كيف تحمي أطفالك من تأثير الإعلانات على الإنترنت؟
الأحد، 18 أغسطس 2024 04:43 م
مع تزايد الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت، سواء في الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة الفيديوهات، تزداد المخاطر التي يتعرضون لها، خاصة مع تزايد التفاعل مع الإعلانات التجارية التي قد تكون غير ملائمة لأعمارهم. تمسك الأطفال بالأجهزة الإلكترونية يجعلهم عرضة لإعلانات تستهدف جمع معلومات شخصية، مثل التقاط الصور أو تسجيل بيانات بطاقات الائتمان لشراء الألعاب، مما يعرضهم لخطر سرقة المعلومات.
في هذا السياق، أشار بعض الباحثين إلى أن الإعلانات الموجهة للأطفال، والتي تتضمن بشكل كبير إعلانات عن الحبوب السكرية والحلوى ومطاعم الوجبات السريعة، قد تساهم في زيادة معدلات السمنة بين الأطفال عبر الترويج للأطعمة غير الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تجعل هذه الإعلانات الأطفال أكثر استهلاكية ومتطلبين، مما يزيد من اهتمامهم بالمال والمواد الاستهلاكية.
وللحد من مخاطر الإنترنت على الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بالإعلانات التي تستهدفهم، تحدثت صحيفة "اليوم السابع" مع بسمة سليم، استشارية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين، التي أوضحت أن تعرض الأطفال لمحتويات غير محددة ومتنوعة يجعلهم هدفًا للإعلانات والمحتويات غير الأخلاقية. كما يتعرضون لإعلانات عن ألعاب وأجهزة إلكترونية ومطاعم تجذبهم بشدة، مما يدفعهم للإلحاح على الآباء لشراء هذه المنتجات.
الحلول المقترحة من الخبراء:
المتابعة الذكية:
بسمة سليم تشدد على أهمية متابعة الوالدين لنشاط أطفالهم على الإنترنت، وليس اقتصار المتابعة على الأم فقط. يجب تحديد المحتوى الذي يشاهده الأطفال، وتحديد وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى ساعة أو ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر من 6 سنوات.
التواصل مع الأبناء:
تشجع سليم الآباء على التواصل المستمر مع أطفالهم بطرق تفاعلية، لإظهار الاهتمام بما يشاهدونه. يجب جذب الأطفال إلى المحتويات التعليمية الممزوجة بالترفيه لتجنب شعورهم بالملل، والحديث معهم حول الإعلانات التي يرونها ومدى احتياجهم للمنتجات المعروضة.
تعليم الأطفال الفرق بين المحتوى والإعلان:
من الضروري تعليم الأطفال كيفية التمييز بين المحتوى الحقيقي والإعلانات التجارية. يمكن استخدام المؤقتات لتمييز وقت بدء الإعلان وانتهائه، وطرح أسئلة تساعدهم على إدراك أن الغرض من الإعلان هو البيع.
شرح الحيل المستخدمة في الإعلانات:
يجب على الآباء شرح الحيل التي يستخدمها المعلنون لجعل المنتجات تبدو أكثر جاذبية. فخبراء علم النفس يحذرون من أن الأطفال قد يقبلون الإعلانات كحقائق دون إدراك للمبالغة أو التحيز فيها.
تعليم مقاومة ضغوط الأقران:
من المهم تعليم الأطفال كيفية مقاومة ضغوط الأقران التي يعتمد عليها المعلنون. يجب تذكير الأطفال بأن المعلنين يستغلون هذه الضغوط لبيع منتجاتهم.
توفير أنشطة بديلة:
توصي سليم بتقليل اعتماد الأطفال على الهواتف كوسيلة ترفيهية. بدلاً من ذلك، يجب تشجيع الأطفال على الانخراط في أنشطة بديلة مثل التلوين، الرسم، ألعاب البازل، تعلم الموسيقى، والمشاركة في تجمعات تعليمية وترفيهية آمنة.
بهذه النصائح، يمكن للآباء حماية أطفالهم من التأثيرات السلبية للإنترنت، وضمان أن تكون تجربتهم الرقمية آمنة ومثمرة.