104 دول تواجه أزمة الأخلاق بـ 14 توصية في مؤتمر دولي للإفتاء

السبت، 03 أغسطس 2024 06:00 م
104 دول تواجه أزمة الأخلاق بـ 14 توصية في مؤتمر دولي للإفتاء
منال القاضي

- نقلا عن العدد الجديد النسخة الورقية:
 
- إشادة دولية بدور مصر فى تعزيز الخطاب الدينى الوسطى المعتدل ومواجهة الفكر المتطرف والإرهاب

- علام: نعانى أزمة أخلاقية صنعتها محاولات الهيمنة الفكرية والاجتماعية.. ووزير الأوقاف: ننادى بالبناء الأخلاقى فى السياسة الدولية 
 
14 توصية، انتهى إليها مؤتمر «الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع»، الذى نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت رعاية رئيس الجمهورية، الأسبوع الماضى، بمشاركة 104 دول، أبرزها دعوة جميع الدول العربية والإسلامية إلى تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها لدعم القضية الفلسطينية بجميع الوسائل الممكنة، سواء عبر الجهود الدبلوماسية فى المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الفلسطينى، تأكيدا على وحدةِ الصف والتضامن الإسلامى، مع تثمين جهود القيادة المصرية فى تعزيز الخطاب الدينى الوسطى المعتدل، وتقديم خطاب دينى مستنير يواكب العصر، ويحافظ على القيم الإسلامية السمحة ودورها كذلك فى مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، ما يعزز الأمن والاستقرار فى المنطقة، مشيدا فى الوقت نفسه بالسياسات المصرية، التى تدعم الحوار والانفتاح على العالم مع احترام الخصوصيات الدينية، ما يعزز التعاون الإنسانى المشترك.
 
كما ثمن المؤتمر دور مصر فى تعزيز الإعلام المستنير، ودعوتها إلى استخدام وسائل الإعلام، لنشر القيم الأخلاقية والتوعية بمخاطر الفكر المتطرف، مؤكدا فى الوقت نفسه أهمية الدور، الذى تلعبه التعاليم الإسلامية السمحة فى الارتقاء بالأفراد والمجتمعات البشرية، وأهاب بالمجتمع الدولى ضرورة احترام هذه التعاليم، والعمل من خلالها على ضبط التسارع فى الحركة العالمية، وتنامى النزعة الفردية على جميع المستويات؛ من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية الرئيسية.
ودعا المؤتمر جميع المؤسسات الإفتائية الوطنية إلى التعاون والتكاتف لمواصلة التجديد الفقهى والإفتائى، وتقديم خطاب فقهى وإفتائى يناسب العصر، انطلاقا من مقاصد الشريعة وغاياتها العليا، مؤكدا أن ما تملكه الدول الإسلامية من ثروة فقهية وتشريعية غزيرة، قادرة على صناعة فتوى تتناسب وحجم التسارع والمتغيرات العالمية فى جميع المجالات.
 
كما دعا المؤتمر، المجتمع الدولى للبعد عن توظيف التفسيرات والتأويلات المتطرفة للتعاليم الدينية السماوية السمحة فى شن الحروب وإذكاء الفتن والنزعات العرقية والطائفية، بما يهدد أمن وسلامة المجتمعات البشرية، لاسيما الإسلامية، محذرا من أن هذه التوجهات، تمثل وقودا لتغذية تطرف مقابل لها، قد لا يقل خطورة عنها، وبما قد يدخل منطقتنا والعالم أجمع فى أتون صراعات لا تنتهى، كما دعا المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية فى العالم كله إلى تكثيف جهودها فى نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الأديان، وتعزيز التعايش السلمى، وتضمين مناهجها الدراسية المواد التعليمية التى تنشر ثقافة الحوار والتعايش السلمى.
 
وأكد على أهمية تعاون المتخصصين فى مجالات التقنية ووسائل التواصل الرقمية مع مؤسسات الإفتاء لمساعدتها على تدشين بيئة آمنة عبر وسائل الاتصال لاتباع الدين الإسلامى، يتم خلالها احترام خصوصياتهم، ومساعدتها فى الترويج عالميا لرقى وسماحة الدين الإسلامى لباقى الشعوب، مع التأكيد أيضا على أهمية تحليل وتفكيك خطاب الجماعات المتطرفة، ومواصلة الجهود للتحذير منه، وبيان خطورته على أمن المواطنين واستقرار الأوطان.
 
