لم تعد معركة غزة وحدها

الأحد، 01 سبتمبر 2024 07:59 م
لم تعد معركة غزة وحدها
عصام الشريف

لا أحد يعرف إلى أين تتجه حرب غزة، فحتى هذا الاسم لم يعد ملائما لتطور الأحداث بوتيرة أسرع مما تخيله المراقبون، فبعد أن كانت التحليلات والدراسات تتجه إلى قرب إتمام صفقة الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار، أصبحت الصورة ضبابية أكثر كثيرا من ذي قبل، ولم يعد المناخ مهيئا للجلوس على طاولة المفاوضات، فالحقيقة أن الطرف الإسرائيلي لم يعد يعرف ماذا يريد بالضبط، في ظل انقسام القرار الإسرائيلي بين القوى المدنية المطالبة بإنهاء الحرب والمؤسسة العسكرية الرامية لإطالة المعارك إلى مالا نهاية.
 
قبل سابق قال نتنياهو أنه يريد تدمير غزة والقضاء على المقاومة وإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وبالفعل دمر غزة عن بكرة أبيها، في وحشية لم تشهدها حروب ربما من العصور الوسطى، لكنه فشل في تحقيق الأهداف الأخرى التي يصر على تحقيقها بالقوة- وأهمها بالفعل تحرير المحتجزين الذين يمثلون ورقة ضغط كبرى على حكومته- وبعد أن دمر تماما القطاع وتأكد فشل الحل العسكري لم يجلس لطاولة المفاوضات التي كانت مهيأة فعلا لإتمام الصفقة ولكنه بدأ في نقل المعارك من القطاع إلى الضفة الغربية.
 
انتقال المعارك إلى الضفة لن يخلق حلا لا سياسيا ولا عسكريا، فلا تزال حكومته تواجه معارضة شعبية غير مسبوقة وصلت إلى حد إعلان الإضراب العام فضلا عن استمرار المظاهرات بصورة يومية، لكن يبدو أن الرجل فقد عقله ولم يعد يشبع شهيته إلى الدماء.
 
على الجانب الآخر لن يقف الفلسطينيون ساكتون للأبد فلا يمكن استبعاد اندلاع انتفاضة ثالثة في كل الأراضي المحتلة، وسيتمادى الجنون حتى يصل ذروته باستبعاد أي حل سلمي، وذلك لن يكون فقط من جانب الفلسطينيين ولكن من جانب كل الأطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق