التوترات الإقليمية تتصاعد.. إيران وحزب الله يستعدان للرد على اغتيالات إسرائيل
الثلاثاء، 06 أغسطس 2024 01:58 م
في ظل التصعيد المتزايد للتوترات الإقليمية، تستعد إيران وحزب الله للرد على سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل، والتي أدت إلى تأجيج الصراع بين الأطراف.
ويشهد الوضع في المنطقة حالة من القلق والترقب الشديدين، حيث تتعاظم المخاوف من اندلاع تصعيد عسكري واسع النطاق. هذه التوترات تعكس تعقيد المشهد الإقليمي وتجعل من الضروري فهم ديناميات الردود المحتملة والآثار المحتملة على الأمن الإقليمي والعالمي.
في هذا السياق، أكد اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، يوم الاثنين، أن الكيان الصهيوني سيواجه ضربة في الوقت والمكان المناسبين، حسبما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية.
وجاء هذا التصريح رداً على حادثة اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، داخل طهران، وكذلك الهجوم على القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر.
وأشار سلامي إلى أن الكيان الصهيوني نشأ في بيئة الإرهاب ولا يمتلك أي من العناصر التي تشكل أي شعب. وقال إن هذا الكيان خلق زوبعة من الصراع حول نفسه، وظن أنه قادر على منع شعوب أخرى من الحصول على الطاقة النووية من خلال اغتيال العلماء النوويين أو قادة ثوريين يسعون لاستعادة حقوقهم وأراضيهم.
وأضاف أن هذا الكيان سيجد نفسه في النهاية في الحفر التي حفرتها أيديهم، وسيفهمون حينها أنهم أخطأوا في حساباتهم، مؤكداً أن الضربة المناسبة ستأتي في الوقت والمكان المناسبين.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن اغتيال هنية في طهران يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية، ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي. وأكد ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، تمسك إيران بحقها في الدفاع عن أمنها القومي وسيادتها وسلامة أراضيها، مشدداً على ضرورة معاقبة الكيان الصهيوني دون تردد.
وتعرضت إيران لصدمة كبيرة جراء اغتيال هنية، ويعتقد المراقبون أن طهران تسعى الآن لاستعادة الردع والظهور بمظهر القوة أمام إسرائيل. وفي الوقت ذاته، تستعد إسرائيل لرد إيراني قد يحدث خلال ساعات أو أيام، حيث تسود حالة من القلق بين قادة جيش الاحتلال، وتم فتح الملاجئ في عدة مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وروش هاعين وكريات أونو استعداداً لأي هجوم محتمل، وفقاً لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوى، وطلب من المستوطنين في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان البقاء في الملاجئ بعد قصف الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأفادت وسائل الإعلام العبرية بأن الاستنفار يشمل قوات الدفاع الجوي للتصدي لأي صواريخ قد يطلقها حزب الله اللبناني على المستوطنات الإسرائيلية.
وتشير التقديرات في التقارير الأجنبية ومراكز الأبحاث إلى أن الرد الإيراني المحتمل قد يكون واسع النطاق، ويشمل حزب الله في لبنان. يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يكون أي انتقام إيراني مشابهاً للهجوم الذي وقع في 13 أبريل، لكن ربما يكون أكثر شمولاً.
وأعربت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقها من صعوبة حشد نفس التحالف الدولي والإقليمي الذي دعم إسرائيل في الهجوم الإيراني السابق، نظراً لسياق الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحماس.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن القادة العسكريين الإيرانيين يدرسون تنفيذ هجوم مشترك باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ على أهداف عسكرية حول تل أبيب وحيفا، مع الحرص على تجنب الأهداف المدنية. وفي المقابل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل مطمئنة إلى أن الرد الإيراني لن يؤدي إلى حرب شاملة خوفاً من إلحاق ضرر أكبر بالنظام الإيراني.
ووفقاً لمركز أبحاث كارنيجى، قد يختار الإيرانيون تنسيق هجمات متزامنة ضد إسرائيل من خلال حلفائهم الإقليميين، مما قد يسبب أضراراً كبيرة ويدفع الولايات المتحدة إلى التدخل بجانب إسرائيل، وهو السيناريو الذي يفضله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر استخباراتية غربية أن إيران تنوي مهاجمة إسرائيل يوم "تيشا بآف"، وهو عيد يهودي يبدأ في 12 أغسطس، وينتهي في اليوم التالي، مع تنسيق الهجوم مع حزب الله.
وفي ظل هذه التهديدات، دعت عدة دول مثل فرنسا وبولندا رعاياها لمغادرة إسرائيل ولبنان وإيران، بينما طلبت السفارة السعودية في لبنان من رعاياها مغادرة البلاد بشكل عاجل نظراً للتوترات المتصاعدة.