دينا الحسيني تكتب: «مصر ملتزمة بالعهد».. موقف إنساني ثابت تجاه فلسطين وحائط صد يحمي المنطقة

الأربعاء، 28 أغسطس 2024 07:09 م
دينا الحسيني تكتب: «مصر ملتزمة بالعهد».. موقف إنساني ثابت تجاه فلسطين وحائط صد يحمي المنطقة
أرشيفيه

إن التصعيد الإسرائيلي تجاه فلسطين يستدعي دائما تحذيرات مصرية سابقة من خطورة التصعيد العسكري في المنطقة وجر منطقة الشرق الأوسط إلى صراعات وحروب غير مرغوب فيها، إذ لعبت القاهرة، ولا تزال، دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وتدرك أن لها دوراً تاريخياً وإنسانياً تجاه الشعب الفلسطيني من خلال رفضها المتكرر لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين قسرياً أو السماح بممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من أهلها.

اليوم أدانت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة يوم الأربعاء 28 أغسطس الجاري، الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية لمدن شمال الضفة الغربية في جنين وطولكرم وطوباس، والتي أدت لاستشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين.

واعتبرت مصر الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين بمدن الضفة الغربية، بمثابة إمعان في الانتهاك الممنهج للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بحماية حقوق الشعوب تحت الاحتلال، وإصرار على سياسة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، وطالبت مصر بموقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العُزّل وفرض القيود والاستيلاء على الممتلكات الخاصة.

وحذرت جمهورية مصر العربية من المخاطر الوخيمة المتوقعة عن العمليات الإسرائيلية الجارية، وتعمد استهداف المزيد من المدنيين الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، الأمر الذي يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى الإصرار الإسرائيلي على التصعيد وغياب الإرادة السياسية للتهدئة.

حظيت القضية الفلسطينية بالنصيب الأكبر من نشاط الدبلوماسية المصرية قولاً وفعلاً باعتبارها إحدى أهم السمات الأساسية للسياسة الخارجية المصرية في الملف الفلسطيني، سواء قبل عملية طوفان الأقصى في  7 أكتوبر 2023 أو بعده، ولطالما حذرت مصر من احتمال انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة على غرار الانتفاضات الفلسطينية التي حدثت في الماضي، ونددت مصر بالمجازر الإسرائيلية ضد المدنيين العزل لإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الإقليمية والدولية، وقدمت المساعدات الإغاثية إلى ضحايا العدوان الإسرائيلي، ولعبت كوسيط لإنجاز صفقات تبادل الأسرى والرهائن، وأجهضت مشاريع التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني كخط أحمر مصري جديد، وحرصت على تأكيد أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، ودونها لن يكون هناك أمن، أو استقرار في المنطقة.

وقد دعمت القاهرة كافة المبادرات السلمية، ضمن مسار حل الدولتين، وبما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه، واعتمدت مصر استراتيجية شاملة ومكثفة لاستعادة الوعي بأهمية القضية الفلسطينية، مستخدمة كافة الوسائل الممكنة وخاصة الدبلوماسية الرئاسية، والتي تمثلت في تأكيد الثوابت والتنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالقضية، وأخذ المبادرة إقليمياً كمدخل للعمل الدولي، بهدف معالجة جذور الصراع وعدم الاكتفاء بإدارته.

وبالإضافة إلى دورها المهم في تقريب وجهات النظر مع بعض الدول وتغيير مواقف بعضها، فقد لعبت أيضاً دوراً في أن يكون هناك توافق فلسطيني فلسطيني، كما لعبت دوراً كبيراً في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومحاولة إقناع الجانب الأمريكي بالضغط على إسرائيل، وذلك بالتوازي مع مسار مصر الإنساني في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق