أهالي بولاق الدكرور يواجهون شبح الأوبئة وقيادات الجيزة «لاحياة لمن تنادي»

مياه صرف صحي، وفضلات آدمية، ورائحة الموت أزكمت أنوف الأهالي، وسط مطالبات ومراسلات بحل الأزمة دون جدوى، حتى باتت القناعة بأن «بولاق الدكرور» ليست بأكملها على خريطة قيادات الحي والحكم المحلي بالجيزة.

 

شارع عشرة.. هنا تقبع الكارثة التي تهدد حياة آلاف من البشر، كونها تخطت حدوده إلى الشوارع المجاورة، وقد تتسبب في أكثر من مجرد تضرر الأهالي من رائحة انتشار مياه الصرف ومايتبعها من أوبئة وفيروسات وأمراض تفتك بأجساد الأهالي وتضعهم على حافة الموت، إلى تدمير شبكة الصرف الصحي وصولا إلى تضرر أساسات وقواعد العقارت وتهديد حياة المواطنين.

 

البداية كانت باعتماد بعض أصحاب عقارات شارع «إسماعيل العسيري» المتفرع من شارع الإمام علي بن أبي طالب، على نظام البيارات في التخلص من مياه الصرف الصحي الخاصة بهم، بالإضافة إلى دخول بعض العقارات على الشبكة الرئيسية للصرف الصحي دون التصريح اللازم لذلك، ما تسبب في التحميل على الشبكة، وتصريف المياه الزائدة بالشارع وامتدت إلى مجاوراته، وعلى رأسها «شارع عشرة».

 

وفقاً لشهادات السكان، فقد تم تركيب نظام صرف صحي غير مطابق للمواصفات في بعض العقارات الواقعة بشارع إسماعيل العسيري، وهذا النظام المتهالك، الذي تم تركيبه دون مراعاة المعايير الفنية المطلوبة، يؤدي إلى تسرب المياه إلى بدرومات العقارات في شارع 10، ما يسبب أضراراً بالغة للبنية التحتية للمباني.

 

ويقول أحد سكان العقارات المتضررة: «نحن نعيش في حالة من القلق الدائم بسبب هذه المشكلة، الروائح الكريهة تجعل الحياة هنا لا تطاق، ونخشى أن يتفاقم الأمر إلى انهيار المبنى بسبب تأكل الخرسانة مع عدم تحرك الجهات في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي مع تقديم العشرات من الشكاوى».

 

وأضاف: «هذه الأزمة ليست مجرد مشكلة بيئية أو صحية؛ إنها تهدد حياة العشرات من السكان، بينهم أطفال ونساء، الذين يعانون من التلوث المستمر في المنطقة، فيما يطالب السكان الجهات المعنية بسرعة التدخل لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة في الشارع المخالف، حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات».

 

وحصل «صوت الأمة»، على نسخة من الاستغاثة التي أرسها بعض أهالي المنطقة، لرئاسة حي بولاق الدكرور، طمعا في الحصول على أمل للحياة الآدمية، ولكن يبدوا أن صوتهم لم يصل بعد إلى مسامع قيادات المحليات في الجيزة، حيث جاء في الاستغاثة: «السيد الأستاذ / رئيس حي بولاق الدكرور.. مقدمه لسيادتكم مالكين وشاغلين الوحدات السكنية بالعقارين الكائنين بشارع عشرة ( برج أبناء سوهاج، ورقم 27 ) - من شارع الامام علي بين أبي طالب - (ترعة المجنونة سابقا) - حوض الزوات رقم 7 - بولاق الدكرور - الجيزة.. حيث إننا مالكين وحدات في العقارين الموضح عالية ويوجد بالعقارين بدروم وحيث أن جميع العقارات خلفنا الكائنين بشارع (إسماعيل العسيري) من شارع الإمام علي بن أبي طالب - ترعة المجنونة سابقا - حوض الزوات رقم 7 - بولاق الدكرور - خلف هذا العقار الخاص بنا قاموا بتركيب صرف صحي مجهول المصدر وغير قانوني وغير مطابق للمواصفات.. وفي حالة وجود أي سدد في الصرف الصحي بأي من العقارات المخالفة خلفنا يتسبب الأمر بتسرب هذه المياه الخاصة بهم للصرف الصحي في البدروم الخاص بالعقارين الشاغلين لهم.. وحيث أنه يوجد بالعقار أطفال ونساء ونظروا للروائح الناتجة عنه والمسببة للأمراض، وحفاظا على الأرواح حتى لا تتأكل الخرسانة الخاصة بالعقارين الخاصين بنا.. لذلك  نلتمس من سيادتكم النظر في شكوانا واتخاذ اللازم حفاظا على الأرواح وتفضلوا سيادتكم بقبول فائق الاحترام».