النني ورفاقه يكتبون التاريخ في باريس
السبت، 03 أغسطس 2024 12:21 م
ونحن نقترب من تحقيق ميدالية لأول مرة في منافسات كرة القدم بالأولمبياد على مر تاريخ مشاركتنا، بالفوز أمس على الباراجواي في دور ربع النهائي بعد أداء ممتع وتكتيك عالي من المدرب، لابد من الإشادة بكل المنظومة، أعضاء الجهاز الفني والطبي والإداري واللاعبين، وعلى رأسهم محمد النني الذي أعادت أولمبياد باريس اكتشافه مرة أخرى.
فما حققه النني من إنجاز هو ورفاقه بعد الوصول إلى نصف النهائي لأول مرة منذ 60 عاماً، سيسجل في التاريخ، ولكن بالنسبة لكابتن المنتخب الأولمبي محمد النني الأمر مختلف شكلاً وموضوعاً، فمن لاعب توجه له انتقادات عديدة، في المنتخب الأول، وعند مشاركاته القليلة في الأرسنال، إلى لاعب خط وسط يشيد به الجمهور ويعتبره لاعب سوبر ومحرك رئيسي للمنتخب الأولمبي.
وبخلاف الإشادة به في الملعب وبأدواره المميزة والتكتيكية، لاقت أخلاق محمد النني كثيراً من الإعجاب، فرغم الانتقادات الموجهة له على مدار السنوات الماضية، لم يكن رد فعل اللاعب مستفز للجمهور بإطلاق إشارات تعبر عن الغضب، بل بالعكس التزم ولم يخرج عن النص، بل في كل مناسبة تألق فيها النني بالمنتخب الأولمبي راح يحيي الجمهور ويرفع له القبعة.
كما أن حمله إشارة الكابتن لم تكن عبئا ثقيلا عليه، بل ظهر في كافة المناسبات قائداً بحديثه المستمر مع اللاعبين الصغار أو بدفاعه عن حقوق المنتخب في اللقطات التحكيمية المثيرة للجدل.
وهنا لابد أيضاً من الإشادة بما يبذله اللاعبين جميعاً من جهود كبيرة، لتحقيق حلم المصريين بالحصول على ميدالية، فأحمد سيد زيزو وكافة اللاعبين كانوا على مستوى الحدث وعلى قدر الثقة التي أعطاها الجمهور لهم، حيث قدم زيزو أداء مميزاً لم يختلف عليه أحد في كافة المباريات الأربعة للمنتخب الأولمبي وبالأخص في مباراتي إسبانيا وباراجواي جعلته يلقب بمستر أسيست لما له من دور كبير في صناعة الأهداف المحرزة خلال تلك المباراتين.
أيضاً حمزة علاء حارس مرمى منتخب مصر الأولمبي قدم أداء ولا أروع، حيث نجح بتصدياته المميزة أن يبقى على أمال المنتخب في الوصول لنصف نهائي منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس، ودفع الجميع إلى الاطمئنان على مستقبل حراسة المرمى في مصر والمنتخب الأول.
وكما أشادنا بالنني وزيزو وحمزة علاء، فلم نستطيع تجاهل إبراهيم عادل الذي أحرز ثلاثة أهداف من أربعة سجلهم المنتخب خلال مشاركته الأولمبياد، والحقيقة جميع اللاعبين كانوا على قدر الحدث أسامة فيصل وأحمد حسن كوكا ومحمد شحاتة وكريم الدبيس وأحمد عيد ومحمود صابر وحسام عبد المجيد وعمر فايد وأحمد قطة ومصطفى ميسي جميعهم رفعوا شعار "المنتخب أولا" وكتبوا التاريخ في باريس بأحرف من ذهب.