أحمد الجندي وسارة سمير.. أيقونتان ذهبيتان في الإصرار والعزيمة

السبت، 17 أغسطس 2024 07:00 م
أحمد الجندي وسارة سمير.. أيقونتان ذهبيتان في الإصرار والعزيمة
إسلام ناجي

- نقلا عن العدد الجديد من النسخة الورقية:
 
- بطل الخماسى الحديث انطلق من فضية طوكيو إلى صدارة باريس 2024.. والفضية خير تعويض للرباعة الأولمبية عن الغياب في أولمبياد 2020
 
أحمد الجندى، وسارة سمير، اسمان يستحقان أن يصبحا أيقونة للإرادة والتحدى، والتصميم على تحقيق الهدف مهما كانت المعوقات. الحديث عنهما، لا يقتصر هنا على رفعهما اسم مصر عاليا فى بطولة أولمبياد باريس، التى اختتمت منافستها الأسبوع الماضى، ومعهما محمد السيد، صاحب برونزية سلاح السيف، ولكن لأن أحمد وسارة، من واقع تجاربهما السابقة، وتاريخهما الأولبمى، يعتبران اختصارا للتحدى والأصرار والعزيمة، التى أوصلتهما إلى منصات التتويج فى باريس، بحصول الجندى على ذهبية الخماسى الحديث، وسارة سمير على فضية رفع الأثقال فى وزن 81 كيلو.
 
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، التهنئة لأبطال مصر الفائزين بميداليات فى أولمبياد باريس 2024، وكتب على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: أتوجه بالتهنئة لأبطال مصر فى أولمبياد باريس 2024، لقد رفعتم اسم مصر عاليا: أحمد الجندى، الحائز على الميدالية الذهبية فى لعبة الخماسى الحديث، سارة سمير، الحائزة على الميدالية الفضية فى لعبة رفع الأثقال، محمد السيد، الحائز على الميدالية البرونزية فى لعبة سلاح السيف.. إنجاز جديد، يضاف لإنجازات هذا الجيل، ويؤكد على العزيمة والإصرار وقوة إرادة شباب مصر، مصدر فخر لوطننا الغالى.
 
كما أجرت السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، اتصالا هاتفيا مع والدة بطلنا الأولمبى، أحمد الجندى، والبطل محمد السيد، حيث أكدت لهما، أن مصر والمصريين، يفخرون بنجليهما، اللذين حققا إنجازا مشرفا، يثبت حقيقة أن كل رجل عظيم خلفه امرأة عظيمة.
 
كما أجرت قرينة الرئيس اتصالاً ببطلة مصر سارة سمير، الملهمة فى إرادتها وعزيمتها، ووجهت لها التحية والتقدير على إنجازها.
 
وكتبت السيدة انتصار السيسى عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «شكرا لكم يا أبطال، إنجازكم يعزز مكانة مصر على الساحة الرياضية الدولية».

الجندي من فضية طوكيو لذهبية باريس
 
قبل أربع سنوات، وتحديدا فى أولمبياد طوكيو، وقف أحمد الجندى على منصة التتويج بعد حصوله على فضية الخماسى الحديث، ورغم الفرحة البادية على وجهه حينها، لكنه كان يفكر فى القادم، فأمله هو الذهب، لذلك انطلق من طوكيو، وسار خلف حلمه بالتدريب الشاق، إلى أن وقف، السبت الماضى، على منصة التتويج فى أولمبياد باريس 2024 حاملا الميدالية الذهبية فى الخماسى الحديث، وليكون السبب الرئيسى فى دوى النشيد الوطنى المصرى فى سماء العاصمة الفرنسية.
 
وتصدر الجندى جدول ترتيب منافسات الخماسى الحديث برصيد 1555 محققا رقما قياسيا جديدا، بعدما تمكن من تحطيم الرقم القياسى العالمى فى الأولمبياد.
 
فى عمر مبكر، شق أحمد الجندى طريقه نحو الألعاب الرياضية، فمارس رياضتى السباحة والركض، وتدرب على الرماية والسلاح، فى عامه الرابع عشر، فى نادى طلائع الجيش، وكالرحالة، انتقل الجندى من ناد لآخر، ففى عام 2015، رحل عن طلائع الجيش، صوب نادى الصيد، وبعد مرور عامين انتقل لنادى الشمس، حيث هو الآن، إلى أن استقر رأيه على ممارسة الخماسى الحديث، وشارك فى عدة بطولات محلية، وأثبت أنه موهبة، تستحق الانتباه إليها.
 
وفى 2014، اختير أحمد الجندى للمشاركة تحت راية مصر، لخوض منافسات التصفيات المؤهلة لأولمبياد الشباب، وشارك للمرة الأولى على الصعيد الدولى ببطولة البحر المتوسط فى إيطاليا فى العام الذى تلاه، وحقق ذهبية المسابقة آنذاك، كما تصدر التصنيف العالمى للخماسى الحديث للناشئين، بعدما نجح فى اقتناص بطولة كأس العالم للشباب، التى لعبت فى البرتغال تحت 19 عاما، وذهبية البطولة، التى أقيمت فى التشيك تحت 21 عاما، ونال ذهبية بطولة العالم، التى أقيمت بالقاهرة عام 2019، كما حصل على ذهبية البطولة بعدما سجل 1465 نقطة، وجاء من خلفه التشيكى يان كوف، الذى سجل 1448 نقطة.
 
وحقق أحمد الجندى أول ميدالية فضية لمصر فى دورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو، بعد حلوله وصيفا فى مسابقة الخماسى الحديث، إذ سجل 1482 نقطة، بفارق خمس نقاط عن البريطانى جوزف تشونج، الذى سجل 1487 نقطة.
 
وتوجه أحمد الجندى بالشكر والتقدير لكل الرعاة، الذين ساهموا بشكل فعال فى حصوله على الميدالية، وقال: سعينا منذ أولمبياد طوكيو، لتحقيق ميدالية أفضل فى أولمبياد باريس، وهو ما تحقق بالميدالية الذهبية، مؤكدا أنه كان محظوظا بالمدربين وأهله خلال السنة الماضية، ودائما يقول إن التحديات كانت من البطولة الماضية فى طوكيو إلى باريس، خاصة الإصابات التى تأتى على رأسها إصابة الكتف، التى حدثت أكثر من مرة، موجها شكره الخاص للطاقم الطبى الخاص به.
 
وأهدى الجندى الميدالية لوالده ووالدته وشقيقه الأصغر محمد الجندى، وشقيقتيه الاثنتين، وخطيبته، وجميع أسرته، التى قال عنها «دعمتنى قبل الأولمبياد»، ووجه الجندى رسالة للمصريين، قائلا: «فى الساعات القليلة الماضية، انتشرت صورة لى، وأنا صغير بجميع الميداليات التى حصدتها، هذه الصورة ملهمة، لأنى شخصيا فكرت فى اعتزال الرياضة، لكن الإصرار على الاستمرار فى النجاح، كان دافعا لى، وأنصح الشباب أن يحبوا ما يفعلون، وأن يكون لديهم هدف، يسعون خلفه، والهدف الكبير، يجب أن يكون بعد أهداف صغيرة، تمنحك الدافع لتحقيق الحلم الأكبر»، واستطرد: «تتويجى بالذهبية دافع بالتأكيد، لكننى أتمنى أن نرى هذا الدافع للمدربين واللاعبين، ويجب أن أشكر كل المدربين الذين عملوا معى، وأذكرهم بالاسم، لأن هذا حقهم».

الرباعة سارة سمير.. حلم ريو يتحقق فى باريس
 
فى أولمبياد ريو دى جانيرو بالبرازيل عام 2016، وقفت الرباعة المصرية سارة سمير، على منصة التتويج بعد حصولها على البرونزية، فى أول مشاركة أولمبية لها، فى وزن «69 كجم»، واتجه نظرها إلى أولمبياد طوكيو 2020، لتحقيق ميدالية جديدة، وواصلت الليل بالنهار فى التدريب الشاق، لكن كانت المفاجأة غير السارة للرباعة المصرية، هى إيقاف اتحاد رفع الأثقال المصرى، ومنعه من المشاركة فى طوكيو، وقتها قررت سارة اعتزال اللعبة، فى غمرة الحزن، الذى كانت تعيشه، لكن بعد تدخلات عدة من الأصدقاء والمحيطين بها، عدلت عن الفكرة، واستعادت مجهودها، إلى أن سافرت إلى باريس للمشاركة فى الأولمبياد، وهدفها تخطى البرونزية، والوصول إلى الذهب، ورغم الإصابة، التى لحقت بها، لكنها استطاعت أن تحقق الميدالية الفضية، وسط منافسة قوية وشرسة مع ربعات من دول العالم، وحصدت سارة سمير، الميدالية الفضية فى رفع الأثقال وزن 81 كيلو بمجموع 268.
 
وسبق أن فازت سارة سمير فى مسابقة الوزن الثقيل 63 كجم فى دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2014 فى نانجينغ، وأصبحت أول رافعة مصرية، تفوز بالميدالية الذهبية فى دورة الألعاب الأولمبية للشباب، متفوقة على أقرب منافس لها بفارق 18 كجم، ثم فازت بثلاث ميداليات ذهبية متتالية فى وزن 76 كجم فى بطولة العالم 2022 و2023، وحصدت أربع من آخر خمس بطولات أفريقية فى وزن 76 كجم (2019)، و81 كجم (2022-2024).
 
وأكدت سارة سمير، أنها واجهت صعوبات كبيرة فى رحلتها، أصعبها واقعة إيقاف رفع الأثقال فى أولمبياد طوكيو، هذا الأمر أثر سلبا على نفسيتها، واعتزلت اللعبة لمدة سنتين، وبدعم من أسرتها وشقيقها، عادت مرة أخرى لممارسة اللعبة.
 
من باريس، رفعت سارة سمير سقف أحلامها وطموحاتها، بعدما وعدت المصريين بالذهب فى أولمبياد لوس أنجلوس 2028.

استقبال أسطوري 

والاثنين الماضى، حرص نجوم كبار ومسئولون على استقبال أحمد الجندى وسارة سمير فور وصولهما إلى مطار القاهرة الدولى، وكان فى مقدمة الاستقبال، جيانا فاروق، بطلة مصر فى الكاراتيه، وصاحبة برونزية طوكيو، ومحمد السيد، صاحب أول ميدالية لمصر فى باريس 2024، وأيضا الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، وياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية، وسيطرت حالة من السعادة الكبيرة على الأهالى والأصدقاء فى استقبال الثنائى أحمد الجندى، وسارة سمير، المتوجين بميداليتى البعثة، وعمت الفرحة أرجاء مطار القاهرة، وشهد الاستقبال تبادل الأحضان بين الأهالى واللاعبين، بالإضافة إلى المزمار البلدى، والرقص بين اللاعبين، احتفالا بالميداليتين.
 
وحرصت الجماهير على استقبال الجندى بالشماريخ والزغاريد، فيما حظيت سارة سميرة، صاحبة فضية الأولمبياد، باستقبال شعبى مهيب فى مطار القاهرة، وقام أحمد الجندى بالاحتفال هو أيضا بالشماريخ، كما شاركت خطيبة أحمد الجندى فى الاحتفالات، وصعدت مع صاحب الذهبية على الحافلة، لتواصل الاحتفال بما حققه خطيبها وباقى البعثة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة