دور الأزهر والمؤسسات الدينية في التحذير من مخاطر استخدام الأنترنت للأطفال والشباب
السبت، 17 أغسطس 2024 03:45 م
يزداد قلق الوالدين حول المخاطر التي قد يتعرض لها الأبناء، في ظل ارتفاع نسبة الأطفال المستخدمين للهواتف الذكية، خاصة مع الأخبار السلبية التي نسمعها عن تعرض الأطفال للهكرز أو الابتزاز من قبل أشخاص وهميين يحاولون استدراجهم للقيام بأفعال غير أخلاقية أو أعمال يجرمها القانون
لذلك حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، منذ شهور قليلة، مما انتشر من تفاصيل مؤلمة حول جرائم الإنترنت المظلمDark Web) )، وما يمتلئ به هذا العالم الأسود من جرائم وسلوكيات مشبوهة، وقع بعض الشباب والنشء في براثنها وغياهبها.
حرمانية استعمال الدارك ويب
ولفت المركز في بيانه إلى أن أقل ما يمكن أن توصف به محاولة دخول هذه المواقع المشبوهة المعنية بصناعة الجريمة أو تصفحها وحضور بثها الآثم من باب التسلية؛ هو الحرمة، بخلاف وقوع المشارك فيها تحت طائلة القانون، أما مجاراة ما فيها من جرائم بشعة، والإشتراك في إثمها، وتنفيذ ما يطلبه شياطينها رغبة في الثراء السريع؛ إنها جرائم خسيسة دنيئة، لا ينبغي أن يفر مرتكبها من المحاسبة والعقوبة.
تحذير من تلك السلوكيات
وكما أن الدين أمر الإنسان بحفظِ حياةِ وصحته؛ أمرَه كذلك بحفظِ حياةِ غيره وصحته، وحرَّم إيذاء النفس أو الغير بأي نوعٍ من أنواع الإيذاء؛ إذ المؤمن سلام لكل من حوله؛ قال ﷺ: "المُسلِمُ مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسَانِه ويَدهِ، والمُؤمنُ مَن أَمِنَه النَّاسُ عَلى دِمَائِهم وأموَالِهِم".
كما حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من هذه السلوكيات ويعلن أنه بصدد استكمال نشاطاته التوعوية التي بدأها منذ فترة، وتدشين سلسلة جديدة من حملات إلكترونية وميدانية مكثفة بالتعاون مع قطاعات الأزهر الشريف والمؤسسات المعنية بنشر الوعي؛ تستهدف حماية النشء والشباب في المراحل التعليمية المختلفة من مخاطر الاستخدام السيئ والخاطئ للتكنولوجيا والإنترنت.
وطالب مركز الأزهر أولياء الأمور في البُيوت، والمُعلمين في قطاعات التَّعليم ومراحله أن يواجهوها وأن يوجِّهوا أولادنا لما فيه سلامتهم، وأن يَحُولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم؛ فقد قال ﷺ: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..".
وشدِّد المركز على ضرورة تكاتف أبناء الوطن ومؤسساته الدِّينية والإعلامية والتَّعليمية والتثقيفية؛ للتوعية بأخطار ثقافة التقليد الأعمى، ونبذ كل السُّلوكيات العُدوانية المُشينة، ورفض جميع الأفكار الهدَّامة والدَّخيلة على مجتمعاتنا عبر بوابات الشَّبكة العنكبوتية (الإنترنت)، والحرص على تعزيز سبل المحافظة على النفس وهوية المجتمع لدى أفراده عامة والنشء خاصة.