فرحة مصرية في نهاية أولمبياد باريس
الأحد، 11 أغسطس 2024 04:07 م
بالطبع سيكون النجاح مختلف، عندما يتحقق وسط كم كبير من الفشل.
فرحة المصريين بتحقيق البطل الأولمبي المصري أحمد الجندي الميدالية الذهبية في مسابقة الخماسي الحديث للرجال كانت مختلفة عن كل الإنجازات الرياضية السابقة.
جاءت الميدالية في ظل جو محبط وتوقعات بأن تعود البعثة المصرية من باريس دون أن تحصل على الذهب.
الآمال كانت تتلاشى، حيث اقتربت بعثتنا لأول مرة من تسجيل أسوأ حضور لها في مسابقات الأولمبياد على مر تاريخ بعد الحصول على برونزية وحيدة ضمن منافسات سلاح سيف المبارزة.
حتى جاء يوم أمس، اختلفت الأجواء، اقتنصت بطلتنا سارة سمير الفضية بتحقيق المركز الثاني في منافسات رفع الأُثقال للسيدات، ومن بعدها عانقنا الحلم بعد تحقيق الجندي للذهب.
ولكن إذا أرادنا أن نبحث عن سر حصول البطل المصري للذهبية في ظل الإخفاق الكبير للرياضيين المصريين المشاركين في الأولمبياد، سنجد الإجابة حتماً في مسيرته الرياضية.
البطل الذي رفع أسم مصر عالياً كان لديه مشكلة صحية في طفولته بسبب تعرضه للحساسية ومشاكل في تنظيم النفس.
حتى نصحه الأطباء بممارسة السباحة لأجل تحسين تنظيم الأكسجين، وعندما بدأ صغيراً في تدريب السباحة أشاد به المدربين، ونصحه أحدهم بالاستمرار نظراً لتميزه الشديد في تلك الرياضة.
بالفعل عالجت السباحة مشكلة الجندي الصحية إلى حد كبير، ولكن تلك المشكلة كانت سبباً في أن يصبح بطل أولمبي مستقبلا.
فقبل أن يتخطى السنوات العشرة استطاع الجندي تعلم الألعاب الأخرى من الرماية والفروسية والعدو وسلاح الشيش، ليسجل أرقام وإنجازات مميزة في مسيرته في تاريخ لعبة الخماسي الحديث.
وقبل أن يحصد الذهبية في أولمبياد باريس، فاز الجندي بذهبية أولمبياد الشباب، كما حصد ذهبية بطولة العالم للشباب، وذهبية بطولة العالم للناشئين، بجانب فوزه لأفضل لاعب ناشئ في العالم لمرتين على التوالي.
حصد الجندي ميدالية فضية في أولمبياد طوكيو الماضية، وكان أول مصري يحصل على الميداليات في الأولمبياد في لعبة الخماسي الحديث، مدرجاً اسمه ضمن قائمة الشرف الوطني المصري في الرياضيين عام 2019، بعد منحه قلادة تاميكوم من الطبقة الماسية.
الإنجاز لم يكن في حصده الذهبية فقط، بل أيضاً في تحقيقه رقم قياسي مسجلاً 1555 نقطة كأعلى رقم حققه لاعب في لعبة الخماسي الحديث بالأولمبياد، رغم أنه كان مصابًا في الكتف وكان قريباً من عدم المشاركة.
