«صوت الأمة» يدعو لحملة #إنترنت_آمن_للأطفال على السوشيال ميديا للتوعية بالمخاطر الكبرى على النشء والأسر المصرية
السبت، 17 أغسطس 2024 03:42 مطلال رسلان
أصبح الإنترنت خلال العقدين الماضيين جزءا رئيسيا من حياة الشعوب بما فيها الأطفال، على الرغم من إجماع كافة الدراسات علي أن ترك الأطفال مع أجهزتهم للتنقل ما بين المنصات الرقمية يُشكل خطورة كبيرة عليهم، لعدم قدرة أولياء الأمور علي تحديد طبيعة المحتوي الذي يتعرض له أطفالهم علي مدار الساعات التي يقضونها أمام الشاشات، ووفقا لآخر الارقام التي أصدرتها المفوضية الأوروبية أنه من بين كل 3 مستخدمين للإنترنت يوجد طفل، أي نحو 33% من مستخدمي الإنترنت في العالم أطفال.
وإيمانا بدور الصحافة المجتمعي، أطلق موقع وجريدة صوت الأمة حملة على السوشيال ميديا #إنترنت_آمن_للأطفال، لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، حيث أصبحت المنصات الرقمية اليوم من الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار على الأطفال والشباب، ولعل الجانب الأكثر إثارة للقلق هنا هو التهديد الذي يشكله الاستغلال والانتهاك الجنسيين عبر الإنترنت، إذ أصبح الاتصال بالضحايا المحتملة ومشاركة الصور وتشجيع الآخرين على ارتكاب الجرائم في متناول مرتكبي الجرائم الجنسية للأطفال اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وتشير الأرقام إلى أن حوالي 80% من الأطفال عبر 25 دولة صرحوا بتعرضهم للشعور بخطر الاعتداء الجنسي أو الاستغلال عبر الإنترنت، وأكدت الأمم المتحدة يعد الشباب اليوم القوة المحركة للاتصال الإلكتروني العالمي، إذ تشير الأرقام إلى أن عام 2023 شهد استخدام نسبة 79% ممن أعمارهم بين 15 و24 عاما منصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة بنسبة 65% ببقية سكان العالم، كما ان الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل طفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية.
يأتي هذا في الوقت الذي أولت فيه القيادة السياسية، اهتمامًا خاصًا بالطفل المصري، لا سيما وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، دائما ما يؤكد على ضرورة الاستثمار في البشر وبناء الإنسان بشكل جيد، سواء صحيًا أو اجتماعيا أو ثقافيا، بالاضافة إلى الجهود المبذولة في حماية الأطفال من محتوى الإنترنت الضارة.
وفي هذا السياق ثمن عدد من أعضاء مجلس النواب حملة صوت الأمة ودورها في مواجهة مخاطر الإنترنت علي الأطفال، وحمايتهم من أى أضرار قد تحدث لهم، سواء مشاكل صحية أو التعرض لقيم خاطئة، أو انفصال الأطفال اجتماعيا، أو إكسابهم أى سلوكيات عدوانية.
وفي ذات الصدد، ثمن النائب محمد رضا البنا، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، الدور المجتمعي الذي تقوم به الحملات، خاصة أن هذه الحملة تتسق مع جهود الدولة المصرية من أجل بناء الإنسان المصري، لذلك كان الاهتمام بالنشء خطوة مهمة للوصول إلي مستهدفات الدولة، مؤكدا علي أن المنصات الرقمية اليوم من الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة وخطاب الكراهية فضلا عن كونها تُشكل بيئة خصبة لاستغلال الأطفال، حيث أصبح الاتصال بالضحايا المحتملة ومشاركة الصور وتشجيع الآخرين على ارتكاب الجرائم في متناول مرتكبي الجرائم الجنسية للأطفال اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن حماية الأطفال من مخاطر العالم الرقمي تقع على كاهل الجميع، بداية من الأسرة والمدرسة وصولا إلى الدولة، داعيا المجتمع المدني للتوعية بمخاطر الانترنت علي الأطفال من خلال الندوات التثقيفية التي يتم عقدها في جميع محافظات الجمهورية، فضلا عن تغليظ العقوبات الخاصة بانتهاكات الطفل عبر الانترنت، وبحث سبل الرقابة علي المحتوي المقدم للاطفال حتي لا يقع الطفل المصري فريسة لأي أفكار لا تتناسب مع المجتمع المصري.
الألعاب الإلكترونية الخطرة تمثل تهديدا حقيقيا على سلوك الاطفال ومستقبلهم
ومن جانبه أكد النائب الدكتور علي مهران، رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، على أهمية تعزيز الجهود لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، ولا سيما الألعاب الإلكترونية الخطرة التي أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا على سلوكهم ومستقبلهم، لافتا إلى أن التطور التكنولوجي يحمل في طياته العديد من الفوائد، ولكنه في الوقت ذاته يعرض الأطفال لمخاطر جسيمة، منها التعرّض لمحتويات غير ملائمة وألعاب إلكترونية تؤدي إلى الإدمان وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية والسلوكية.
وأشار رئيس صحة الشيوخ إلى ضرورة وضع استراتيجية شاملة بشأن الدور التوعوى لمؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية بمخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية للأطفال، منوها عن وجود تطبيقات على الإنترنت في غاية الخطورة حيث تحرض أطفالنا على ارتكاب الجرائم أو تدفعهم إلى الانتحار أو ارتكاب سلوكيات غير أخلاقية غير مدركين لها بحكم السن.
وأكد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، على أهمية حماية الأطفال من مخاطر هذا النوع من الألعاب عبر حجب أى مواقع أو تطبيقات ضارة وتوفير بيئة إلكترونية آمنة للأطفال، وتعزيز الممارسات الأمثل للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مشددا علي ضرورة تشجيع تطوير منصات إلكترونية آمنة تحفز الإبداع وتقدم محتوى تعليمي وترفيهي يتناسب مع قيمنا وثقافتنا.
وطالب رئيس صحة الشيوخ ، بضرورة عمل حملات توعية بالتعاون بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني بمخاطر هذه التطبيقات ومواجهة هذه الظاهرة لضمان مستقبل آمن لأطفالنا.
الإنترنت يمثل خطورة على الأطفال ولابد من رقابة وتدخل تشريعى لضبط المنظومة
وبدوره قال النائب عمرو هندي، عضو مجلس النواب، إن الإنترنت أصبح من الأساسيات وبسبب الثورة التكنولوجية والتطور الكبير تخطينا فكرة الانترنت وأصبحنا فى عصر الذكاء الاصطناعى، وهذا بدوره يعنى ضرورة التأقلم مع التطور الكبير فى التكنولوجيا وفى نفس الوقت ضمان عدم الوقوع فريسة لمخاطرها، حيث تعد التكنولوجيا سلاح ذو حدين.
وأضاف" هندي"، في تصريح خاص، أن الانترنت عالم مفتوح، عالم بلا قيود، الجميع لا يرى بعضه، الجميع حر فيما يفعل ويشاهم، وهذا بدوره يمثل خطورة كبيرة على الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص، وبعض الشباب لا يسلم من مخاطر الانترنت، ولهذا هناك أكثر من جهة معنية بضرورة حماية الأجيال الجديدة من مخاطر الانترنت، وكلمة مخاطر يندرج أسفلها الكثير من الموضوعات بداية من عمليات النصب والابتذال، والقتل فى بعض الألعاب، والتهديد بصور مفبركة، وإدمان الانترنت".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن العصر الحديث لا غنى فيه عن الانترنت ، وهذا بدوره يتطلب مزيد من الوعى، الهاتف المحمول أصبح فى أيدي الجميع دون استثماء، هناك من يحسن استغلاله ومن لا يجيد استخدامه، ولذلك لابد من زيادة الوعى بشأن هذه المخاطر، بداية من المدرسة، ووزارة الشباب ، والاوقاف، والأزهر والكنيسة، والتعليم العالى، والإعلام، ومن قبل الأسرة".
وشدد النائب عمرو هندي، على ضرورة أن تكون هناك عقوبات مغلظة فى القانون لكل من يستخدم الانترنت فى أفعال مخالفة للقانون، وإعلان هذه العقوبات للرأي العام ليكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم استغلال هذا التطور التكنولوجى فى أعمال النصب على المواطنين وإن لزم الأمر أن يكون هناك تشريع خاص مخاطر الانترنت لا مانع من ذلك مادام الأمر يتعلق بالأجيال المقبلة ومستقبل الدولة المصرية.