السودان بين فاتكين.. معارك تحصد الأرواح والفياضانات تكمل الكارثة
الجمعة، 09 أغسطس 2024 03:55 م
وسط تصاعد العنف والأزمات الإنسانية المتفاقمة، أعلنت الحكومة السودانية عن إرسال وفد إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المباحثات التي ستنعقد في جنيف بخصوص الحرب الدائرة في البلاد. تأتي هذه الخطوة في إطار حرص الحكومة السودانية على تحقيق السلام والأمن والاستقرار ورفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الذي يعاني من تبعات النزاع.
التصعيد العسكري وأثره على المدنيين
في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على تعزيز المسار الدبلوماسي، تستمر المعارك في حصد أرواح المدنيين في السودان. قُتل 10 أشخاص على الأقل في قصف لقوات الدعم السريع استهدف سوقًا مكتظة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. هذه الهجمات ليست الأولى من نوعها، إذ تتعرض المدينة للقصف المدفعي وضربات الطائرات المسيرة بشكل يومي منذ مايو الماضي، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتشريد الآلاف.
تعد سوق المواشي في الفاشر واحدة من الأماكن التي تستهدفها قوات الدعم السريع بشكل متكرر، حيث شهدت هجومًا سابقًا في يوليو الماضي أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل. كما تأثرت أحياء الرديف والثورة والسلام بالقصف، مما أدى إلى تدمير منازل ومرافق خدمية، وزاد من معاناة السكان المحليين الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين النزاع المسلح والظروف المعيشية المتدهورة.
الفيضانات تزيد من معاناة السودانيين
وفيما يواجه السودان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، جاءت الفيضانات لتزيد من الأزمات الإنسانية التي تعصف بالبلاد. أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أن الفيضانات أثرت على أكثر من 73,000 شخص في 11 ولاية سودانية، معظمهم في ولايتي البحر الأحمر وغرب دارفور. دمرت الفيضانات أكثر من 14,000 منزل، مما أدى إلى نزوح أكثر من 21,000 شخص، وأحدثت خسائر فادحة في الممتلكات والبنية التحتية.
التحديات الصحية والإنسانية
لم تقف الأزمات عند هذا الحد، حيث تعاني العديد من الولايات السودانية من انتشار الإسهالات المائية الحادة نتيجة تدهور الوضع الصحي. سجلت وزارة الصحة السودانية 21 حالة جديدة من الإسهالات، مما يرفع إجمالي الإصابات إلى 158 حالة مع 10 وفيات. إلى جانب ذلك، تضررت 9 ولايات من الأمطار الغزيرة والسيول، مما أدى إلى تدمير آلاف المنازل وتفاقم الوضع الصحي والبيئي.
تواجه الجهود الإنسانية تحديات كبيرة، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، ونقص وسائل النقل، وتدهور الوضع الأمني، وضعف شبكات الاتصال، ونقص التمويل. هذا الوضع المعقد جعل من الصعب على المنظمات الإنسانية والحكومة تقديم المساعدات الضرورية للمحتاجين.
التحديات الصحية
وفي سياق متصل، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن ثلثي السودانيين غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب النزاع المستمر، فيما أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن 125 مستشفى تأثرت بالنزاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي في البلاد.