"حياة كريمة رقمية".. تحفيز التحول الرقمي وتنمية المهارات في القرى المصرية

الأربعاء، 04 سبتمبر 2024 11:14 ص
"حياة كريمة رقمية".. تحفيز التحول الرقمي وتنمية المهارات في القرى المصرية
أمل عبد المنعم

مبادرة "حياة كريمة" مبادرة وطنية أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، في 2 يناير عام 2019، وتسعى المبادرة إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات، التي تشمل جوانب مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية، وتساهم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بدور محوري في مبادرة حياة كريمة، من خلال أنشطة وبرامج لنشر الثقافة الرقمية، وتدريب الطلاب وتوفير فرص عمل حر للخريجين، وتشجيع ريادة الأعمال.

وتستهدف مبادرة "حياة كريمة" توحيد كافة جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف توفير حياة كريمة وتنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجًا في محافظات مصر، ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعهم، والاستثمار في تنمية وبناء الإنسان، وتعزيز قيمة الشخصية المصرية.

 

وتعد مبادرة "حياة كريمة رقمية" لنَشْر الثقافة الرقمية وتنمية المهارات الرقمية والتكنولوجية للأفراد والمجتمعات المُستهدَفة من المشروع القومي لتطوير القرى المصرية "حياة كريمة"، وتأتي ضمن استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء الإنسان المصري رقميًا، ونَشْر وتعزيز الثقافة الرقمية بمجالات التحول الرقمي التي تنفذها الدولة المصرية بكافة القطاعات.

 

ويتم تنفيذ المبادرة تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع كل من وزارات الشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، والأوقاف، والقوى العاملة، والبنك المركزي، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وبعض منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وشركاء التنمية، لتحويل مجتمع القرى الأكثر احتياجًا إلى مجتمع رقمي تفاعلي ومُنتِج.

 

أهداف حياة كريمة رقمية

في إطار استراتيجية "مصر الرقمية"، وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية نحو بناء الإنسان المصري رقميًا لمواكبة التطور التكنولوجي وتسليحه بالوعي والمعرفة بالأساليب التكنولوجية الحديثة وتأهيل المجتمع للاستفادة من الجوانب الإيجابية لها، بشكل صحيح وآمن، وتنفيذًا للالتزامات الواردة بالدستور المصري نحو التمكين الرقمي للمواطن والحق في المعرفة ومحو الأمية الرقمية.

 تهدف مبادرة "حياة كريمة رقمية" إلى بناء مجتمع رقمي تفاعلي وآمن، من خلال تهيئة المجتمعات؛ لاستيعاب مشروعات التحول الرقمي للخدمات بكافة قطاعات الدولة المصرية، ولضمان استدامتها وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

 

كما تستهدف المبادرة تحقيق رضاء المواطن، وتيسير رحلته بالمؤسسات الحكومية، من خلال نَشْر الوعي بكافة الخدمات الحكومية الرقمية المُقدَّمة للمواطنين بمكاتب البريد ومكاتب الخدمات الحكومية والمراكز التكنولوجية ومنصات الخدمات الرقمية، والمساهمة في تحقيق الشمول الرقمي للمواطنين، وتنفيذ خطة الشمول المالي والمعاملات المالية الرقمية بكافة قطاعات الدولة.

محاور مبادرة حياة كريمة رقمية

تنقسم المبادرة إلى ثلاث محاور وهي: أولًا محور نشر الثقافة الرقمية، ويهدف هذا المحور التوعوي إلى محو الأمية الرقمية، ورفع الوعي الرقمي لأفراد القرى المُستهدَفة، ونَشْر وتعزيز الثقافة الرقمية؛ لتحقيق الشمول الرقمي للفئات المستهدفة.

 

ويشمل المحور الأول: أدوات التثقيف الرقمي والمالي، ومحو الأمية الرقمية، والمواطنة الرقمية (حقوق والتزامات)، وخدمات الحكومة الرقمية، وأساسيات التحول الرقمي.

 

والمحور الثاني هو المهارات الرقمية، ويهدف هذا المحور التدريبي إلى تدريب طلاب المدارس والجامعات على مهارات استخدام الحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات؛ لمواكبة التطور التكنولوجي، ويشمل البرامج التدريبية الآتية: الحاسب الآلي والإنترنت، والبرامج والتطبيقات المكتبية، والأمن السيبراني.

 

والمحور الثالث هو التمكين الاقتصادي الرقمي، ويهدف هذا المحور إلى تأهيل الطلاب والخريجين من أبناء القرى المُستهدَفة؛ للعمل على منصات العمل الحر والتدريب التحويلي للتأهيل لسوق العمل، وتأهيل أصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال دعم الميكنة وخدمات الشمول المالي والدفع الإلكتروني وثقل مهارات التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية.

 

ويشمل مسارات تدريب المحور الثالث (العمل الحر، وريادة الأعمال، وإدارة الأعمال، والشمول المالي، والتسويق الرقمي، ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، والمهارات الوظيفية والحياتية، والبرامج والتطبيقات المكتبية المتقدمة).

ومع توسع مبادرة حياة كريمة لتشمل تحسين البنية التحتية في القرى النائية، كان وصول الإنترنت إلى هذه المناطق من بين أهم الإنجازات التي أحدثت تغييرًا جذريًا في حياة السكان، فقبل هذه المبادرة، كانت الكثير من هذه القرى تعاني من عزلة رقمية، ما حدَّ من فرص سكانها في الوصول إلى المعلومات، والتعليم، والخدمات الصحية، وحتى الفرص الاقتصادية.

مع وصول الإنترنت، تحولت هذه القرى إلى مجتمعات رقمية أكثر تفاعلًا، وأصبحت الفرص التعليمية أكثر تنوعًا بفضل الوصول إلى مصادر تعليمية عبر الإنترنت، مما أتاح للطلاب من جميع الأعمار التعلم عن بُعد، بالإضافة إلى ذلك تحسنت جودة الخدمات الصحية من خلال إتاحة استشارات طبية عبر الإنترنت، مما قلل من الحاجة إلى السفر لمسافات طويلة للحصول على الرعاية الصحية.

كما أن الاتصال بالإنترنت فتح آفاقًا جديدة لأصحاب الأعمال الصغيرة في القرى النائية، حيث أصبح بإمكانهم الترويج والتسويق لمنتجاتهم وبيعها عبر الإنترنت، مما أدى إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية، ومن خلال هذا الاتصال الرقمي لم تعد القرى النائية معزولة، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، مما يعزز من تطورها ونموها.

وشاركت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المشروع القومي لتطوير القرى المصرية "حياة كريمة" من خلال تنفيذ مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الثقافة الرقمية لخلق مجتمع رقمي تفاعلي، ومن أبرز الجهود التي قامت بها الوزارة، ربط قرى "حياة كريمة" بشبكات الألياف الضوئية.

 مما أدى إلى تحسين كفاءة خدمات الإنترنت في حوالي 2.8 مليون مبنى ضمن المرحلة الأولى من المشروع، وبتكلفة بلغت 13 مليار جنيه، كما تم تعزيز جودة خدمات الاتصالات من خلال إنشاء أكثر من 1000 محطة جديدة لتغطية الهاتف المحمول في القرى المشمولة بالمرحلة الأولى.

 

وفي إطار هذه المبادرة، تم أيضًا تطوير مكاتب البريد وتزويدها بماكينات الصراف الآلي، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 90% في تطوير مكاتب البريد في كافة مراحل المشروع، بالإضافة إلى ذلك، قامت وزارة الاتصالات بتدريب نحو 80 ألف مواطن ضمن مبادرة "حياة كريمة رقمية"، بهدف تعزيز مهاراتهم الرقمية، وتضمنت مبادرة "حياة كريمة" العديد من المشاريع التي استهدفت تحسين البنية التحتية التكنولوجية في القرى النائية، بما في ذلك توصيل كابلات الألياف الضوئية التي تشكل الأساس للاتصال السريع بالإنترنت، وتطوير شبكات الاتصالات المحمولة.

 

هذه الجهود تهدف إلى توفير الإنترنت عالي السرعة للسكان، مما يتيح لهم الوصول إلى الخدمات الحكومية الإلكترونية، والتعليم عن بُعد، ويعزز من فرص العمل عبر الإنترنت، ومن أبرز الإنجازات أيضًا توصيل كابلات الاتصالات للقرى الأكثر احتياجًا، حيث تم تجهيز المناطق التي كانت غير متصلة بالشبكة سابقًا بتكنولوجيا الألياف الضوئية، وهذا التوسع في الشبكة يسهم في تحسين جودة الاتصالات الهاتفية والإنترنت، مما يتيح للسكان الاستفادة من مجموعة واسعة من الخدمات الرقمية، مثل الخدمات الصحية والتعليمية عن بُعد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق