الإنترنت يهدد العلاقات الأسرية.. كيف تتحول التريندات إلى سلوكيات عدوانية؟
الجمعة، 30 أغسطس 2024 01:30 م
بدأ الإنترنت كوسيلة للتواصل وتبادل المعلومات، ولكنه تطور ليصبح سلاحًا ذو حدين. يمكن أن يكون له تأثير سلبي على العلاقات الأسرية، مما يدفع أحيانًا إلى سلوكيات عدوانية تهدد استقرار الأسرة، وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الأسرية تحولات كبيرة نتيجة تأثير الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
ما هو تأثير التريندات على السلوكيات الأسرية؟
تنشر منصات التواصل الاجتماعي التريندات أو الموضات التي تصل بسرعة عبر الإنترنت، لها تأثير كبير على الأفراد، وخاصة الشباب والمراهقين، فهذه التريندات غالبًا ما تتسم بطابع مرح وسريع الانتشار، لكنها قد تحمل في طياتها رسائل سلبية تؤثر على سلوكيات الأفراد، فعلى سبيل المثال، بعض التحديات التي تنتشر على الإنترنت تشجع على تصرفات متهورة أو خطيرة، يمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية داخل الأسرة.
ما هو تأثير التريندات على العلاقات بين الأفراد؟
كما تؤدي التريندات أحيانًا إلى تعزيز سلوكيات عدوانية داخل الأسرة، حيث قد يتبنى الأفراد، خاصة الشباب، سلوكيات تقليدًا لما يرونه على الإنترنت، هذه السلوكيات قد تتعارض مع قيم الأسرة أو تسبب صراعات بين الأجيال، حيث قد يشعر الآباء بأنهم فقدوا السيطرة على أبنائهم، الذين أصبحوا متأثرين بشكل كبير بمحتوى الإنترنت.
لمواجهة هذا التهديد المتزايد، من الضروري أن يكون هناك تواصل فعال بين أفراد الأسرة، يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بما يتعرض له أبناؤهم على الإنترنت، وأن يناقشوا معهم المحتوى الذي يشاهدونه وتأثيره عليهم، كما يمكن تعزيز الأنشطة العائلية المشتركة التي تعزز من الترابط الأسري وتقلل من الوقت الذي يقضيه الأفراد على الإنترنت.
يمكن القول إن الإنترنت وسيلة قوية قد تسهم في تحسين الحياة إذا تم استخدامها بشكل صحيح، لكنها قد تتحول إلى مصدر خطر على العلاقات الأسرية إذا لم يتم التعامل معها بحذر.
على الجانب الأخر توصي إيمان شاهين المتخصصة والحاصلة على دكتوراة في إدارة المنزل ومؤسسات الأسرة والطفولة والتي أسست مبادرة ضد إدمان التواصل الاجتماعي بتقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد وقت مناسب لها في اليوم؛ فضلاً عن مشاركة الأبناء في تحديد المحتويات التي تتم مشاهدتها حتى يتمكنوا من الاستفادة منها، والبعد قدر الإمكان عن سلبيات السوشيال ميديا.
و أوضحت شاهين، في تصريحات صحفية أن المظاهر التي تترتب على الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي من الناحية الأسرية هي:
• فقدان شعور أفراد الأسرة الواحدة بالأمان الأسري الذي يعتبر مهماً لأي فردٍ فيها.
• إدمان التواصل الاجتماعي يؤدي لانشغال أفراد الأسرة كل بهاتفه، ما يتسبب في عدم تواصل أفراد الأسرة بالطريقة الصحيحة، الأمر الذي يحد من امتلاكهم لمهارات التواصل وتكوين العلاقات الشخصية، وينعكس سلباً على تلاحم أفراد الأسرة وتفاعلهم مع بعضهم.
• مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في حدوث الخلافات والمشكلات العائلية والزوجية بشكلٍ خاص في بعض الأحيان؛ نتيجةً لما يحدث من مقارنات بين الحياة الأسرية لأحد أفراد الأسرة وما يراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى مشاعر الاستياء والإحباط.
• تقليد الأطفال لذويهم في استخدام تلك المواقع بشكل كبير، وهو ما قد يجعلهم عرضةً لخطر التعرض للآثار السلبية لتلك المواقع مُستقبلاً.
• شعور الأطفال بقلة دعم آبائهم لهم وذلك نتيجة قيام الآباء باستخدام تلك المواقع بشكل كبير يؤثّر على التواصل مع أطفالهم إمكانية وصول الأطفال أو المُراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى محتوى لا يُناسب أعمارهم.
• احتمالية تعرض المراهقين أو الأطفال إلى عمليات التنمر الإلكتروني عبر تلك المواقع؛ وحدوث حالات القلق والاكتئاب عند الأطفال والمراهقين.
• لكن الأمر لا يرتبط بالجانب المظلم فقط فأحيانا يمكن أن تساهم وسائل التواصل الاجتماعي من جوانب أخرى في تماسك الأسرة حال استخدامها بشكل منضبط ما يترتب عليه:
• جمع شمل الأسرة، حيث يُمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أفراد الأسرة البعيدين عن بعضهم البعض ممّا يُقوي العلاقات الأسرية بينهم.
• تشكيل مصدر لأفكار وأنشطة عائلية تُعزز التواصل بين أفراد الأسرة وتقوي علاقاتهم ببعضهم البعض.
• مُشاركة اللحظات العائلية الجميلة والذكريات السعيدة، فضلاً عن إمكانية مُشاركة مواقع الأماكن التي تُهم أفراد الأسرة جميعهم؛ كأماكن التنزه، أو المطاعم، أو غيرها.
• مساعدة الأطفال على تعلم أشياء جديدة، بالإضافة إلى تسهيل تبادل الأفكار بينهم وصقل مهاراتهم.
• منح الأطفال حرية التعبير عن الرأي، حيث تُشجعهم مواقع التواصل الاجتماعي على إبداء آرائهم في بعض المواضيع.
• مساعدة الأطفال على التواصل بين أفراد الأسرة الممتدة وأصدقائهم.
• تطوير الخبرة التقنية لدى الأطفال وقدرتهم على فهم التكنولوجيا والتعامل معها.