أكذوبة الديمقراطية.. التصفيق لقاتل الفلسطينيين داخل الكونجرس الأمريكي كشف زيف الشعارات الغربية
السبت، 03 أغسطس 2024 07:00 ممحمود على
- نقلا عن العدد الجديد والنسخة الورقية:
- ساسة أمريكيون ينتقدون خطاب العار ويؤكدون: مجلس النواب منح مجرم الحرب «نتنياهو» شرفا لا يستحقه
- ساسة أمريكيون ينتقدون خطاب العار ويؤكدون: مجلس النواب منح مجرم الحرب «نتنياهو» شرفا لا يستحقه
لم يختلف أحد على أن الولايات المتحدة الأمريكية، تعانى سياسيا على الصعيد الداخلى والخارجى خلال الفترة الماضية، نظرا لما تمر به من تخبط وارتباك وازدواجية فى المعايير، وما زاد البلة طين، هو سقوط الشعار الذى لطالما رفعته، وهو الدفاع عن «الديمقراطية الأمريكية»، شعار بات واضحا أكثر من أى وقت مضى، أنه أكذوبة، خاصة عندما دعمت القاتل والمجرم الإسرائيلى فى غزة بالسلاح والأموال، دون النظر إلى الوضع الإنسانى الذى يعيشه المدنيون فى القطاع المحاصر منذ بدء العدوان فى أكتوبر الماضى.
ومع ذلك، ما زالت القيادة الأمريكية، تروج لتلك الأكذوبة، التى تسمى الديمقراطية الأمريكية، على خلاف الحقيقة الظاهرة للعيان، فدعم قوات الاحتلال فى إجرامهم المتواصل والمستمر على مدار الـ 10 أشهر الماضية، ما هو إلا مشاركة بشكل واضح فى الإبادة الجماعية، فعلى الرغم من الترويج الدائم من جانب واشنطن بدفاعها عن حقوق الإنسان فى غزة وإعلانها توفير كل الدعم لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، إلا أن ما يبذل من تحركات لدعم تل أبيب، يكشف سقوط السياسة الأمريكية فى فخ ازدواجية المعايير، وبالتبعية توجه انتقادات للديمقراطية الأمريكية بوصفها ليست سوى أكاذيب وأوهام.
قبل أيام، خرج الرئيس الأمريكى، جون بايدن، المنسحب مؤخرا من السباق الرئاسى، ليعيد التذكير، ويشير إلى أكذوبة الديمقراطية الأمريكية، قائلا إن «الديمقراطية أقدس قضايا الولايات المتحدة»، وعلى الرغم من أن إسقاط بايدن، كان على الداخل الأمريكى فى شرح له لأسباب انسحابه من الرئاسة، فإن المبدأ لن يتجزأ، فما يحدث فى الملفات الخارجية من سقوط للديمقراطية بدعم الإجرام الإسرائيلى فى غزة، يعود بالتبعية على الداخل.
دعم القاتل بالأسلحة يعزز أكذوبة الديمقراطية
فلا يمكن أن نصف مجتمعا أو حكومة بأنها ديمقراطية داخليا، وهى تساهم فى قتل المدنيين خارجيا، ويعتبر الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل فى حربها على غزة دليلا واضحا على حجم المساهمة والمشاركة فى المعاناة، التى يشهدها القطاع مؤخرا، ليؤكد الموقف الأمريكى فى غزة، أنه بين أكثر المواقف الدولية تطرفا؛ وهو ما كشف عن زيف خطاب الولايات المتحدة، التى لطالما نادت بالدفاع عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان فى العالم.
ومنذ السابع من أكتوبر، أعلنت إدارة بايدن عن عدد من الصفقات العسكرية الكبيرة لإسرائيل، حيث وافقت على بيع ما يقرب من 14 ألف خرطوشة ومعدات ذخيرة، ودبابات لإسرائيل، بقيمة 106.5 مليون دولار، وبيع قذائف مدفعية 155 ملم، ومعدات ذات صلة بقيمة 147.5 مليون دولار، فيما أكد مسئولون أمريكيون، أن هناك أكثر من 100 صفقة أخرى.
وما عزز الحديث أكثر خلال الفترة الماضية عن سقوط الديمقراطية الأمريكية فى فخ الانهيار، بل الابتعاد أكثر من ذلك بوصف السياسة الأمريكية بغير الأخلاقية، هو ما حدث مؤخرا أمام الكونجرس الأمريكى، عندما أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلى، أنه لن يحترم الولايات المتحدة ويستخف بعقول قادة واشنطن، بتأكيده أن استمرار الدعم الأمريكى لتل أبيب فى حربها على غزة، هو دفاع عن أمن الولايات المتحدة وسياستها، الأمر الذى أثار انتقادات عدة من جهات دولية وفلسطينية، واصفة خطاب نتنياهو بأنه استعراضى، ومثير للجدل، وأدى لتشويه الإدارة الأمريكية.
وما عكس أكثر الوضع الأمريكى المحرج، هو التصفيق الحار، الذى صاحب خطاب نتنياهو، فبينما لا يزال قادة الولايات المتحدة الأمريكية، يؤكدون على تمسك واشنطن بالديمقراطية، أظهر التصفيق الحار من جانب أعضاء الكونجرس، ومن حضروا خطاب نتنياهو، استمرار الدعم الأعمى لتل أبيب، وكأن التصفيق بمثابة تفويض أمريكى شامل، ودعم غير محدود لإسرائيل، لاستمرار عدوانها على غزة.
دفع هذا التصفيق والدعم الأمريكي اللا محدود للقاتل، نتنياهو، لاستغلاله بشكل فج، راسما صورة الاحتلال الإسرائيلي، وكأنها ضحية، وحربها ما هو إلا دفاع عن نفس، متجاهلا نتنياهو والحاضرون المجازر التى ترتكب فى غزة بشكل يومى، فى الوقت التى لم تلقَ محاولات نتنياهو الواضحة بقلب الحقيقة والواقع، قبولا لدى المراقبين، الذين أكدوا على الطبيعة الوحشية للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ليتظاهر الآلاف أمام الكونغرس اعتراضا على الخطاب وسياسات أمريكا غير الديمقراطية.
ومنذ اليوم الأول للإعلان عن زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، والتأكيد على إلقاء خطاب أمام الكونجرس، ويتحدث كثيرون عن سقطة واشنطن الأخلاقية، حيث خاض بنيامين نتنياهو الزيارة، ويداه ملطختان بدماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين، تاركا خلفه آلاف المعاقين ومبتورى الأطراف، بالإضافة إلى اليتامى، وأكثر من مليون جائع، وحرب لا تزال تحصد أرواح الأبرياء، وعلق السيناتور الأمريكى، بيرنى ساندرز، «إنها المرة الأولى، التى يُعطى فيها مجرم حرب، شرف إلقاء خطاب أمام الكونجرس».
وبينما جاء خطاب نتنياهو مليئا بالتضليل والشعبوية، مستخدما مصطلحات لمحاولة تحسين صورته وصورة إسرائيل، لكنها لم تحقق أهدافا حقيقية، حيث لم تنجح فى تغطية الفجوة بين كلماته، والواقع على الأرض، وهو ما ظهر فى الاستياء الواسع من قبل الساسة الأمريكيين والعرب والفلسطينيين، حيث وصفت كلماته بأنها مليئة بالتضليل ومحاولة يائسة لتبرير العدوان على غزة، فى حين يعزز الدعم الأمريكى استمرار الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
وبينما قاطع خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكى، عشرات النواب من الحزب الديمقراطى، توالت ردود الفعل الفلسطينية والأمريكية الغاضبة للخطاب، والبداية جاءت برئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة نانسى بيلوسى، التى قالت إن خطاب نتنياهو «أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية، حظيت بشرف مخاطبة الكونجرس»، مضيفة أن «عائلات الرهائن تطالب بصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة أبنائها، ونأمل أن يخصص نتنياهو وقته لتحقيق ذلك».
كما قال العضو الديمقراطى بمجلس النواب الأمريكى، جيمى غوميز، إن خطاب نتنياهو «منقوص، وكذلك تصرفاته منذ توليه منصبه وأدعوه إلى الاستقالة فورا»، وهو ما أكده أيضا العضو الديمقراطى بمجلس النواب الأمريكى، جيرى نادلر، الذى أشار إلى أن نتنياهو، يريد استمرار الحرب لأطول مدة ممكنة، ولا يسعى لإطلاق سراح الرهائن.