تطوير «المعلم».. أولوية «رئاسية».. عبد اللطيف بحث مع 17 قيادة تعليمية بـ8 محافظات حلولا جذرية لـ4 أزمات: الكثافة الطلابية ونقص المعلمين و «غياب» الطلاب وتطوير الثانوية العامة
السبت، 03 أغسطس 2024 07:00 مهانم التمساح
- نقلا عن العدد الجديد النسخة الورقية:
الأسبوع الماضى، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والفريق أشرف سالم زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية.
تناول الاجتماع، محاور التدريب والتأهيل لمكونات العملية التعليمية، ودعم وبناء قدرات ومهارات المعلمين، فى ظل ما يمثله المعلم من ركيزة أساسية للمنظومة. واستعرض الجهود الجارية، التى تشترك فيها مختلف أجهزة الدولة، لرفع مستوى، وتطوير آليات انتقاء وإعداد الكوادر العاملة بالمدارس
وأكد الرئيس السيسى، الأولوية التى تمنحها الدولة، لتطوير جميع محاور منظومة التعليم، خاصة العنصر البشرى، من خلال حسن الاختيار والتأهيل، الفنى أو الشخصى، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الموضوعية والحياد والجدارة، وينعكس على جودة الخدمة التعليمية، التى يحصل عليها «أولادنا فى المدارس».
وبعدها بـ24 ساعة، عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مع وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى؛ الذى أكد أنه قام خلال الأسبوعين الماضيين بزيارات ميدانية، شملت ثمانى محافظات، واجتمع مع 17 قيادة منها، وناقش معها، ومع مجموعات من المعلمين، أهم المشكلات التى تواجه العملية التعليمية، وتعوق تحسين جودتها. واستمع إلى مقترحاتهم لتطوير المنظومة التعليمية، ومواجهة الكثافات، ورؤيتهم حول لائحة الانضباط المدرسى؛ بهدف التوافق على حلول للتحديات الراهنة، من خلال مشاركة جميع أطراف العملية التعليمية، دون فرض حلول معينة؛ وفق الموارد المتاحة، وبما يتلاءم مع طبيعة كل مدرسة، وكل إدارة تعليمية.
وقدم وزير التربية والتعليم لرئيس الوزراء، رؤية الوزارة فى معالجة إشكالية الكثافة الطلابية بالفصول، وعجز أعداد المعلمين، وغياب الطلاب، ومشروع تعديل نظام الدراسة بالمرحلة الثانوية. وتعهد بوضع الوزارة استراتيجية لمواجهتها، مع الاستعداد لاستقبال عام دراسى جديد، وتطبيق حلول عملية سريعة التنفيذ.
وطرح عبداللطيف، عدة مقترحات لتخفيف ارتفاع الكثافة الطلابية، ويتم تطبيقها تباعا على مستوى كل إدارة تعليمية، طبقا لطبيعتها، وأخرى لمشكلات عجز أعداد المعلمين، وارتفاع نسب الغياب بالمدارس، ومحاور تعديلات المرحلة الثانوية؛ والرؤية المستقبلية للتعليم فى هذه المرحلة المهمة.
وأوضح الوزير، أن التفاعل المباشر مع قيادات التعليم بمختلف المحافظات نبه إلى ضرورة تنوع آليات مواجهة تحديات الكثافة الطلابية، وعجز أعداد المعلمين، وفقا لطبيعة وظروف كل إدارة تعليمية.
من جانبه شدد مدبولى على أهمية التوافق على تصور نهائى، لمعالجة التحديات التعليمية، قبل بدء العام الدراسى الجديد، وتطبيق نموذج مبدئى فى كل محافظة قبل تنفيذ هذه الحلول.
الاجتماع الرئاسى، ثم الحكومى، أظهرا مدى اهتمام القيادة السياسية بتطوير المنظومة التعليمية، خاصة المعلم والمدارس، وهو ما كشفته جولات الوزير بالمحافظات منذ توليه المسئولية قبل شهر تقريبا، حيث أكد عبد اللطيف، أن العمل والتعاون الوثيق مع المديريات التعليمية والإدارات وداخل المدارس على رأس أولوياته، لمواجهة مشاكل وتحديات العملية التعليمية، مشددا على أن اللقاءات الدورية، تستهدف الاستماع لجميع المشكلات الواقعية، وتلقى المقترحات والحلول الفعلية فى إطار الإمكانات المتاحة.
وقال عبد اللطيف، إن من بين التحديات الرئيسية، التى سيتم التركيز عليها تدريب المعلمين، بما يتواكب مع المناهج المطورة.
تفاصيل الاجتماعات
فى جولاته، أكد الوزير على معالجة أوضاع المدارس القائمة، وشدد على أنه يضع المعلم والطالب على رأس أولوياته باعتبارهما طرفى العملية التعليمية، وعلى توفير البيئة المناسبة من أبنية ووسائل تعليمية.
زار الوزير قنا، واجتمع مع قيادات التعليم بها ومن سوهاج والأقصر وأسوان. وتلاها بنى سويف؛ وعقد لقاء مع مديرى ووكلاء الإدارات التعليمية، ومديرى المدارس بالمحافظة، وأقرانهم من الفيوم، وأسيوط.
وفى المنيا التقى عبداللطيف، مجموعة من المعلمين، للاستماع إلى الصعوبات والمعوقات التى تواجههم، وسبل تحسين الجانب الفنى لديهم، وآرائهم حول المناهج، ونواتج التعلم، وتفعيل الأنشطة التربوية، ومواجهة الكثافات الطلابية، وكيفية جذب الطلاب للمدرسة.
وفى القليوبية، اجتمع بمديرى ووكلاء الإدارات التعليمية بالمحافظة؛ وشدد على أن التعليم، يهدف إلى التربية الإيجابية، وتنمية قيم الولاء والانتماء والمواطنة، ليكون دور المدرسة مكملا لدور الأسرة، والوصول لأقصى تحصيل دراسى للطلاب خلال اليوم الدراسى.
وفى الغربية، كرر لقاءاته مع مجموعة من المعلمين، واستمع إلى مقترحاتهم حول سبل تطوير أدائهم والارتقاء بالعملية التعليمية، وتفعيل دور المعلم فى الفصل. وأكد الوزير على أن كل إدارة تعليمية داخل المديرية لها طبيعة خاصة، وعلى مديرى الإدارات التعليمية متابعة طبيعة ومشكلات كل مدرسة، وبالتعاون مع مدير كل مدرسة، يتم تنفيذ هذه الحلول لضمان توفير بيئة مناسبة للتدريس، والتعليم النشط، وضمان تقديم تعليم جيد لأبنائنا الطلاب.
وفى سياق موازى، التقى عبداللطيف، قيادات هيئة الأبنية التعليمية، لمناقشة الاستعدادات لجاهزية المدارس للعام الدراسى الجديد ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥.
كما بحث مع خلف الزناتى، نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، تفعيل صندوق الرعاية المالية والاجتماعية للمعلمين بالمهن التعليمية ومعاونيهم بالتربية والتعليم والأزهر، الذى نشأ بقرار من الرئيس السيسى، ويهدف لتحسين الأوضاع المالية للمعلمين ومعاونيهم، وتحفيزهم لمواصلة إرساء دعائم منظومة تعليمية متطورة، وفقا لأحدث التكنولوجيا والخبرات الدولية. واتفق الجانبان على تفعيل مميزات الصندوق لصالح المعلمين ومعاونيهم فى التربية والتعليم.
ودوليا، وخلال لقائه مع نوريا سانز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمى فى القاهرة، شدد الوزير على أهمية محو الأمية الرقمية، والتعاون مع اليونسكو لوضع برامج متميزة للتحول الرقمى وتدريب المعلمين عليها.