السودان على حافة الهاوية.. حرب وفيضانات وأوبئة
الخميس، 29 أغسطس 2024 10:35 ص
بعد ما يقرب من 16 شهرا من الحرب الدئرة فى السودان، والتى لاتزال تشهد ولاياتها عنف مسلح، يواجه السودانيين 3 تحديات فالاضافة إلى الحرب المستعرة يواجه السودانيون تداعيات الفيضانات فى موسم الأمطار، والأوبئة.
وقد داهمت السيول الجارفة كبريات مدن الولاية الشمالية فى السودان، والكثير من البلدات الريفية البعيدة عن المناطق الحضرية المحاصَرة بالمياه من كل الاتجاهات.
وبحسب صحيفة التغيير السودانية، أصدر مدير عام وزارة التربية والتعليم السودانية الوزير المُكلف تجاني محمد إبراهيم، قراراً، بتعليق الدراسة في جميع مدارس الولاية الشمالية.
كما أصدر قرارا آخر بتأجيل الامتحانات التي انطلقت في مدارس الولاية ببعض المدارس بالمراحل المختلفة وذلك لحين إشعار آخر.
واجتاحت سيول مدمّرة، عشرات المدن والبلدات في شمال السودان، بعد هطول أمطار غير مسبوقة هي الأعلى التي تسجَّل في الولاية الشمالية، ولا يُعرف بعدُ حجم الدمار الذي لحق بتلك المناطق وطال أعداداً كبيرة من المنازل، والمَرافق التعليمية والصحية، وأتلف مساحات كبيرة من المزارع.
وأطلق الأهالي في عدد من تلك المناطق التي تضررت بشدة، نداءات استغاثة عاجلة لتوفير المواد الإغاثية من الخيام والمشمعات والمواد الغذائية ومياه الشرب لمئات الأسر في العراء.
وجرفت السيول الطرقات الرئيسية التي تربط بين مدن الولاية، ما أعاق جهود الاغاثة في الوصول إلى الكثير من المناطق.
وكشف تقرير غرفة الطوارئ بوزارة الصحة السودانية، عن الأضرار الجسيمة التي خلفتها الأمطار الغزيرة خلال موسم الخريف.
وتأثرت 10 ولايات، شملت 50 محلية و434 منطقة، وبلغ عدد الأسر المتضررة 31,666 أسرة، وعدد الأفراد المتأثرين 129,650 شخصًا.
كما سجل التقرير انهيار 12,420 منزلًا كليًا و11,472 منزلًا جزئيًا، بالإضافة إلى 132 حالة وفاة.
وتتزامن أزمة الخريف مع الأوضاع الأمنية المتدهورة بسبب الحرب.
وأدت الأمطار الغزيرة في السودان، إلى انهيار المنازل في الولايات الشمالية ونهر النيل، مما زاد معاناة السكان الذين يواجهون تحديات النزاع المسلح.
بدورها حذرت هيئة الأرصاد الجوية، من حدوث سيول جديدة في 6 مناطق على الأقل في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، وسط مخاوف من تأثير سحب قادمة من السعودية على نهر النيل والولاية الشمالية.
وشهدت ولايات البحر الأحمر، نهر النيل، الشمالية، غرب دارفور، وكسلا في أغسطس الجاري أمطارًا غزيرة وسيولًا جارفة تضرر منها 317 ألف شخص على الأقل، وتسببت في تدمير آلاف المنازل والأفدنة الزراعية.
وقالت وحدة الإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية السودانية، بحسب صحيفة سودان تربيون، وقالت إنها رصدت سحبًا رعدية قادمة من غرب السعودية إلى ولاية البحر الأحمر، يتوقع أن تؤدي إلى أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية.
وحذرت من أن هذه الأمطار قد تتسبب في سيول وسيول مفاجئة في معظم مناطق وسط وجنوب وغرب ولاية البحر الأحمر، بما في ذلك بورتسودان، هيا، جبيت، سنكات، طوكر، واربعات.
وتوقعت وحدة الإنذار المبكر تأثر ولايتي نهر النيل والشمالية بالسحب الرعدية القادمة من السعودية، داعية المواطنين والسلطات المحلية إلى أخذ الحيطة والحذر.
وقالت هيئة الأرصاد السودانية، في بيان منفصل، إنه يتوقع تراجع الفاصل المداري جنوبًا قليلًا ليمر شمال مدن بورتسودان، أبو حمد في نهر النيل، ودنقلا في الولاية الشمالية، وشمال ولايات السودان الغربية.
وتوقعت هطول أمطار غزيرة في شمال وغرب كردفان، وشمال وغرب دارفور، والولاية الشمالية، ومن متوسطة إلى غزيرة في البحر الأحمر، نهر النيل، جنوب كردفان، ووسط وجنوب وغرب دارفور.
وتعرضت أجزاء واسعة من محلية مروي بالولاية الشمالية، لأمطار غزيرة صاحبتها سيول أدت إلى وفاة ثلاثة أشخاص وتدمير وانهيار عشرات المنازل وقطع طرق الإمداد.
أما الأوبئة يعد ثالث تحدي يواجه السودانيين، فقد انتشر وباء الكوليرا في 5 ولايات تشمل كسلا، القضارف، الجزيرة، الخرطوم، ونهر النيل، وفقاً للتقرير الوبائي لوزارة الصحة.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية في تقريرها الوبائي الأخير عن تسجيل 102 حالة جديدة بالكوليرا، مما رفع العدد الإجمالي للحالات إلى 1223 حالة، بالإضافة إلى 5 وفيات جديدة، ليصل إجمالي الوفيات إلى 48 حالة.
وأشار التقرير إلى انتشار المرض في خمس ولايات تشمل كسلا، القضارف، الجزيرة، الخرطوم، ونهر النيل.
وعقد مركز عمليات الطوارئ الاتحادي اجتماعه الأسبوعي، في معمل الصحة العامة بمدينة كسلا، حيث استعرض الإجتماع تقارير من إدارات الوزارة العامة ووزارات الصحة بالولايات المتأثرة.
وكشف تقرير الاستجابة عن فتح مراكز عزل في هذه الولايات، مع الحاجة لمزيد من المراكز في كسلا، القضارف، ونهر النيل.
كما أعلن تقرير الخريف عن 138 حالة وفاة نتيجة الأمطار والسيول في 10 ولايات، وتوفر 56 صنفاً من الأدوية والمستهلكات للخريف بفضل الإمدادات المقدمة من بعض المنظمات.
وأشار تقرير صحة البيئة والرقابة على الأغذية إلى تنفيذ أنشطة متعددة، مع الحاجة لمزيد من الكلور.
وأفاد تقرير الحجر الصحي عن تردد عدد كبير على عيادة الطوارئ بنقاط الدخول، وعودة 786 لاجئاً سودانياً من إثيوبيا.
ويأتي تفشي الكوليرا في السودان في وقت حرج، حيث تعاني البلاد من تحديات صحية متعددة نتيجة تدهور النظام الصحي وتداعيات الكوارث الطبيعية.
السودان يشهد سنوياً موسم أمطار غزيرة يتسبب في فيضانات وسيول تؤدي إلى تدمير البنية التحتية وإجبار آلاف السكان على النزوح. هذه الظروف تسهم في تفاقم الأوضاع الصحية، بما في ذلك انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا.
ورغم الجهود المستمرة من قبل وزارة الصحة ومنظمات الإغاثة الدولية لمكافحة المرض، فإن الحاجة لا تزال قائمة لتعزيز البنية التحتية الصحية وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي لمنع تكرار مثل هذه الأزمات.