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن مصر كانت- وما زالت- قائدة رائدة على مر العصور، خاصة فى عصر الرئيس السيسي، الذى بذل- وما زال- يبذل كل الجهود لدعم المؤسسات الدينية، وفى مقدمتها دار الإفتاء المصرية، حيث قدم لها كل أنواع الدعم المادى والمعنوى الذى ساعدها لتخطو خطوات جادة فى تجديد الخطاب الإفتائى وجمع المؤسسات والهيئات الإفتائية على كلمة سواء، محذرا من محاولات تفكيك البناء الأخلاقى المستقر، الذى يستند إلى الأديان، وإلى حفظ مقاصد الاجتماع البشرى؛ وكان دافعا لعقد المؤتمر بغرض البحث والتواصل بين دور الإفتاء ومؤسسات الفتوى، لتنسيق أدوارها فى دعم المنظومة الأخلاقية.
 
وقال لا بد من الاعتراف بأننا أمام أزمة أخلاقية ونفسية وروحية، صنعتها محاولات الهيمنة والسيطرة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، التى يقوم بها من يريدون إخضاع العالم لنموذج أحادى، تغيب عنه الرؤية الأخلاقية، وتتحكم فيه نظرة مادية تركت فراغا روحيا عميقا فى النفوس، أدى إلى وجود نزعتى التطرف والانحلال.
 
وقال الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، إن وزارة الأوقاف بكل قدراتها ومقدراتها وشيوخها وأئمتها مجندة لدعم دار الإفتاء ومفتى الديار؛ لتؤدى رسالتها السامية فى خدمة الشعب المصرى والمسلمين والإنسانية جمعاء، ولدعم هذا المؤتمر الكريم، حتى ينجح نجاحا مبهرا، ويحقق أقصى غاياته، مشددا على أن وزارة الأوقاف، ودار الإفتاء، ونقابة الأشراف، ونقابة الطرق الصوفية، تصطف جميعا صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد، خلف البيت الكبير الجامع لنا جميعا، والذى هو الأزهر الشريف، وتحت رايته وخلف إمامنا الأكبر شيخ الأزهر الشريف، أستاذنا ورمزنا وإمامنا المعبر عنا جميعا كمسلمين أمام العالم، والذى نكن له منتهى الوفاء والبر والعرفان والمحبة.
 
وأكد وزير الأوقاف، أن القضية الفلسطينية، ستظل قضيتنا الكبرى، وسنظل هنا فى مصر داعمين لأشقائنا فى فلسطين، وفى حقهم فى الحياة، وتابع «كما ننادى بالبناء الأخلاقى فى الفتوى، ننادى بالبناء الأخلاقى فى السياسة الدولية، وننادى باحترام جميع المواثيق الدولية القاضية باحترام حق الشعوب فى تقرير مصيرها، وفى حق شعبنا الفلسطينى فى بناء دولته»، وأنتقد «الأزهرى» ما شهده حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024م من «حدث جلل مفتقد تماما للبناء الأخلاقى، ما أصابنا جميعا ببالغ الأسى والاستنكار، من تعرض غير لائق لمقام سيدنا المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، وأدانه الأزهر الشريف، وإمامنا الأكبر، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، والحبر الأكبر البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، ورعاة الكنيسة المعمدانية الإنجيلية والأساقفة والمطارنة من المصريين فى أمريكا وكندا والكنيسة الكاثوليكية فى فرنسا».
 
وأكد وزير الأوقاف، أن إهانة رموز المسلمين والمسيحيين ومقدساتهم، والإساءة إلى سائر الأديان، لها عواقب وخيمة وتنسف كل جهود الاستقرار والتعايش، التى نسعى إليها، وتغذى التطرف، والتطرف المضاد.
 
من جانبه، دعا مفتى القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، إلى أن يكون صوت الساسة ورجال الدين والمفكرين عاليا أمام ما يحدث من استباحة للمسجد الأقصى المبارك والأبرياء المرابطين فوق كل ذرة من تراب فلسطين الطاهر، وهم يعانون القتل والتشريد والإبادة، على مرأى ومسمع من العالم كله، موضحا أن الفلسطينيين القابضين على الجمر، يحرسون المسجد الأقصى، وأرض الآباء والأجداد، والرسالات، والإسراء والمعراج، وهى الأرض التى تنطلق منها آهات الشعب، الذى عانى- وما زال يعانى- من القتل والتشريد والتدمير.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق