مخاطر الشاشات على عيون الأطفال.. قصر النظر واضطرابات الرؤية
الجمعة، 30 أغسطس 2024 12:40 م
الطفل الذي يقضي وقتًا طويلًا أمام الشاشات، سواء كانت على الهاتف المحمول، أو اللاب توب، أو التلفاز، يواجه العديد من المخاطر المحتملة نتيجة تعرضه المستمر للإنترنت. هذه المخاطر لا تؤثر فقط على سلوكياته ونفسيته، بل تمتد لتؤثر على قدراته العقلية ومهاراته، وحتى على صحته البدنية، وخاصة صحة عينيه.
وفقًا لتقرير نشره موقع "mykidsvision"، فإن الطفل الذي يتعرض بشكل دائم للشاشات المختلفة يصبح أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر. لذا، من الضروري أن يحدد الوالدان وقت استخدام الشاشة للطفل بشكل صارم. عدم تحديد هذا الوقت وترك الطفل يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات يعرضه لمشكلات بصرية خطيرة.
يشير التقرير إلى أن الإفراط في النظر إلى الشاشات يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات بصرية حادة، كما يؤثر تدريجيًا على قدرة الطفل على التركيز والنظر بشكل واضح. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض المستمر للشاشات يؤثر سلبًا على قدرات الطفل العقلية والمخية، مما يعزز الحاجة إلى مراقبة استخدام الأطفال للتكنولوجيا وحمايتهم من الآثار السلبية التي قد تنجم عن ذلك.
كما يتسبب أيضاً التعرض الدائم للشاشات في اضطراب الرؤية وعدم وضوحها وتأثر الإبصار والقدرة على التمييز بالعينين، والمشكلة تكمن في قصر النظر الذى يصيب الأطفال والشائع إصابة أغلب من يجلسوا أمام الشاشات به، أنه سريع التطور، ويمكن أن يتدهور من خلاله حالة الطفل في خلال مدة قصيرة، مما يؤثر بالسلب على صحة العينين، ويؤثر على جودة الرؤية والنظر، فضلاً عن تأثيره السلبي على التطور البصري الذى يجب أن يحدث للطفل بشكل جيد ومثالي، فالتطور البصري إن تم عرقلته كان تأثيره سلبياً على العينين والإبصار للطفل، تهدده بأمراض العيون مستقبلاً بشكل كبير.
وعلى الجانب الأخر، توضح البروفيسورة إيزابيل جالبير من كلية البصريات وعلوم الرؤية في جامعة نيو ساوث ويلز أن هناك جزءًا وراثيًا في تطور قصر النظر، لكن التغيرات البيئية قد ساهمت بشكل كبير في انتشاره، وتقول: "إن هناك تغيرات كبيرة في بيئتنا، ويمكن أن يكون الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات عاملًا خطرًا على تطوير قصر النظر لديهم".
كما تشير دراسات إلى أن قصر النظر يتسارع، حيث تتطور العين بسرعة أكبر من المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى تقديم الرؤية لمسافات بعيدة بشكل غير واضح، ورغم أنه يمكن تصحيح الرؤية بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة، إلا أنه لا يمكن عكس قصر النظر بشكل نهائي.
تُشير البروفيسورة جالبير إلى أن العلاجات الحديثة، مثل التصحيح البصري، يمكن أن تعاون في تحسين شكل العين مؤقتًا، ولكنها لا تقضي على قصر النظر وتكون مفيدة فقط في تباطؤ تطور المرض.
وعلى الرغم من وجود علاجات تساعد في تباطؤ تطور قصر النظر، تحمل هذه الحالة مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحالات عينية خطيرة مثل الجلوكوما وفصل الشبكية والجراحة المياهية وتحلل الشبكية البصرية القصيرة، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى العمى.
وللوقاية من تأثير الشاشات الرقمية على العينين، تنصح البروفيسورة جالبرير باتخاذ إجراءات وقائية، مثل تقليل وقت استخدام الشاشة وفقًا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، وتشجيع الأطفال على قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، كما تشدد على ضرورة إجراء فحوصات منتظمة للعيون واتباع توجيهات للحفاظ على صحة العينين، وذلك للتقليل من مخاطر تطور قصر النظر.