لحماية الأطفال من مخاطر الأنترنت.. ترسيخ ثقافة المراقبة الذاتية عند الأبناء

السبت، 17 أغسطس 2024 11:13 ص
لحماية الأطفال من مخاطر الأنترنت.. ترسيخ ثقافة المراقبة الذاتية عند الأبناء
أمل عبد المنعم

كانت المخاوف على الأطفال تقتصر على أمور معينة بسيطة، لكن بعد عزو الأنترنت والتكنولوجيا، أصبح عالمنا أكثر خطرًا حيث يسيطر الإنترنت على جوانب كبيرة من حياتنا، وينعكس ذلك على أفكارنا وقيمنا وتصرفاتنا، ومع غياب الرقابة الفعالة على استخدام الأطفال لهذه الشبكة، أصبح يشكل استخدام الإنترنت خطرًا حقيقيًا يؤثر على قدراتهم الجسدية وصحتهم النفسية، إضافة إلى مخاطر كثيرة يُخفيها هذا العالم الشاسع المعقد.

لذلك؛ أصبح واجبًا على كل أسرة معرفة الإجراءات اللازمة لحماية أطفالنا من المخاطر الناجمة عن استخدام الإنترنت، وضرورة نشر التوعية، وتفعيل دور الأسرة في ممارسة الرقابة على الأطفال لحمايتهم من هذه المخاطر ونظرًا إلى أهمية هذا الموضوع آثرنا التحدث عنه؛ عسى أن نحقق الاستفادة القُصوى ونُسهم في نشر التوعية عن مخاطر هذا الموضوع؛ كما تواجه الكثير من الآباء والأمهات تحديات عديدة في كيفية حماية وضمان سلامة الأبناء من استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.

وفي ظل ارتفاع نسبة الأطفال المستخدمين للهواتف الذكية، يزداد قلق الوالدين حول المخاطر التي قد يتعرض لها الأبناء خاصة مع الأخبار السلبية التي نسمعها بين فينة وأخرى عن تعرض الاطفال للهكرز أو الابتزاز من قبل اشخاص وهميين يحاولون استدراجهم للقيام بأفعال غير اخلاقية أو أعمال يجرمها القانون.

أكد الدكتور محمد العنزي الاستاذ الجامعي في علم النفس، أن التكنولوجيا هي احدى الوسائل الجديدة في حياتنا وهي وسيلة لاستخدامها في التعليم والرفاهية وسبل العيش مثل المواصلات والأمور التجارية ولكن عندما يستخدما الأطفال بهدف اللعب واللهو، لذلك يجب علينا كأولياء أمور أن نراقب المواقع التي يستخدمها الأطفال والمراهقون فلابد من المتابعة، ففي السابق كان الأطفال لا يتعدى خروجهم إلى الحارة أو المنطقة التي يعيشونها بينما في وقتنا الحالي الاطفال وعبر فضاء الانترنت يطوفون إلى العالم الخارجي الإفتراضي عبر المواقع والتطبيقات التي يستخدمونها.

وشدد العنزي في تصريحات صحفية، على أولياء الأمور أن يغرسوا في نفوس أبنائهم القيم الدينية والتربوية، حيث أن الانترنت فيه محاسن ومخاطر وليس ضارا في مجمله ولكننا كأولياء أمور يجب ان نفكر في ايجابيات الانترنت حتى نتجنب سلبياته، لافتاً إلى أن من أبرز السلبيات التي يتعرض لها ابناؤنا عبر شبكة الانترنت هو تعرضهم للدخول للمواقع الاباحية والمواقع التي تحتوي على العاب قتالية تعلمهم العنف والقسوة مع الأخرين لذلك لابد من اهتمام اولياء الامور ومجالسة ابنائهم وآلا يتركوهم فريسة للقراصنة والهكرز في مواقع التواصل المشبوهة، مضيفاً أن الأولوية في الحفاظ على أبنائنا يكون بالدرجة الاولى بتعليمهم القيم الدينية والأخلاق الحميدة ولا يجب تركهم وحيدين للعزلة وحمايتهم من المنصات التي تجذب الأطفال لأعمال غير سوية، كما يجب تثقيف الأطفال بمخاطر الانترنت والتحدث معهم بكل صراحة.

 

ترسيخ ثقافة المراقبة الذاتية عند الأبناء

على الجانب الأخر أكدت ابتسام الغفاري خبيرة تكنولوجيا، إن كل وسائل التكنولوجيا فيها الجانب الإيجابي وفيها الجانب السلبي ولكن يجب على ولي الأمر المتابعة وأيضا ترسيخ ثقافة المراقبة الذاتية عند الأبناء ومتابعتهم دائما، لأن هناك العديد من مخاطر الانترنت التي يجب على أولياء الأمور الانتباه لها مثل اكتساب معلومات خاطئة - ثقافات خاطئة او لا تناسب مجتمعنا - سرقة البيانات والمعلومات، كما انصح اولياء الامور بوضع شروط وقوانين استخدام الاجهزة الذكية والالتزام بها.

ولفتت الغفاري في تصريحات صحفية إلى أن أولها وضع برامج مراقبة عن بعد، وأن نرسخ في الطفل أو المراهق المراقبة الذاتية ونعطيه الثقة ونراقبه من بعيد ويجب أن يحس الطفل أن الآباء مساندون له وليسوا اعداء وأن اي مشكلة تصادفهم يلجؤون إليهم بأسرع وقت، وشددت على دور أولياء الأمور ومشاركتهم مع ابنائهم في جميع المواقع التي فيها مشاركات مثل مواقع التواصل الاجتماعي والالعاب في هذه الحالة ولي الامر يراقب تفكيره ويراقب من يتابع ومن يتابعه ومن يرد على تعليقاته ، وأن يضع خاصية تنزيل البرامج بموافقة ولي الامر افضل ليعرف ولي الأمر نوع البرنامج وهل هو مناسب أم غير مناسب.

وأشارت الغفاري إلى أن يكون البرنامج يناسب عمر الطفل فكل برنامج فيه الأعمار المناسبة لاستخدام البرامج، وهناك ايضًا بعض البرامج والمواقع والانظمة فيها بعض القيود يمكن أن يستفيد منها ولي الامر مثل تحديد أوقات معينة لاستخدام البرنامج أو قفل بعض البرامج، مشيرة إلى أهمية اختيار الجهاز ويفضل اختيار الأجهزة التي فيها نسبة أمان المعلومات أكثر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة