المعارك لا تتوقف.. مباحثات جنيف للسلام بالسودان تواصل اجتماعاتها وسط غياب أحد طرفي الصراع
الأحد، 18 أغسطس 2024 11:40 ص
تواصل مباحثات جنيف للسلام في السودان اجتماعاتها وسط دوامة المعارك بين طرفي الصراع في بلاد النيلين، في وقت يعول فيه الأمريكيون منظمو هذه المحادثات على تغيير موقف الجيش والانضمام إلى مسار جنيف، بينما تشارك في المفاوضات، قوات الدعم السريع بقيادة عز الدين الصافي ومستشارين كبار لحميدتي.
وبدأت المباحثات الأربعاء الماضي، وتستمر لليوم الخامس، وسط غياب أحد طرفي الصراع، المتمثل في الحكومة السودانية أو الجيش، وبمشاركة مصر والإمارات والسعودية والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة.
وخلال ثالث أيام الاجتماعات بجنيف، رحبت الوفود المشاركة بقرار القوات المسلحة السودانية بفتح معبر أدري الحدودي، واعتبرتها خطوة مهمة لإنقاذ الأرواح ومنع انتشار المجاعة، وعبرت عن تطلعها لرؤية القوافل الأولى تمر عبر المعبر في الأيام المقبلة.
ووفقا للبيان الذى نقلته صحيفة التغيير السودانية، دعا المشاركون قوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان توفير الحماية لدخول مجموعات الإغاثة عبر حدود أدري، وتسهيل نقلهم للمساعدات الإنسانية دون قيود، وتمكين عملياتهم بشكل مستقل عن الجهات المسلحة والسياسية.
والتزمت الدول الموقعة على البيان باتخاذ خطوات عاجلة لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور وعبر كافة الأراضى السودانية مع توفير ممر آمن ودون عوائق إلى المحتاجين، بغض النظر عن الطرف الذى يسيطر على الأراضي.
ودعا البيان إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية باعتبار أن ذلك يمثل أولوية قصوى بالنسبة لأعضاء المجتمع الدولى المجتمعين فى سويسرا، خصوصا أن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين يتوافق مع التزامات الأطراف بموجب إعلان جدة والقانون الإنسانى الدولي.
هذا وتتواصل المعارك الدامية فى الولايات السودانية، وأعلن الجيش السوداني، سيطرته على أحياء فى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم كانت تحتلها قوات الدعم السريع وتكبدها خسائر فادحة فى الأرواح والآليات العسكرية.
وقال الجيش السودانى فى صفحته الرسمية على فيسبوك أن «قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية حررت مربع منتزه الدوحة من مليشيا الدعم السريع الإرهابية المملوكة لأسرة دقلو، وتكبيدهم خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد، واستلام أسلحة وذخائر وتعيينات».
ونشرت منصات تابعة للقوات المسلحة مقاطع فيديو أظهرت تمكن الجيش من القضاء على عدد من القناصة الذين كانوا يتمركزون فى أحد المبانى بضاحية جبرة، بالإضافة إلى نشر مقطع فيديو يُظهر سيطرته على مخزن تابع لقوات الدعم السريع.
كما كشفت صحيفة سودان تريبون مقتل 8 أشخاص على الأقل، في هجوم نفذته قوات الدعم السريع على بلدة بولاية الجزيرة وسط السودان. وذكر بيان أصدرته لجان مقاومة أبوقوتة، تلقته «سودان تربيون»، أن «قوات الدعم السريع هاجمت قرية قوز الناقة في ريفي أبوقوتة، ما أدى إلى مقتل نحو 8 أشخاص وإصابة العشرات».
وحمل البيان قوات الدعم السريع مسؤولية الهجوم على قرى أبوقوتة التى وصفها بأنها خالية من أي مظاهر عسكرية، مشيرًا إلى أن القوة التي داهمت القرية كانت تستقل سيارات عسكرية. وفى قرية جلقني بولاية سنار، ذكرت صحيفة السوداني أن الدعم السريع واصلت هجماتها المروعة على السودانيين، وارتفع عدد القتلى لأكثر من 80 قتيلا، ولا يزال هناك عدد من الجرحى والجثث تحت حصار الدعم السريع.
وقال تجمع شباب سنار، إن قوات المليشيا اختطفت العديد من النساء بعد أن قتلت أسرهن. ووصلت أعداد كبيرة من الجرحى إلى مستشفيات الدمازين. وأضاف: «قامت الدعم السريع بتهجير ما يقارب 90% من مواطنى جلقنى نحو ضواحى النيل الأزرق، والباقون من مواطني جلقنى محاصرون في منازلهم بعد أن قامت الدعم بنهب وتدمير المرافق الصحية والأسواق وجميع المرافق العامة، ولا تزال الدعم السريع تعسكر في منطقة مبروكة التى تعتبر امتدادا لمنطقة جلقني».