الأوبئة في إفريقيا.. من جدري القرود إلى شلل الأطفال ورفع حالة الطوارئ

الإثنين، 02 سبتمبر 2024 12:02 م
الأوبئة في إفريقيا.. من جدري القرود إلى شلل الأطفال ورفع حالة الطوارئ
هانم التمساح

الخبرة والدروس التي استفادتها معظم دول القارة الأفريقية من تجاربها السابقة في التصدي لعدد من الأمراض الفتاكة التي حصدت في سنوات قريبة عشرات آلاف الوفيات من سكانها، مثل إيبولا ونقص المناعة المكتسبة (HIV) والذي يؤدي إلى الإصابة بمرض الأيدز، فضلاً عن الطاعون والكوليرا والحمى الصفراء والجدري والملاريا  ثم كورونا وغيرها، جعلها تستعد لأمراض مثل جدرى القرود وشلل الأطفال، لكن نجاح إجراءات السيطرة على انتشار الأوبئة يأتي رهن بمشاركة السكان المحليين في التخطيط لها وتنفيذها.
جدرى القرود
 
وأعلنت منظمة الصحة العالمية تفشى فيروس جدري القردة في الكونغو وأماكن أخرى في أفريقيا كحالة طوارئ عالمية، مع وجود حالات مؤكدة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة، إلى ذلك أعلنت المنظمة عن سلالة جديدة من الفيروس.
 
ورفعت القارة الأفريقية حالة الطوارئ بسبب انتشار مرض جدري القرود، وبحسب التقارير حتى الآن فإن أكثر من 96% من جميع حالات الإصابة والوفيات موجودة في الكونغو الديمقراطية، ويشعر العلماء بالقلق من انتشار نسخة جديدة من المرض هناك التي قد تنتقل بسهولة أكبر بين الناس. 
 
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "اجتمعت لجنة الطوارئ وأبلغتني بأنه من وجهة نظرها، يشكّل الوضع طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليًا. وقبلت بهذا الرأي".
 
وأضاف: "إنه أمر يجب أن يعنينا جميعًا. منظمة الصحة العالمية ملتزمة تنسيق الاستجابة الدولية قبل أيام وأسابيع والعمل عن قرب مع كل من الدول المتأثّرة، والتعبئة ميدانيًا لمنع انتقال العدوى ومعالجة المصابين وإنقاذ حياة الناس" 
 
أتى القرار بعدما أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي حالة طوارئ صحية عامة، بسبب تفشي جدري القردة (إمبوكس) في القارة 
 
وقال في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ: "إن الظهور والانتشار السريع للسلالة 1 بي (للفيروس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي يبدو أنها تنتشر خصوصًا عبر الشبكات الجنسية، ورصدها في بلدان مجاورة للكونغو هو أمر مقلق جدًا ومن بين الأسباب الرئيسية وراء قراري عقد اجتماع للجنة الطوارئ هذه" 
 
وكانت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التابعة للاتحاد الأفريقي، أعلنت "حالة طوارئ صحية عامة للأمن القاري"، بسبب تفشي مرض الجدري، بعدما انتشر من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة 
 
وبدأ تفشي المرض في الكونغو بانتشار سلالة متوطنة تعرف باسم "كليد 1"، لكن يبدو أن السلالة الجديدة، المعروفة باسم "كليد آي.بي"، تنتشر بسهولة أكثر من خلال المخالطة الروتينية عن قرب، لا سيما بين الأطفال.
 
وحذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض، قبل أيام، من أن معدل انتشار العدوى الفيروسية مثير للقلق، وقالت إنه تم رصد أكثر من 15 ألف حالة إصابة بالجدري و461 وفاة في القارة منذ بداية العام الحالي، بزيادة 160% عن نفس الفترة من العام الماضي 
 
والجدري مرض ينتقل من خلال الاتصال عن قرب، ويسبب أعراضاً تشبه، الإنفلونزا، وحبوباً ممتلئة بالصديد، ومعظم حالات الإصابة تكون خفيفة لكنها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة 
 
وهو مرض متوطن في أجزاء من إفريقيا منذ عقود، بعد اكتشافه لأول مرة في الإنسان بجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970 
 
وانتشرت سلالة أكثر اعتدالاً من الفيروس فيما يزيد على 100 دولة في عام 2022، من خلال الاتصال الجنسي في الغالب، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية، وهذا أعلى مستوى من التحذير لدى المنظمة 
 
وأنهت المنظمة حالة الطوارئ بعد 10 أشهر، قائلة: "إن الأزمة الصحية صارت تحت السيطرة". وبحسب "مايو كلينيك" لا يوجد دواء أو علاج للجدري. وفي حالة الإصابة، يركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع إصابة الشخص بالجفاف، وقد تُوصف المضادات الحيوية، إذا كان الشخص مصاباً أيضاً بعدوى بكتيرية في الرئتين أو بالجلد 
 
كما تمت الموافقة على استخدام تيكوفورمات (Tpoxx)، وهو دواء مضاد للفيروسات، في الولايات المتحدة في عام 2018، ومع ذلك لم يُختبَر على المصابين بالجدري، لذا ليس معروفاً ما إذا كان خياراً علاجياً فعالاً أم لا 
 
وقال جان جاك مويمبي تامفوم، رئيس المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في الكونغو: "من المهم إعلان حالة الطوارئ لأن المرض ينتشر". وأضاف أنه يأمل أن يساعد أي إعلان في توفير مزيد من التمويل لعمليات المراقبة وكذلك دعم إتاحة اللقاحات في الكونغو 
 
وقال الطريق مليء بالعقبات في بلد ضخم استُنزفت فيه المرافق الصحية والأموال الإنسانية بسبب الصراع هناك وتفشي أمراض أخرى مثل الحصبة والكوليرا. ومنذ بداية العالم بلغت الوفيات أكثر من 500 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها 
 
شلل الأطفال 
 
و تقوم  منظمة الصحة العالمية بدعم الحملة متعددة البلدان من خلال المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وتشمل حملات تحصين متزامنة وخططا مشتركة في المجتمعات الحدودية لوقف انتقال المرض، بدءاً من الكاميرون وتشاد والنيجر ومن ثم ستنتقل الحملة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى 
وتأتي الحملة استجابة لاكتشاف 19 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في الدول الأربع، والتي بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز الكشف عن الفيروس وحماية الأطفال، بما في ذلك من خلال إعطاء اللقاحات في المنازل، وكذلك في المراكز الدينية والأسواق والمدارس 
 
 
ووصفت منظمة الصحة العالمية القادة الدينيين والمجتمعيين في الدول الأربع بـ "أبطال القضاء على فيروس شلل الأطفال" حيث ساعدوا في حشد مقدمي الرعاية لتطعيم أطفالهم ليس فقط ضد شلل الأطفال، ولكن ضد جميع الأمراض التي يمكن الوقاية منها 
كما شددت المنظمة على أهمية البيانات الموثوقة لمراقبة المرض بفعالية والاستجابة للفاشيات 
وعلى الرغم من الجهود المبذولة والتصديق على أن جميع البلدان المستهدفة خالية من فيروس شلل الأطفال البري الأصلي، لا يزال النوع الثاني من الفيروس مستمرا في الانتشار
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق