مفاوضات غزة.. هل نتجه للفرصة الأخيرة في القاهرة؟

الأحد، 25 أغسطس 2024 05:30 ص
مفاوضات غزة.. هل نتجه للفرصة الأخيرة في القاهرة؟
طلال رسلان يكتب:

تتجه الأنظار إلى القاهرة اليوم لمتابعة جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتي قد تكون أحد الفرص الأخيرة لجميع الأطراف للوصول إلى توافق دائم.
 
الوفود التي تستضيفها القاهرة لبحث سبل إنهاء الحرب ووقف القتال بين الأطراف، سبقها البيت الأبيض بتصريحات تؤكد أن المحادثات التي تستضيفها القاهرة وتهدف إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة "بناءة"، نافيا تقارير أخرى تحدثت عن قرب انهيارها.
 
تؤكد المعطيات أن هذه الجولة تشهد ضغوطات أمريكية أكثر من أي وقت مضى على الجانب الإسرائيلي لمحاولة الإخضاع إلى النزول للشروط التوافقية في المفاوضات، بدليل المكالمة الهاتفية من الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تحدثت فيها وسائل الإعلام الغربية عن ضغط على نتنياهو، وانضمت إليه نائبة الرئيس بايدن كامالاهاريس لإبداء ليونة فيما يتعلق بصفقة تبادل الرهائن وإنهاء الحرب على قطاع غزة لتجنب تصعيد إقليمي واسع النطاق.
 
لكن تبدو التطورات ضبابية، فيما يخص الوصل إلى توافق في المفوضات حتى مع وجود الضغط الأمريكي، ورغم ما أكده المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بأن هناك "تحقيق تقدم" في المباحثات، داعيا "جميع الأطراف التعاون للعمل نحو تنفيذ الاتفاق المقترح".
 
ما يؤكد أنها فرضية الفرصة الأخيرة في المفاوضات، استمرار نتنياهو في عمليات المراوغة بالموافقة على وقف إطلاق النار ويصّر على الحرب، وقد نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مسؤولين قولهم إن "نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطير بين صفقة الرهائن أو التصعيد، وأن نتنياهو أوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع استراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى، لافتة إلى أنه "ليس لإسرائيل إطار زمني تعمل وفقه باستثناء احتمال دخول ترامب للبيت الأبيض".
 
ورغم ذلك مصر تضغط في جهودها نحو تحقيق الخطوة المنشودة في مفاوضات إنهاء حرب غزة ونزع فتيل القنبلة الموقوتة التي تهدد المنطقة وتنذر باقتتال عالمي يبدأ من الشرق الأوسط، وقد تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي جو بايدن لبحث جهود وساطة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين، فيما أكد الجانبان أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
 
من جانب حركة حماس فكان بيانها من جولة المفاوضات الجديدة في القاهرة واضحا وأكد أن وفدا من الحركة وصل القاهرة السبت برئاسة خليل الحية، بناء على دعوة الوسطاء في مصر وقطر، وذلك للاستماع  لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة، مؤكدة التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو والمبني على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، وجاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه، فإنها تطالب بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ذلك  ووقف تعطيل التوصل لاتفاق.
 
على أرض الواقع، فالصورة تكتسي بالسواد والدماء، ومازالت قوات الاحتلال الإسرائيلية، تواصل ارتكاب المجازر والجرائم في حق سكان قطاع غزة الفلسطيني، مع دخول الحرب البرية والبحرية والجوية على المدينة يومها الـ323، التي كثّفت فيه "تل أبيب" القصف والغارات على وسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين وإصابة آخرين، في الوقت التي تواصل مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، جهودها في الوصول إلى وقف إطلاق النار.
 
وفي مشهد آخر أكثر قسووة، نازحون من مدينة دير البلح عبروا عن أملهم في نجاح المفاوضات التي تجري في القاهرة لوقف الحرب على قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وقالوا "نأمل من الوسطاء من مصر الشقيقة الكبرى ودولة قطر أن يضغطوا على كافة الأطراف لإنهاء هذا الصراع، مضيفين أن أهالي غزة يعانون بشدة من كافة النواحي، ونقلوا معناتهم بأن أهل القطاع يحصلون على وجبة واحدة خلال اليوم، مؤكدين عدم وجود مياه للشرب ولا غذاء يكفي فضلا عن المجازر التي ترتكب يوميا ويسقط ضحيتها أطفال أبرياء ونساء وشيوخ.
 
ميدانيا، طائرات الاحتلال الحربية قصفت يوم السبت عدة مناطق غرب وشرق ووسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استهدفت منزل عائلة كلخ في حي الأمل غرب خان يونس، ما أدى لاستشهاد 11 مواطنا، وكذلك استهداف منطقة الكتيبة وسطا، ما أدى لاستشهاد 11 مواطنا، وإطلاق النار من آليات الاحتلال والمسيرات على خيام النازحين ما أدى لاستشهاد مواطن على الأقل وإصابة آخرين، وانتشلت فرق الإنقاذ والدفاع المدني ثلاثة شهداء في مدينة رفح، وأضافت أن العشرات من شهداء وجرحى مازالوا تحت الأنقاض لم تستطع طواقم الإنقاذ الوصول لهم حتى اللحظة.
 
ووسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال الحربية أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين، وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة أبو عريف شرق دير البلح، ما أدى لاستشهاد عدة مواطنين، وأضافت أن طائرات الاحتلال المسيرة أطلقت النار على خيام النازحين شرق دير البلح، ما أدى لاستشهاد مواطن واحد وإصابة 5 آخرين، وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة حكر الجامع بدير البلح، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
 
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 133 ألف بين شهيد ومصاب، منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق