وتؤكد الدراسة التي قادها بنيامين هينلي، عالم المناخ القديم في جامعة ملبورن، على العواقب الوخيمة لهذا الاتجاه نحو الاحترار، حيث أن الحاجز المرجاني العظيم، الذي يمتد على مسافة 1400 ميل قبالة ساحل كوينزلاند، هو موطن لأكبر مجموعة من الشعاب المرجانية في العالم ونظام بيئي بحري متنوع بشكل لا يصدق، ومع ذلك، فإن الزيادة السريعة في درجة حرارة سطح البحر تعرض هذا التنوع البيولوجي الفريد الآن لخطر كبير.
ولفهم السياق التاريخي، أعاد الباحثون بناء درجات حرارة سطح البحر من عام 1618 إلى عام 2024، واستخدموا مزيجًا من سجلات السفن والأقمار الصناعية ونوى المرجان المستخرجة من الشعاب المرجانية نفسها، وتعمل نوى المرجان هذه كأرشيفات طبيعية، حيث توفر نسب السترونشيوم والكالسيوم فيها رؤى حول درجات حرارة المياه في الماضي، وقد وجدت الدراسة أن درجات حرارة الصيف بين عامي 2016 و 2024 كانت أعلى بنحو 1.7 درجة مئوية من أبرد فصول الصيف في القرون الأربعة الماضية.
ودفعت هذه البيانات العلماء إلى التشكيك في القرار الأخير الذي اتخذته لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، والتي اختارت عدم ترقية حالة الشعاب المرجانية من "تهديد خطير" إلى "في خطر"، وأعربت هيلين ماكجريجور، إحدى المؤلفات المشاركة في الدراسة وخبيرة في علم المناخ القديم بجامعة ولونجونج، عن قلقها من أن العلم يشير بوضوح إلى أن الشعاب المرجانية في خطر وشيك، وهو ما يتناقض مع تقييم اليونسكو.
وحذرت من أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من التدهور. وعلى الرغم من التوقعات القاتمة، أشار هينلي إلى أنه لا يزال هناك أمل للشعاب المرجانية إذا أمكن الحد من الانبعاثات العالمية، وأكد أن الأدوات اللازمة لمعالجة المشكلة متاحة، ولكن يجب زيادة سرعة العمل للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي.