نتانياهو يكذب.. ما الجديد

الخميس، 05 سبتمبر 2024 07:00 ص
نتانياهو يكذب.. ما الجديد
يوسف أيوب

نتانياهو يكذب.. هذه حقيقة مؤكدة، وليست جديدة، فرئيس حكومة الاحتلال منذ أن دخل المعترك السياسى، وهو ينتهج الكذب منهجاً، حتى في تحالفاته السياسية التي يلجأ إليها دوماً في إسرائيل يتعامل بمنطق أن الكذب هو طوق النجاة له.
 
كل الساسة والعسكريين في إسرائيل يدركون حقيقة هذا القاتل الكاذب، حتى حلفائه من الخارج في واشنطن والعواصم الغربية، يعلمون جيداً حقيقته، وكثير منهم لا يريد التعامل معه، ويتمنون اليوم الذى يتم خلعه من الحكم في تل أبيب، لكنهم مضطرون للتعامل معه لأسباب كثيرة نعلمها جميعا.
 
قبل يومان خرج نتانياهو مجاهراً بكذبه جديدة من أكاذيبه المعتادة، بإدعائه أن حركة حماس يتم تغذيتها بالسلاح عبر الانفاق الموجودة على الحدود بين مصر وغزة، وتحديداً عند محور فيلاديلفيا، الذى يصصم نتانياهو على بقاء القوات الإسرائيلية فيه، بزعم منع تسليح حماس.
 
نتانياهو وهو يردد هذه الكذبة يدرك جيداً أن كذبته هذه لن تنطلى على أحد، لأن الانفاق التي يتحدث عنها، مغلقة تماماً من الجانب المصرى على الأقل منذ سنوات، وهو يدرك أن الدولة المصرية قامت بذلك وهى تحارب الإرهاب، ويدرك تمام الإدراك هذه الحقيقة، لكنه لا يريد الحقيقة وإنما الكذب.
 
المهم في الأمر أن نتانياهو وهو يردد هذه الكذبة الفجة، ترد عليه في اليوم التالى القناة الـ 12 الإسرائيلية، بتقرير أمس الأربعاء فضحت فيه كذب القاتل نتانياهو، بتأكيدها أن الجيش الإسرائيلي تفاجأ من إغلاق جميع أنفاق محور فيلادلفيا من الجانب المصري، وأن عمليات المسح الأخيرة أظهرت أن الأنفاق التي كانت تربط غزة بـمصر لم تكن قيد الاستخدام لعدة سنوات، وأن حركة حـمـاس نجحت في تطوير صناعتها العسكرية بعيدا عن محور فيلادلفيا وأنشأت مصانع تحت الأرض لإنتاج الأسلحة.
 
وشهد شاهد من أهلها، فها هي القناة الإسرائيلية تقول لأول المرة الحقيقة التي لا يريدها نتانياهو.
 
السؤال الأن، لماذا لا يريد نتانياهو هذه الحقيقة؟
 
الأجابة بالتفصيل جاءت على لسان مصدر مصري رفيع المستوى مساء أمس الأربعاء أيضاً، وهنا أنقلها عن المصدر كما هي لأهمية ما قيل.
 
المصدر المصرى رفيع المستوى قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يروج الأكاذيب للتغطية على فشله في غزة، وإن ترويج رئيس الوزراء الإسرائيلي لتهريب السلاح من مصر أكذوبة أخرى لتبرير فشل حكومته في السيطرة على تهريب السلاح من إسرائيل إلى قطاع غزة، وإن إسرائيل فشلت في القضاء على مافيا تهريب السلاح من كرم أبو سالم إلى قطاع غزة.
 
وأكمل المصدر بقوله: الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخليا وخارجيا ولا تزال مستمرة في ترويج أكاذيبها للتغطية على فشلها، كما أن نتانياهو يمهد من خلال ادعاءاته بتهريب السلاح من مصر لإعلان فشله الأمني والسياسي وعدم العثور على الرهائن أو تحقيق أي انتصار عسكري بغزة والضفة، كما أن هذه التصريحات هي رسالة استباقية من نتانياهو إلى واشنطن برفضه أي مقترحات لوقف إطلاق النار، وإجهاض لكل الجهود المبذولة للتهدئة والإفراج عن المحتجزين والأسرى، مع الإشارة إلى أن نتانياهو يسمح بتهريب السلاح من داخل إسرائيل إلى الضفة الغربية، ويتغاضى عن عمليات بيع السلاح للضفة لإيجاد المبررات لعدوانه على الشعب الفلسطيني.
 
هذه هي الأسباب التي من أجلها كذب نتانياهو كذبته الفجة بشأن تهريب السلاح عبر محور فلادلفيا، فكافة الأطراف في إسرائيل مستاءة من استمرار رئيس وزراء إسرائيل في إفشال الوصول لاتفاق هدنة، وهو ما كانت نتيجته المظاهرات التي اجتاحت تل أبيب الأيام الماضية والدعوة إلى إضراب عام، يضاف إلى ذلك نتيجة استطلاع الراى الذى أجرته هيئة البث الإسرائيلية، أمس الأربعاء أيضاً، والتي أشارت إلى أن 53% من الإسرائيليين يؤيدون الانسحاب من محور فيلادلفيا لإنجاح صفقة التبادل، وأن 50% من الإسرائيليين لا يثقون بإدارة نتنياهو للحـرب في قطاع غزة.
 
هنا يتأكد لنا لماذا يكذب نتانياهو هذه المرة تحديداً، نعم هو كذاب محترف، لكن كذبته هذه المرة كانت فجة ومفضوحة، وربما تكون سببا في الإطاحة به من رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بل والإطاحة بالحكومة المتطرفة بالكامل، والزج به في السجن لمحاكمته على تهم يحاول الهروب منها لسنوات، لكن آن الأوان لمحاكمته عليها.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق