الفاتورة السوداء للحرب بين إيران وإسرائيل.. ضربة أبريل كلفت خزائن تل أبيب 1.35 مليار دولار واقتصاد طهران ينزف

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، يترقب العالم، بل الساعات، الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، داخل مقر إقامته في العاصمة طهران. تتوقع التقارير الإخبارية ومراكز الأبحاث أن يتمثل الرد في ضربة عسكرية، وقد تم تحليل التداعيات المحتملة لهذا السيناريو، بما في ذلك التكلفة الاقتصادية الكبيرة للحرب على كلا الطرفين.

 

الرد الإيراني المحتمل على اغتيال إسماعيل هنية يضع المنطقة على حافة الانفجار، مع تداعيات اقتصادية خطيرة على كلا الطرفين. من الضروري أن تعمل القوى الدولية على تهدئة الأوضاع وتجنب تصعيد النزاع، حفاظًا على الاستقرار الإقليمي والعالمي. في ظل هذه الظروف الحرجة، يبقى التعاون الدولي والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لتجنب كارثة اقتصادية وإنسانية في الشرق الأوسط.

 

التداعيات الاقتصادية على إسرائيل

 

أثر الضربات السابقة

يمكن قياس التداعيات الاقتصادية للضربة الإيرانية المحتملة على غرار الضربة المحدودة التي استهدفت تل أبيب في ليلة 13 أبريل الماضي. كانت تلك الضربة ردًا على قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق واستهداف قادة عسكريين بالحرس الثوري داخلها.

 

التكلفة المباشرة: وفقًا لدراسة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، كلفت تلك الضربة الاقتصاد الإسرائيلي نحو 5 مليارات شيكل (1.35 مليار دولار) نتيجة اعتراض الصواريخ والطائرات المُسيرَة الإيرانية.

 

تأثير البورصة: تأثرت البورصة الإسرائيلية بشكل كبير، حيث تراجع مؤشر "تل أبيب" الرئيسي إلى 1938.67 نقطة خلال تداولات 15 أبريل، بعدما تجاوز مستوى 2000 نقطة في أواخر مارس 2024.

 

تراجع الشيكل: تراجع الشيكل الإسرائيلي إلى 3.7 لكل دولار، مما يعكس ضعف العملة أمام التوترات الأمنية.

 

التداعيات طويلة الأمد

 

منذ أكتوبر 2023، شهد الاقتصاد الإسرائيلي تداعيات سلبية مستمرة:

 

الناتج المحلي الإجمالي: تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2% في نهاية 2023، انخفاضًا من 6.5% في 2022.

 

الصادرات: تراجعت الصادرات بنسبة 6% على أساس سنوي إلى 156 مليار دولار في 2023، بسبب استمرار الحرب في غزة وعدم الاستقرار العالمي.

الديون: ارتفعت ديون إسرائيل إلى 160 مليار شيكل في 2023، منها 81 مليار شيكل منذ اندلاع الحرب في غزة.

 

التصنيف الائتماني: خفضت وكالتا "موديز" و"ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني السيادي لإسرائيل والنظرة المستقبلية للاقتصاد الإسرائيلي على التوالي.

التداعيات الاقتصادية على إيران

 

التأثير المباشر

 

الضربة الإيرانية في أبريل الماضي تسببت في:

 

انهيار العملة: سجل الريال الإيراني مستوى قياسيًا منخفضًا عند 705 آلاف ريال مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء.

تفاقم الأزمات الاقتصادية: واجه الاقتصاد الإيراني أزمات متفاقمة من ارتفاع التضخم، وزيادة أسعار السلع الأساسية، وتدهور سوق العمل، وارتفاع معدلات البطالة، وعجز الميزان التجاري.

 

التأثيرات المستقبلية

 

قطاع النفط: تضرر قطاع النفط بشكل كبير إثر العقوبات الغربية المفروضة على البلاد، والتي من المحتمل أن تشتد الفترة المقبلة بعد هجوم إيران على إسرائيل.

العقوبات الأمريكية: من المقرر أن تفرض واشنطن المزيد من العقوبات على إيران، مما سيزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي.

السيناريوهات المحتملة

 

يمكن أخذ هذا السيناريو في الاعتبار إذا كانت الضربة الإيرانية المحتملة محدودة. في حال اندلاع حرب مفتوحة، فإن الأرقام ستكون مضاعفة للطرفين. تقديرات شدة الضربة هي العامل الأساسي الذي سيترتب عليه تداعياتها.