العالم يفقد بوصلته!

السبت، 03 أغسطس 2024 05:48 م
العالم يفقد بوصلته!
عصام الشريف

المراقب للشأن السياسي على الصعيدين الإقليمي والعالمي- على حد سواء- يمكنه بسهولة أن يتوقع نشوب حرب عالمية في أي وقت، فحتى أيام قليلة كان الأمر لا يتجاوز اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، لكن مع التصعيد الإسرائيلي الجديد، وأقصد به الاغتيالات السياسية التي طالت قائمة من الرموز الهامة سواء في حماس أو حزب الله، ومن قبلهما إيران، هنا لا يمكن التعويل كثيرا على هدوء المنطقة واستمرار الحرب بالوكالة، إذ تتجه الأمور للتعقيد أكثر وأكثر بحيث إنه يمكن القول أن المواجهة تكاد تصبح مباشرة وبعيدة عن مفهوم الحرب بالوكالة.
 
وهنا لا أعول كثيرا على الرد الإيراني على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية خلال مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، لكن التعويل الحقيقي هو إلى أي مدى ستواصل إسرائيل جنونها وإشعال الحرب الإقليمية متعددة الجبهات؟.. إذ إن المخاوف الآن تتعلق بدخول أطراف جديدة في الحرب، فدولة مثل إيران لديها تحالفات واسعة في إقليمها وفي مقدمتها روسيا وكوريا الشمالية والصين، وفي حال نشوب مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب لا يمكن استبعاد سيناريو تدخل هذه الدول في الحرب العالمية، عملا بمبدأ التوازن الإقليمي، فطالما ظلت الولايات المتحدة مصرة على دعم إسرائيل، سيكون من حق روسيا وحلفائها دعم إيران، التي هي الأخرى لا تقف بمفردها، إذ إن أذرعها الخارجية مثل حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن لن يقفا متكوفي الأيدي هما الآخرين، وبالتالي سندخل في حسابات معقدة بالنظر إلى تعدد القوى المتحاربة.
 
وبعيد عن القضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة التي صعدت الأمور على نطاق عالمي، لا يمكن إغفال المعركة المشتعلة بالفعل بين روسيا وأوكرانيا، إذ إنه من غير المستبعد أن تلجأ موسكو لدخول الحرب المتوقعة ردا على دعم الولايات المتحدة وأوروبا لأوكرانيا منذ بداية الحرب، لاسيما أن الخسائر الروسية المعلنة منذ بدء الحرب في 2022 تجاوزت النصف مليون قتيل في صفوف الجيش الروسي، وهو رقم كبير جدا.
 
في النهاية مع ترقب شبح اندلاع حرب عالمية، حذرت منها العديد من الأطراف الدولية حتى ولو بشكل غير مباشر، يبدو أن العالم الآن فقد بوصلته ولم يعد أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور بعد تسارعها في العالم الأخير وتحديدا منذ 7 أكتوبر 2023.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق