احذروا الإنترنت.. لص يحتل المنازل!
السبت، 17 أغسطس 2024 02:45 م
أرقام مفزعة، وإحصائيات تكشف عن كارثة، فمخاطر انتشار الإنترنت وتسلل تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى منازلنا بهذا الشكل المخيف؛ باتت توجه أكثر من جرس إنذار في آن واحد، نحن أمام واقع اجتماعي خطير يضع جيلا كاملاً أمام تحدي وجودي.
فالأطفال تحت سن الـ 12 عاماً أصبحوا مرضى بالإدمان التكنولوجي،، فيديوهات التيك توك وريلز الفيس بوك وشورتات اليوتيوب القصيرة، اجتاحت جميعها أفكار أبنائنا، ومنذ الاستيقاظ وحتى ساعات الفجر الهم الأول لديهم هو البحث عن الهاتف لمجاراة التريندات ورؤية كل ما ينشر جديداً على صفحات اليوتيوبر والتيكتوكر وكلاهما لم يفكر سوى في حصد أكبر عدد من المشاهدات دون النظر إلى المحتوى المقدم.
الحقيقة أن ما أبرزته منظمة اليونيسيف بشأن مخاطر الإنترنت على حياة الأطفال يعكس مدى الكارثة، فالبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة تقول إن أكثر من 175 ألف طفل حول العالم يستخدمون الإنترنت كل يوم، وذلك يحدث للمرة الأولى، ليبلغ بذلك ثلث مستخدمي الإنترنت من الأطفال.
نعم نواجه معاناة كبيرة لمحاولة إثناء أطفالنا عن إدمان تلك التطبيقات وتحويلها إلى اهتمام يومي غير مفيد، ولكن بالنظر إلى السلبيات والمخاطر المنتشرة جراء اجتياح شبكة الانترنت لمنازلنا لن يكون أمامنا سوى بذل أقصى جهد لمحاولة علاجهم من هذا المرض اللعين، فالعزلة الاجتماعية والمشكلات العميقة في التفاعل مع الأخرين ستكون النتاج الحتمي إذا فشلنا في وقف تلك العادة المريبة.
هنا أيضاً، لم ننكر وجود آثار إيجابية عديدة لشبكة الإنترنت في حياة الجميع، ومنهم الأطفال، ولكن في حالة استخدامها بطريقة صحيحة، فهنا تكمن المشكلة الأطفال يسبحون في العالم التكنولوجي الافتراضي دون مراقبة ولا تقييد ربما إذا تم توجيهم بالاستخدام الصحيح للشبكة العنكبوتية فالأمر سيكون جيد للغاية، فهناك فوائد عدة إذ يساعد الإنترنت على الانفتاح الفكري والثقافي وتبادل الخبرات والاهتمامات.
لكن إذا وقعت المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات، للأسف فإن مخاطره وسلبياته أكثر بكثير فإذا لم تكن لديك كأب أو أم القدرة على السيطرة والرقابة على استخدامات طفلك للإنترنت ستكون النتائج حتماً عكسية، فالأطفال في سن العامين وحتى الـ 14 والـ 15 عاماً لا يستطيعون التفرقة بين المحتوى المناسب لأعمارهم، والمحتوى الذي يشكل خطرا عليهم مثل مواد العنف والجريمة وغيرها.
ولا يمكن تجاهل أيضاً أن إدمان الأطفال للإنترنت ربما بشكل كبير يترك آثارا سلبية على حياتهم الاجتماعية، منها تقليل مستوى التواصل الأسري والتفاعل الاجتماعي، فضلًا عن الابتعاد عن القيم الاجتماعية، حيث يلاحظ على الطفل العزلة الاجتماعية وحبه الشديد لحياة الإنترنت الوهمية، الأمر الذي حذر منه مراقبون أكدوا إن ذلك سيؤدي على المدى البعيد إلى مشكلات نفسية وشعور بالاغتراب النفسي.