طاهر زيد لقناة الناس: "الجفاء الأسرى" يسبب الهلع للأبناء

قال الباحث طاهر زيد، مدير وحدة حوار بدار الإفتاء المصرية: "النموذج المادي الذي نعيش فيه يخلق لدينا حالة من الخوف المستمر.. أشعر بالخوف من الفشل لأن هناك مفهومًا بسيطًا، إما أن تكون "نمبر وان"، أو "نمبر تو"، وأنا أرغب في أن أكون دائمًا نمبر وان"

وتابع مدير وحدة حوار بدار الإفتاء المصرية، خلال بودكاست "كلام مهم "، المذاع على فضائية "الناس": هذه العقلية تتجسد في ثقافة ""نمبر وان"، حيث ينظر الأهل إلى أبنائهم بانتظار تحقيق مراكز متقدمة، ويقومون بالمقارنة مع الآخرين، مما يخلق حالة من الضغط الكبير على الأطفال.

وأضاف: "أرى أن هذا الصراع على المركز الأول يعكس أعلى درجات كره الإنسان لنفسه، عندما أتحاور في هذا الموضوع، أجد أن ثقافة 'نمبر وان' تهدد المستقبل، ونحن قادرون على أن نكون جميعًا رقم واحد بطرق مختلفة، فربما يكون لك تخصصك الذي تتفوق فيه، وأنا أتميز في مجال آخر، والحياة ليست سباقًا على المركز الأول، بل هي رحلة اكتشاف للمهارات والقدرات الفردية.

 وأوضح: "هناك مصطلح يعرف باسم 'الجفاء الأسري'، والذي يشير إلى تحويل الحب في الأسرة إلى حب مشروط بالأداء والتفوق عندما يكون الحب مشروطًا بمجموع معين، فإن هذا يؤدي إلى حالة من الخوف من ردود فعل الأهل، ويتحول الأمر إلى جفاء أسري يهدد كينونة الأسرة.. هذا النوع من الجفاء قد يفضي إلى حالات من الاكتئاب أو حتى الانتحار بين الشباب."

وأشار إلى أن البيانات تشير إلى تراجع في أداء الطلاب بسبب التوقعات العالية التي توضع عليهم، مما يخلق حالة من الرعب والضغط، أعتقد أننا جميعًا مررنا بتلك المرحلة، وتذكر شعورك يوم النتيجة. وقال: "أدعو الأهل والمربين إلى تفهم أن اللحظة الفارقة في حياة الطالب تتطلب دعمًا واحتواءً حقيقيين.. إذا كنت غاضبًا، فلا يجب أن تظهر الغضب أو العنف تجاه الطالب الذي ما زال في مرحلة الشباب. عدم تقديم الدعم يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية خطيرة، ويؤثر سلبًا على مسيرته الأكاديمية في المستقبل."