة بإعادة تأصيل الهوية المصرية.
ورسخ تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمام الجمهورية الجديدة، ببناء الإنسان وإطلاق المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية لبناء الإنسان"، خاصة أن تحقيق مستهدفاتها سيساهم في إحداث طفرة حقيقية ونقلة نوعية في ملف بناء الإنسان، يستهدف تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، من خلال تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية، ويشمل عدداً كبيراً من المبادرات في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والرياضة وتوفير فرص العمل، واستفادة مختلف الأعمار من موارد الدولة بعدالة وفاعلية، وتحسين جودة الحياة للمواطن، كونه مرتبطا بشكل وثيق بتحسين جودة الحياة في جميع المحافظات، حيث تم إعداده في ضوء ما تضمنته رؤية مصر 2030، ومخرجات الحوار الوطني، وما بنيت عليه الحكومة الجديدة، حيث شمل التشكيل الوزاري اختيار نائب لرئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، هو الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان.
وترتبط مبادرة "بداية"، بتحقيق التنمية البشرية وتعزيز حقوق الإنسان، على كافة المستويات الصحة والتعليم والثقافة والرياضة والإسكان وتوفير فرص العمل.. إلخ، من خلال تقديم خدمات وأنشطة وبرامج متنوعة، إلى جميع الفئات العمرية، منذ الولادة إلى ما فوق الـ 65 سنة، من تطبيق نظام صحى يشمل الجميع، وكذلك إتاحة فرص تعليمية أفضل، تسهم في توفير وظائف مستقبلة على المستويين المحلي والعالمي، علاوة على تقديم فرص عمل جادة للشباب، إلى جانب تحقيق تنمية عمرانية متكاملة ومستدامة في كافة المحافظات حتى الحدودية، فضلا عن تحقيق الحماية الاجتماعية، وأيضا تمكين المرأة وتعزيز دورها في كافة المجالات، من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين جميع الوزارات والمؤسسات، كلا في مجاله، إلى جانب التعاون مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وإشراكهم في تنفيذ المبادرة الرئاسية، والتي تتمثل أهدافها الاستراتيجية في تعزيز جودة الحياة للمواطنين، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين المحورين الأهم والقضاء على مثلث الشر "التعليم والصحة، والفقر"، عبر تعزيز مهارات الإعداد لسوق العمل بجميع المراحل العمرية، وتخريج مواطن مؤهل ومُدرب ويمتلك مهارات تمكنه من المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل فعال.
ومنذ تولي الرئيس السيسي، مهامه الرئاسية، وهو يهتم بتدشين المبادرات الاجتماعية الهامة، خاصة المعنية بنشأة الطفل على المستوى الصحي والفكري والعلمي، كان أخرها مبادرة "بداية"، من أجل خلق جيل جديد، مشبع بالهوية المصرية، بالتزامن مع الاهتمام بنشأة الطفل منذ الولادة، وهو ما تابعه الرئيس خلال اجتماعه الأخير، مساء الأحد الماضي، مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة لمناقشة المبادرة وسبل تنفيذها، واطلع على محاور المبادرة، ووجه بالانتهاء من صياغة الخطط التنفيذية لمحاور العمل بها، وشدد على أن رأس المال البشري، ثروة حقيقية للدولة المصرية، التي يجب العمل على تنميتها والاستثمار فيها.
وتستهدف مبادرة "بداية" أولى المراحل العمرية للأطفال، والتي تبدأ من سن يوم إلى 6 سنوات، من خلال توفير رعاية صحية للمرأة قبل الحمل، وخلق بيئة آمنة تضمن حمل وولادة بشكل أمن، بالإضافة إلى خلق مناخ صالح لتربية إيجابية ومتطورة عالية الجودة، تعمل على تحفيز قدرات الطفل للتعلم منذ بداية نشأته، فضلا عن تأمين تغذية سليمة له تمكنه من النمو السليم والتطور بشكل صحي لتحقيق أفضل المخرجات الصحية، مثل تقليل معدلات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية، وتخفيض معدلات وفيات الرضع وحديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة، وأخيرا حماية حقوق الطفل في أسرة واعية وحمايته من العنف.
وتأتي خطوة اهتمام المبادرة الرئاسية بالأطفال والنشء، هامة وضرورية في ذات الوقت، وتؤكد على أن تنمية الطفولة المبكرة تعد من أهم ركائز التنمية البشرية، عن طريق تحسين الرعاية الصحية والتعليمية والنفسية للأطفال من بدء الحياة في رحم أمه حتى سن الـ 6 سنوات، وخلق مناخ صالح لتربية إيجابية تستهدف تحفيز قدرات الطفل على التعلم، فضلا عن أن "بداية" تركز على زيادة معدلات التحاق الأطفال في التعليم قبل المدرسي "الحضانة أو KG"، وذلك لتنمية مهاراتهم وتدريب المدرسين على كيفية التعامل مع الأطفال في هذه السن بالغة الدقة، لذا فإن وزارة الثقافة تتبنى عملية التمكين الثقافي لكلا الوالدين ورفع درجات الوعي لديهم بأهمية هذه الفترة، وذلك من خلال وضع برامج تثقيفية وتنفيذ ندوات توعوية ذات الصلة، ثم يأتي دور وزارة الشباب والرياضة، التي ستتبنى عملية تصميم ووضع برنامج تنشئة بدنية سليمة للأطفال، من أجل بناء جيل رياضي معافى على المستوى البدني والصحي.
ومن بين أهم خطوات القيادة السياسية في الاهتمام بتعزيز دور التنمية البشرية، فإن ذلك ارتبط بجهود الدولة بالتوسع في برامج الحماية الاجتماعية، حيث وجه الرئيس السيسي، الحكومة، مطلع الأسبوع الماضي، بضم 8.5 مليون منتفع من برنامج تكافل وكرامة، والعمالة غير المنتظمة في قطاعي البناء والتشييد إلى مظلة التأمين الصحي، بتكلفة تبلغ نحو ١٠ مليار جنيه سنوياً، فضلا عن دراسة مدى إمكانية ضم المزيد من الفئات الأخرى ضمن شرائح العمالة غير المنتظمة خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يعكس اهتمام الرئيس السيسي، بتحسين جودة حياة المواطن ورعاية الفئات الأولى بالرعاية وتوفير حياة كريمة لهم، أما وزارة التضامن الاجتماعي، فيأتي دورها في تمكين الأسر من الناحية الاقتصادية وتوفير تغطية شاملة للحضانات وحماية كاملة لحقوق الطفل في أسرة واعية لحمايته من العنف، فيما يأتي دور وزارة التربية والتعليم، في رفع معدلات التحاق الأطفال بالتعليم قبل المدرسي، من أجل تنمية مهاراتهم وتدريبهم وزيادة استعدادهم للتعليم الابتدائي، وكذلك تجهيز وتدريب المدرسين المتخصصين، على كيفية التعامل مع الأطفال في هذه السن الدقيقة.
ويعد المبادرة الرئاسية "بداية" هي مشروع قومي جديد، من ضمن المشروعات القومية الكبرى التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه منصبه الرئاسي، وحرص على وضع وتصميم ومتابعة أدق تفاصيلها، والإشراف الكامل بشخصه لكافة خطواتها التنفيذية على أرض الواقع، والوصول إلى أداق مؤشرات الإنجاز الحقيقية.