زيارة مدبولي.. توافق بين الصين وإفريقيا على الشراكة فى مجالات متعددة.. إطلاق سيارة فى مصر تناسب الطلب المتزايد.. فكيف تستفيد القاهرة؟
الجمعة، 06 سبتمبر 2024 01:50 م
التقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،"جاك وي"، رئيس مجلس إدارة شركة "جريت وول موتورز"، الصينية المتخصصة في صناعة السيارات والشاحنات، بحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والسفير المصري في بكين عاصم حنفي.
ويشارك الدكتور مصطفي مدبولى بقمة منتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي بالعاصمة الصينية بكين، "فوكاك " نيابة عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والذي يعقد خلال الفترة من 4 إلى إلى 6 سبتمبر 2024 بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات.
وقال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسميّ باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن اللقاء شهد إعراب رئيس الشركة عن سعادته بلقاء رئيس مجلس الوزراء على هامش فعاليات المنتدى، مشيرا إلى أن الشركة بدأت بدراسة السوق المصرية منذ مارس من العام الماضي، انطلاقا من أن لدينا اهتماما كبيرا بالاستثمار في مصر، لما تتمتع به مصر من موقع جغرافيّ متميز يتوسط ثلاث قارات في العالم، مؤكدا أن هناك تواصلا مستمرا مع الجانب المصري، المتمثل في الهيئة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف رئيس الشركة: سنعتمد على مصر، ليس فقط لسد احتياجات السوق المحلية من منتجاتنا من السيارات، بل أيضا لتصديرها مع قطع الغيار المنتجة إلى دول الجوار؛ بفضل الاتفاقيات التي وقعتها مصر والتي تمثل حافزا مهما لتشجيع التصدير منها.
وأعلن"جاك وى" أن الشركة بعد أن درست السوق المصرية تعتزم إطلاق سيارة في مصر تناسب الطلب المتزايد عليها، كما أن الحكومة الصينية تدعم وتشجع الشركات والمؤسسات الصينية على دخول السوق المصرية، لافتا إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يوفر نحو 4 آلاف فرصة عمل، ونتطلع للحصول على الدعم والاهتمام من الحكومة المصرية.
وفي سياق حديثه، شرح رئيس الشركة ما تتميز به منتجات شركته من السيارات وأسعارها التنافسية وكذا حجم مبيعاتها، مضيفا: نحن مهتمون بالأسواق المصرية والأفريقية بوجه عام، ونعمل على توفير سيارة منافسة في هذه الأسواق.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن ترحيبه برئيس الشركة، مؤكدا اهتمام الحكومة المصرية بتوطين صناعة السيارات في مصر، خاصةً السيارات الكهربائية أو الهايبرد، مؤكدًا الثقة في قدرة الشركة على تنفيذ هذه النوعية من السيارات في مصر، وقال: لدينا مجموعة من الحوافز والاعفاءات التي يتم تقديمها لمن يتيح هذه النوعية من السيارات.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه في إطار استراتيجية الدولة ورؤيتها لتخفيض الانبعاثات الكربونية، هناك خطة لإحلال السيارات القديمة، وبالتالي فإذا قامت شركتكم بإنتاج سيارات كهربائية في مصر، فمن الممكن أن تكون شركتكم قادرة على استيعاب عدد كبير من السيارات في السوق المحلية لهذه المبادرة، وذلك بخلاف البيع الفردي للمواطنين خارج المبادرة، وكذا إمكانية التصدير والتمتع باتفاقيات التجارة الموقعة.
وأوضح رئيس الوزراء، أنه فور اتخاذ الشركة قرارها بالتواجد في مصر، سيتم توفير الأرض المطلوبة على الفور لإنشاء المصنع، وسيتم إصدار الرخصة الذهبية لهذا المشروع المهم؛ حتى تتمكن الشركة من التنفيذ في أسرع وقت ممكن.
وعقّب رئيس الشركة بتوجيه الشكر إلى رئيس الوزراء والحكومة المصرية، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك فريق عمل من الجانبين لتنفيذ هذا المشروع، معربًا عن أمله في قيام رئيس مجلس الوزراء بزيارة للمصنع.
بدوره، أوضح وليد جمال الدين أنه قام بزيارة المصنع خلال اليومين الماضيين، مشيرًا إلى أن مسئولي الشركة طلبوا الحصول على مليون م2 لإنشاء المصنع لانتاج السيارات والمستلزمات المطلوبة لها، لافتا إلى أن المشروع من المقرر تنفيذه على مرحلتين، كل مرحلة بقدرة إنتاجية تبلغ 60 ألف سيارة.
وفي نهاية اللقاء، قال الدكتور مصطفى مدبولي لمسئول الشركة إنه بعد قراركم النهائي بتنفيذ المشروع في مصر، سأقوم بنفسي بالإشراف على هذا المشروع، ولن تواجهكم أي عقبات حتى يتم بدء الإنتاج.
وعقب ذلك، قام رئيس الوزراء ورئيس الشركة بتفقد سيارتين من إنتاج الشركة إحداهما كهربائية والأخرى "هايبرد".
ركز المنتدى على سبل تعزيز التعاون الصيني-الأفريقي في إطار المبادرات التي تتبناها بكين في هذا الصدد، وبما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية.
وحضر رئيس الوزراء الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي، وكذا عددًا من الجلسات رفيعة المستوى، حيث سيُلقي الدكتور مصطفى مدبولي كلمة مُهمة خلال جلسة بعنوان "التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء ".
وعلى هامش المنتدى،يعقد رئيس الوزراء مجموعة مهمة من اللقاءات مع عدد من المسئولين الصينيين والأفارقة، فضلًا عن عدد من المقابلات مع مسئولي أبرز الشركات الصينية، ومن بينها شركات صينية بارزة عاملة في السوق المصرية .
كما شهد رئيس الوزراء، على هامش مشاركته في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والعقود المتعلقة باستثمارات جديدة أو قائمة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلا عن عدد من الاتفاقيات المُهمة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .
تجتمع قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي مرة كل 3 سنوات بالتناوب بين الصين وإفريقيا، والقمة الإفريقية الأخرى الوحيدة مع الجهات الخارجية التي تجتمع بانتظام هي مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية (TICAD )، الذي اجتمع أيضًا ثماني مرات منذ إطلاقه.