متى تنتهي معاناة السوادنيين؟.. مصر تقرب وجهات النظر لإنهاء الحرب
الخميس، 22 أغسطس 2024 02:45 م
استمرارا للدعم اللامحدود الذي تقدمه الدولة المصرية على مختلف المستويات وبشتى القطاعات للأشقاء السودانيين التي تستضيفهم على أراضيها في ظل الأزمة والحرب الدائرة بالسودان، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، يوم، الثلاثاء، أمينة محمد، نائبة سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، والوفد المرافق لنائبة السكرتير العام، الذى ضم "إلينا بانوفا" المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، والدكتور محمود محيى الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن نائبة السكرتير العام حرصت على نقل تحيات "أنطونيو جوتيريش" سكرتير عام الأمم المتحدة للرئيس، وتطلعه لاستمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين، وهو ما ثمنه الرئيس، مشيدًا بمواقف السكرتير العام الإيجابية فيما يتعلق بما تواجهه المنطقة من تحديات.
وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون المتميز والتاريخى بين مصر والأمم المتحدة، حيث تم استعراض الدور المصرى فى مختلف محاور التعاون متعدد الأطراف، وخاصةً الأمن والسلم، وتغير المناخ، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
كما تطرق الاجتماع إلى الأوضاع الإقليمية وسبل التهدئة واستعادة الاستقرار فى المنطقة، حيث تم تناول الجهود الجارية لـ وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل المحتجزين، والجهود المصرية المكثفة لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وما تلاقيه من عراقيل.
وشدد الجانبان على أهمية الدور المحورى الذى تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وما يكتسبه ذلك الدور من أهمية مضاعفة فى الوقت الحالى، فى ضوء الأزمة الإنسانية الكارثية بالقطاع، التى تستوجب وقفة حاسمة من المجتمع الدولى فى هذا الصدد.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الاجتماع تناول كذلك الأوضاع فى السودان، حيث أكد الرئيس حرص مصر على وقف إطلاق النار، وحماية مقدرات السودان وشعبه الشقيق، ومؤسسات الدولة وسيادتها، مشددًا على ضرورة تضافر جميع الجهود، الدولية والإقليمية، لتقديم سبل الدعم كافة، لإنهاء الأزمة السياسية والمأساة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب السودانى الشقيق.
ومن جانبها؛ أشادت نائبة السكرتير العام بالدور المصرى النشيط فى المحافل الدولية وخاصة الأمم المتحدة، وبدفع مصر الدؤوب تجاه السلام والاستقرار بالمنطقة، بهدف تجنيبها مواجهة إقليمية قد تكون لها تبعات شديدة السلبية إقليميًا ودوليًا.
كما شددت على تقدير الأمم المتحدة للدور الإنسانى المحورى الذى تضطلع به مصر فى ملف اللاجئين بالمنطقة، وما تتحمله من أعباء فى هذا الصدد، مؤكدة حرص الأمم المتحدة على استمرار وتكثيف التنسيق والتعاون الفعال مع مصر، على جميع الأصعدة.
وأجمع دبلوماسيون سودانيون - على أن الدولة المصرية لم تدخر جهدا لتقديم كل الدعم للقضية السودانية والعمل على حلها من جهة، وتوفير سبل الحياة الكريمة للسودانيين الضيوف على أرض مصر من جهة أخرى.
وأثنى الدبلوماسيون على الدعم المصري للسودان وأهله والذي لم يتوقف عند الجانب الرسمي، ممثلا في مؤسسات الدولة المصرية، بل تخطى إلى القطاع الخاص الذي أولى اهتماما كبيرا بالسودانيين وقدم تسهيلات كبيرة لهم في شتى المجالات.
وشددوا على أن مصر والسودان يعدان بلدا واحدا نظرا لما يتشاركه الجانبان من قواسم مشتركة وعلاقات راسخة في المجالات كافة؛ الأمر الذي رسخ أطرا للتعاون البناء بين البلدين في مختلف الجوانب.
وفي هذا الإطار، أكد السفير يوسف الكردفاني مدير عام المراسم في مفوضية الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا أن مصر تعد قلب العالم العربي، وأن ما تقدمه القاهرة من دعم لأشقائها السودانيين، ليس بالأمر المستغرب بل هو شيء طبيعي جدا لأن السودان يعتبر عمقا مهما بالنسبة لمصر.
وقال الكردفاني إن مصر والسودان هما شعب واحد يعيشان في بلدين، ومن الطبيعي أن يشعر أهل السودان بالراحة الكاملة في البقاء في وطنهم الثاني مصر، منوها بأن مصر توفر الدعم الكامل للسودانيين لضمان حياة كريمة لهم على أراضيها حيث تقدم لهم تعليما جيدا إلى جانب الخدمات الصحية والاجتماعية المختلفة.
وأشار إلى أن النسخة الثانية من المعرض العقاري المصري السوداني تعتبر حدثاً مهماً إذ تأتي في ظرف دقيق يمر بالسودان أدى إلى تزايد أعداد السودانيين في مصر واهتمامهم بشراء العقارات، مضيفا أن المعرض والشركات المشاركة تقدم عروضاً مغرية لشراء العقارات.
واعتبر أنه في ظل تلك الظروف الراهنة التي يمر بها السودان؛ فإن الفرصة الآن طيبة لتشجيع السودانيين على امتلاك العقارات في ضوء العروض والامتيازات التي تقدمها النسخة الحالية من المعرض.
ونوه بالتنمية الملحوظة التي تشهدها الدولة المصرية واهتمامها ببناء العديد من المجمعات السكنية في مناطق جديدة، مشيراً إلى أن مثل تلك المعارض تمثل رابطة مهمة للغاية بين الشعوب للتواصل والالتقاء والمعرفة وتبادل الخبرات بين الجانبين المصري والسودان من خلال العروض المتاحة والمحافظ الاستثمارية.
من جانبه، أكد السفير محمد المرتضى مبارك سفير السودان السابق بفيتنام، أن مصر تتحرك - بقوة وبشكل إيجابي - على أعلى مستوى لحل الأزمة السودانية في الأروقة والمنظمات الدولية كافة، مثل الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مشددا على أن القاهرة هي اللاعب الأساسي والفاعل والمهم في حل الأزمة السودانية، باعتبار أن السودان يمثل امتدادا للأمن القومي المصري.
وقال المرتضى إن مصر قدمت دعماً كبيراً للسودان وشعبه في ظل الأزمة الراهنة التي يمرون بها، بما في ذلك توفير سكن مناسب من خلال فرص وتسهيلات تقدمها الحكومة والقطاع الخاص لهم.
وأضاف أن المعرض العقاري المصري السوداني يعد جزءا من النشاط والتعاون الكبير القائم بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية في الفترة الأخيرة أي عقب الأزمة التي حدثت في السودان.
وأوضح أن هذا القطاع شهد تطورا كبيرا خاصة بعد أن أتى العديد من السودانيين إلى مصر يبحثون عن الاستثمار العقاري، مبرزاً أن الحكومة المصرية والمجتمع المصري قد قدما دعما كبيرا للسودانين في هذه الأزمة، مضيفاً: "هذا شيء طبيعي من الشعب المصري تجاه أشقائه السودانيين الذين يجدون كل ترحيب من مختلف القطاعات."
من جهته، وصف الدكتور علي يوسف سفير السودان السابق لدى الاتحاد الأوروبي المعرض العقاري المصري السوداني بـ"المبادرة الممتازة"، نظراً لأن مجال العقارات يعد واحداً من أهم مجالات الاستثمار للسودانيين في مصر.
وأضاف أن المعرض يتيح فرصة كبيرة للتعاون المشترك في مجال الاستثمار العقاري بين مصر والسودان سواء لتملك السودانيين المتواجدين في مصر لعقارات أو لترويج المستثمرين ورجال أعمال المهتمين بالمجال العقاري لمشروعاتهم.
واعتبر أن المعرض يمثل - كذلك - فرصة للشركات المصرية والسودانية للتعارف وللعمل معاً؛ الأمر الذي يعكس قيمة استراتيجية كبيرة نظراً لأن هذا التعاون المشترك، يشجع ويصب في مصلحة برنامج إعادة إعمار السودان خاصة بعد أن دمرت الحرب منازل المواطنين السودانيين.
كما أكد السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، أن القاهرة هي مركز محوري فيما يتعلق بالأزمة السودانية وتناول ما حدث في جينيف، مشيرا إلى أن الوفد الموجود في القاهرة حاليا هو وفد سوداني حكومي والمهمة الرئيسية تدور حول آليات وقف اطلاق النار.
وأضاف أن وجود الوفد السوداني الحكومي في القاهرة والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان سيكون هناك فرصة لتعزيز ما تحقق من انجاز في جينيف من مسار إنساني وربما يكون هناك فرصة لتناول الأوفق السياسي باعتبار ان مؤتمر القاهرة في يوليو تناول المسار السياسي.
وتابع: "مؤتمر القاهرة للسلام في يوليو الماضي كان مسار حيوي حتى يمكن تناول الازمة السودانية في اطار ثلاثي امني عسكري انساني".
كذلك استعرض رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية السفير محمد العرابى، أمام شباب معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية، الجهود المضنية والحثيثة التى تبذلها مصر من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وإحلال السلام بالشرق الأوسط.
وقال العرابي - في محاضرة بعنوان "قراءة في المشهد الإقليمي والدولي" للدفعة 56 من الملحقين الدبلوماسيين - "إن مصر تضطلع بمسئوليتها الأخلاقية والإنسانية والتاريخية تجاه دول المنطقة ولاسيما الجوار الجغرافي في ظل ما تعانيه تلك البلدان من أزمات واضطرابات وحروب تؤثر بشكل مباشر على عملية استقرار المنطقة".
ونبه وزير الخارجية الأسبق إلى أنه لأول مرة في تاريخ مصر تتعرض للتهديد من حدودها الأربعة، موضحا أن عدم الاستقرار في ليبيا يهدد الأمن القومي المصري وكذلك التحديات التي تأتي من جهة الجنوب بسبب الصراع المسلح بالسودان، بالإضافة إلى الخطر الذي يحيط بالحدود الشرقية نتيجة العدوان الإسرائيلي على أهل قطاع غزة ومخطط حكومة تل أبيب في تصفية القضية الفلسطينية، علاوة على التهديدات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر.
وأضاف العرابي أن العالم مشتعل ويشهد حالة استقطاب واسعة، ويعاني من تداعيات استمرار الحرب الروسية الأوكرانية من جهة والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من جهة اخرى، والتي أدى استمرارها إلى التصعيد ودخول أطراف آخرى إلى حلبة الصراع، ما يهدد الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين.
وأكد رئيس مجلس الشئون الخارجية أن العالم أجمع بات متيقنا من أن إحلال السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعطاء شعب فلسطين حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب في أمن وسلام مع إسرائيل.