المعارك المتواصلة في السودان تعرقل وصول المساعدات التي تتعرض للنهب من قوات الدعم السريع

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2024 03:12 م
المعارك المتواصلة في السودان تعرقل وصول المساعدات التي تتعرض للنهب من قوات الدعم السريع
إيمان محجوب

معارك بين قوات الجيش السواداني وقوات الدعم السريع في معظم الولايات السودانية، تسببت في عرقلة وصول المساعدات للمدنيين ، حيث قتل عدد من السودانيين وأُصيب العشرات في قصف مدفعي عنيف نفذته قوات الدعم السريع استهدف أحياء مكتظة بالمدنيين في كل من سنار، وسط السودان، والفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور حسبما افادات مصادر صحفية.
 
وبعد حصارمدينة سنار من قبل الدعم السريع،  أدى القصف العشوائي العنيف إلى سقوط عدد من الشهداء، وذلك الي جانب اكتظاظ مستشفى سنار بالجرحى والمصابين من المدنيين، ووصف ذلك بأنه جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية واستهداف للمواطنين الأبرياء في منازلهم، بعد أن فروا من ويلات الحروب إلى دور الإيواء.
 
وتزامن استهداف الدعم السريع لمدينة سنار مع وصول قافلة تجارية إلى المنطقة، هي الأولى من نوعها منذ الحصار شبه الكامل الذي تفرضه قوات الدعم على المدينة منذ يونيو الماضي.
 
كما قصفت قوات الدعم السريع  محيط مطار الفاشر، إضافة إلى حي أبوشوك، مما أدى إلى وقوع إصابات عديدة في صفوف المدنيين وتدمير عدد من المنازل، وفي الأثناء، كثف الطيران الحربي طلعاته الجوية مستهدفًا مواقع يُعتقد أن قوات الدعم السريع تتمركز فيها بالجزء الشرقي والجنوب الشرقي من مدينة الفاشر.
 
وأفاد شهود عيان بوقوع قتلى وجرحى في حي الثورة جنوب الفاشر إثر غارة جوية نفذها طيران الجيش، كما قصف الطيران أيضًا مدينة مليط شمال الفاشر، التي تشهد منذ منتصف الأسبوع الماضي توترات بين عناصر قوات الدعم السريع.
 
وتتعرض العاصمة الخرطوم للنهب، حيث كشفت منظمة أطباء بلا حدود، عن تعرض مرفق طبي تدعمه في جنوب العاصمة الخرطوم للنهب تحت التهديد من قوات الدعم السريع  التي تستولي على الجزء الأكبر من جنوب العاصمة الخرطوم، حيث ينتشر جنودها هناك بكثافة.
 
وفي الموضوع أصدرت منظمة أطباء بلا حدود، بيانا أوضحت فيه أن مجموعة تضم أكثر من 20 رجلًا مسلحًا يرتدون زيًا عسكريًا، اقتحمت مركز الشهيد وداعة الله للرعاية الصحية الأولية المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود في الكلاكلة، جنوب ولاية الخرطوم، حيث أجبر المسلحين الحراس تحت تهديد السلاح على فتح مرافق مختلفة وأخذوا 400 لتر من الوقود، بالإضافة إلى معدات اتصالات ضرورية ومواد غذائية.
 
ورغم  تواصل الحرب، تعهد مانحون دوليون بتقديم مساعدات إنسانية للسودان والمنطقة بقيمة تقترب من 1.5 مليار دولار، استجابة لمناشدة الأمم المتحدة زيادة المساعدات وسط صراع أجبر نحو 2.2 مليون شخص على ترك ديارهم.
 
واستهدف المؤتمر الذي أقيم في يونيو الماضي في جنيف لجمع التبرعات بمشاركة ألمانيا والسعودية وقطر ومصر والأمم المتحدة حشد تعهدات لدعم جهود الإغاثة التي أعاقتها انتهاكات وقف إطلاق النار والنهب والتعقيدات البيروقراطية.
 
وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة "مارتن غريفيث" إن المانحين تعهدوا بنحو 1.5 مليار دولار، ويشمل ذلك 200 مليون يورو (218 مليون دولار) من ألمانيا حتى عام 2024، و171 مليون دولار من الولايات المتحدة و190 ميلون يورو من الاتحاد الأوروبي و50 مليون دولار من قطر.
 
 
جدير بالذكر أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  بدأ في منتصف أبريل الماضي وسط توتر في شأن خطة انتقالية مدعومة دولياً تفضي إلى انتخابات في ظل حكومة مدنية، وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 3آلاف وإصابة 6آلاف، بحسب وزير الصحة السواني، غير أن عمال الإغاثة وشهود يقولون إن هناك جثثاً كثيرة لم تحص.
 
ووفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، وتسبب النزاع في مقتل أكثر من 2000 شخص، إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
 
بحسب الخارجية الأمريكية قتل نحو 1100 شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي تبعد عن الخرطوم مئات الكيلومترات، وحملت الخارجية الأميركية المسؤولية "الرئيسة" في ذلك إلى قوات الدعم السريع.
 
ووفق تقديرات للأمم المتحدة يحتاج 25 مليون شخص للمساعدة، أي أكثر من نصف سكان السودان التي يصل تعدادها لنحو 45 مليوناً في بلد يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع المعارك المسلحة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق