هاريس تواجه انتقادات ترامب.. هل تنجح في كسب تأييد الناخبين الأمريكيين؟
الإثنين، 05 أغسطس 2024 03:06 م
وسط هجوم حاد من الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب، تشهد المرحلة الأخيرة من اختيار مرشح لمنصب نائب رئيس كامالا هاريس التي حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي للتنافس في انتخابات الرئاسة الأمريكية خلاف داخلي في الحزب، إذ يضغط المانحون ومجموعات المصالح والمنافسون السياسيون من الأجنحة المعتدلة والتقدمية في الحزب لصالح مرشحيهم المفضلين ومرروا مذكرات تناقش نقاط الضعف السياسية للمتنافسين مع التركيبة السكانية الرئيسية.
وظهرت الانقسامات بين الديمقراطيين عندما التقى ثلاثة من المتنافسين الرئيسيين - شابيرو، والسيناتور مارك كيلي من أريزونا، وحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز - بهاريس في مقر إقامتها في واشنطن يوم الأحد، قبل القرار الذي قالت حملتها إنه سيعلن عنه بحلول يوم الثلاثاء.
ورفض كيفن مونوز، المتحدث باسم حملة هاريس، التعليق على اجتماعات الأحد، ومن المقرر أن تبدأ هاريس حملتها الانتخابية مع زميلها في الترشح هذا الأسبوع، حيث تبدأ جولة تستمر خمسة أيام في سبع ولايات بتجمع ليلي يوم الثلاثاء في فيلادلفيا، حيث من المتوقع أن يحضر شابيرو، سواء كان اختيارها أم لا.
وجهت المجموعات التقدمية انتقاداتها إلى شابيرو وكيلي، اللذين يتهمونهما بالتحفظ الشديد بشأن قضايا رئيسية قال شون فاين، رئيس نقابة عمال السيارات المتحدة، أن كيلي «لم يخفف حقًا» من مخاوف النقابة بشأن التزامه بالتشريعات المؤيدة للعمال وأن المنظمة لديها "قضايا أكبر" مع دعم شابيرو لقسائم المدارس.
وأشار المانحون الديمقراطيون الرئيسيون إلى سيوفقون على أي من المرشحين في قائمة هاريس للمرشحين النهائيين، ولكن هناك انقسامات بين أكبر المانحين الديمقراطيين. ودار نقاش حاد في مجموعة بريد إلكتروني تابعة لتحالف الديمقراطية، حيث أعرب المانحون اليساريون عن مخاوفهم بشأن شابيرو.
وخرجت مجموعة أخرى من الناشطين التقدميين، تتواصل من خلال مجموعة بريد إلكتروني تسمى Gamechanger Salon، ضد شابيرو وحثت أعضائها على تسليط الضوء على مواقفه بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس. واشتد النقاش أثناء مناقشة حول ما إذا كان استخدام عبارة "الإبادة الجماعية جوش" لوصف شابيرو، وهو يهودي ملتزم، معادٍ للسامية. كما دعت بعض رسائل البريد الإلكتروني الأعضاء إلى الضغط من أجل والز، الذي أصبح المفضل لدى المساهمين الأكثر ليبرالية في الحزب.
قال بيلي ويمسات، المدير التنفيذي لمجموعة المانحين الليبراليين، إن شابيرو قد يتسبب في انخفاض الإقبال بين الناخبين التقدميين الذين يشعرون بالقلق حول الحرب، وأعرب السناتور جون فيترمان، ديمقراطي من بنسلفانيا، الذي اشتبك لفترة طويلة مع شابيرو، أيضًا عن استيائه من احتمال ترقية الحاكم إلى منصب نائب الرئيس واتصل أحد مستشاريه بحملة هاريس للاعتراض على شابيرو.
يأتي هذا في وقت أطلقت فيه حملة كامالا هاريس، في وقت سابق، «جمهوريون من أجل هاريس»، مع أكثر من 25 تأييدًا من الحزب الجمهوري، بما في ذلك الوزراء السابقون تشاك هاجل وراي لاهود، بالإضافة إلى حكام ومشرعين سابقين من الحزب الجمهوري، إذ تتطلع نائبة الرئيس لكسب أصوات الناخبين الجمهوريين المنزعجين من ترشيح دونالد ترامب.
وبحسب شبكة «إيه بي سي»، سيكون البرنامج «حملة داخل حملة"» باستخدام جمهوريين معروفين لتفعيل شبكاتهم، مع التركيز بشكل خاص على الناخبين الأساسيين الذين دعموا السفيرة السابقة للأمم المتحدة نيكي هايلي. وقال فريق هاريس إن أحداث البرنامج ستبدأ هذا الأسبوع في أريزونا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا. وقالت الحملة إن الجمهوريين الذين يدعمون هاريس سيظهرون أيضًا في التجمعات مع نائبة الرئيس وزميلها لمنصب نائب الرئيس الذي سيتم اختياره خلال أيام.
ووفقا للتقرير، يحاول فريق هاريس إنشاء ملاذ لناخبي الحزب الجمهوري الذين قد يواجهون صعوبة في التصويت لهاريس. وسوف تعتمد الجهود بشكل كبير على الاتصال بين الناخبين الجمهوريين، مع الاعتقاد بأن أفضل طريقة لحمل جمهوري على التصويت لصالح هاريس هي الاستماع مباشرة إلى جمهوري آخر يتخذ نفس الاختيار.
وقال أوستن ويذرفورد، المدير الوطني للتواصل مع الجمهوريين في حملة هاريس: «تطرف ترامب سام لملايين الجمهوريين الذين لم يعودوا يعتقدون أن حزب دونالد ترامب يمثل قيمهم وسوف يصوتون ضده مرة أخرى في نوفمبر».
في الشهر الماضي، عندما كان بايدن لا يزال على قائمة الترشيح، خرجت الحملة بإعلان يسلط الضوء على انتقادات موظفي ترامب السابقين لرئيسهم السابق. وسلط إعلان منفصل الضوء على هجمات ترامب الشخصية في كثير من الأحيان ضد نيكي هايلي بما في ذلك وصفها بالغبية.
من ناحية أخرى، كشف استطلاع رأي لشبكة «سي بي إس نيوز» أن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب وكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتعادلان في الولايات الأمريكية الحاسمة الرئيسية؛ وهي: ميشيجان وبنسلفانيا وأريزونا وويسكونسن وجورجيا وكارولينا الشمالية ونيفادا، في الوقت الذي يتحد فيه الديمقراطيون خلف هاريس كمرشحتهم الرسمية الجديدة.
وأظهر الاستطلاع - الذي نُشر، يوم الأحد، ونقلته صحيفة «ذا هيل» الأمريكية- أن هاريس تتفوق على ترامب بفارق نقطة واحدة على الصعيد الوطني، وهو وضع أفضل بكثير بالنسبة للديمقراطيين مقارنةً بوضعهم في حالة استمرار بايدن على رأس قائمتهم الانتخابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حملة هاريس فتحت أبواب حماس كبير من جانب الديمقراطيين بعد أن حلت محل بايدن، محطمةً الأرقام القياسية للتبرعات وجاذبةً حشودًا انتخابية كبيرة، لافنة إلى أن هذا الحماس ظهر أيضًا في استطلاعات الرأي، حيث أظهر أن عددا أكبر من الديمقراطيين سيصوتون "بالتأكيد" خلال الانتخابات الرئاسية، وذلك مقارنةً بموقفهم الانتخابي عند ترشح بايدن، حيث أعلن 85% من الديمقراطيين أنهم سيصوتون مقارنة بنسبة 81% خلال الشهر الماضي، فيما أعلن 88% من الجمهوريين أنهم سيصوتون، وذلك مقارنة بنسبة 90% أعلنت نيتها التصويت الشهر الماضي.
ومن بين الناخبين ذوي البشرة السوداء؛ الذين يمثلون مجموعة ديموغرافية رئيسية بالنسبة لهاريس، قال 74% إنهم سيصوتون "بالتأكيد"، وذلك مقارنةً بنسبة 58% عندما كان بايدن هو المرشح عن الحزب الديمقراطي.
وتتمتع هاريس الآن بنسبة تأييد تصل إلى 81% بين الناخبين ذوي البشرة السوداء مقارنة بـ73% لبايدن.. وقد حذر خبراء استراتيجيون ديمقراطيون منذ أشهر من أن بايدن كان يفقد مكانته لدى هذه الفئة التي تمثل قاعدة أساسية للحزب الديمقراطي، كما وسعت هاريس الفجوة بين الجنسين بين المرشحين، حيث حصلت على 54% من أصوات النساء، بينما حصد ترامب 54% من أصوات الرجال، وفقًا للاستطلاع.
وفيما يتعلق بالولايات الحاسمة، أظهر الاستطلاع أن ترامب وهاريس تعادلا في (ميشيجان وبنسلفانيا وأريزونا)، وتفوق ترامب بفارق نقطة واحدة في ولاية ويسكونسن، وفارق ثلاث نقاط في جورجيا وكارولينا الشمالية، في حين تتفوق هاريس بفارق نقطتين في ولاية نيفادا. جدير بالذكر أن الاستطلاع شارك فيه نحو 3100 ناخب من المسجلين في الانتخابات الأمريكية خلال الفترة من 30 يوليو الماضي إلى 2 أغسطس الجاري.