عفريت مستر «X» في احتجاجات بريطانيا.. كيف انقلب السحر على الساحر؟
الأربعاء، 07 أغسطس 2024 09:39 م
انقلب السحر على الساحر بعدما شهدت عدة مدن بريطانية احتجاجات عنيفة واضطرابات بسبب مقتل ثلاث فتيات في هجوم بسكين استهدف حفلا راقصا للأطفال في ساوثبورت قرب ليفربول شمال غرب إنجلترا.
ما زاد النيران اشتعالا دور منصة «X» للتواصل الاجتماعي المملوكة لـ«إيلون ماسك» بسبب ما أسمته تقارير صحفية غربية «تعليقات تحريضية له بشأن العنف» ، ما دعا نواب بريطانيون لاعتزام استدعاء الملياردير الأمريكي.
ظنت أوروبا أنها بعيدة عن النيران الصديقة لـ «السوسيال»، ولم تتوقع أن يمتد إليها الشرر الذي أشعل التظاهرات والفوضى بعدة دول عربية منذ سنوات هو ما كشف زيف متاجرة الغرب بالحريات.
عقب الواقعة سرعان ما انتشرت معلومات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى الاشتباه في قيام مهاجر مسلم بتنفيذ عملية الاعتداء على الأطفال في ذلك اليوم، ليخرج الآلاف إلى الشوارع 5 ليال بعد مقتل رجل أسود برصاص الشرطة في لندن.
وبعدما اعتقلت الشرطة البريطانية نحو 147 شخصا وفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية دخلت منظمة العفو الدولية على الخط لتتههم بريطانيا بزعزعة استقرار حقوق الإنسان.
وألقى مثيرو شغب حجارة وزجاجات على الشرطة، ما تسبب في إصابة الكثير من عناصرها، بعدما نهبوا وأحرقوا متاجر، بينما سُمع متظاهرون كذلك وهم يطلقون شعارات مناهضة للإسلام وفق بيان للشرطة البريطانية.
قالت الشرطة إن متظاهرون ملثمون مناهضون للمهاجرين حطموا نوافذ في فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء في روثرهام، بجنوب يورشكير فضلا عن فندقا ثانيا معروفا بإيواء طالبي لجوء كان هدفا لأعمال عنف قرب برمنغهام بوسط المملكة المتحدة.
ووفق مراقبون فإن الجماعات اليمينية زعمت عبر «سوشيال» إن منفذ الهجوم هو مهاجر ومسلم!
وهتف متظاهرون مناهضون للفاشية خلال مسيرات مضادة: «ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة» ليرد المتظاهرون اليمينيون المتطرفون «أنتم ما عدتم إنجليزيين».
وقالت النائبتان عن حزب العمال البريطاني تشي أونوراه، وداون بتلر، في تصريحات لصحيفة «بوليتيكو»، إنهما ستضغطان على مالك شركة «X» وآخرين من المسؤولين التنفيذيين بقطاع التكنولوجيا، للإجابة على أسئلة بشأن دور منصات التواصل الاجتماعي، في اضطرابات بريطانيا.
وكتب «ماسك» في تغريدة عبر حسابه على منصة «X» إن «الحرب الأهلية حتمية في المملكة المتحدة، ورد فعل شرطة المملكة المتحدة كان من جانب واحد».
ووضعت الحكومة البريطانية نحو 6 آلاف عنصر من قوات الشرطة في حالة تأهب استعداد للتعامل مع أعمال الشغب التي يقودها أقصى اليمين.
وأكد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن العنف جاء من أقلية صغيرة لا يتحدثون باسم بريطانيا فلا يوجد مبرر لتعليقات مثل هذه وما رأيناه في هذا البلد هو بلطجة منظمة وعنيفة لا مكان لها، سواء في شوارعنا أو عبر الإنترنت».
وحتى لحظة كتابة هذه السطور لا زالت الاحتجاجات البريطانية تتصاعد بل امتدت الأزمة باستهداف المساجد وأماكن تجمع المسلمين، فيما يعتزم اليمن المتطرف الذهاب إلى 30 مظاهرة مختلفة فى مدن مختلفة بالمملكة المتحدة منها العاصمة لندن.