سيناريو حذرت منه مصر.. هل يؤدي اغتيال هنية في طهران إلى انزلاق المنطقة نحو الفوضى؟

الأربعاء، 31 يوليو 2024 11:00 ص
سيناريو حذرت منه مصر.. هل يؤدي اغتيال هنية في طهران إلى انزلاق المنطقة نحو الفوضى؟
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

أُثارت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إثر استهداف مقر إقامته في طهران، الكثير من التساؤلات، هل تنزلق المنطقة نحو مزيد من التوترات والفوضى؟ ما ردود الفعل المحتملة من جانب حركة حماس وإيران على عملية الاغتيال؟.
 
تأتي كل هذه التساؤلات، في وقت كانت مصر حذرت فيه من سيناريو التصعيد خلال الشهور الماضية، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكتوبر الماضي، وتنادي القاهرة بضرورة وقف إطلاق النار وخفض التصعيد في القطاع؛ لتجنب انزلاق المنطقة نحو الفوضى.
 
وحذرت مصر مراراً وتكراراً من أن "تواصل الحرب في قطاع غزة ستفضي إلى حرب شاملة في المنطقة""، وهو ما تشير إليه التطورات مؤخراً أنه يحدث على الأرض الواقع.
 
"الوضع في غزة خطير وله تداعيات على الأمن والسلم الدوليين" هكذا عبرت مصر في أكثر من مناسبة، في حين رأينا مؤشرات ذلك على أرض الواقع في لبنان واليمن ومؤخراً بين إسرائيل وإيران.

التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني 
 
وجراء ما يحدث من استمرار للعدوان الإسرائيلي في غزة، اشتعلت جبهة الجنوب اللبناني، ففي أعقاب توترات وضربات متبادلة بين الجانبين خلال الشهور الماضية، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة على مبنى في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى إلى استشهاد امرأة وإصابة 68 شخصاً، من بينهم 5 إصابات حرجة، بينما تتوزع إصابات البقية بين متوسطة وطفيفة.
 
وتأتي هذه الضربة للضاحية الجنوبية والتي تعتبر معقل حزب الله اللبناني الرئيسي، بعد نحو 6 أشهر من غارة إسرائيلية أدت إلى اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، ما يعني تجاوزا لقواعد الاشتباك المعمول بها منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في الثامن من أكتوبر 2023.
 
وتحججت إسرائيل بضرب الضاحية الجنوبية، بحادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، حيث سقط صاروخ أسفر عن مقتل 14 شخصا، في حين نفى حزب الله مسؤوليته عن إطلاقه، في الوقت نفسه سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى دعوة مجلس الوزراء لعقد اجتماع طارئ في السراي الحكومي اليوم لمواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي الذي أدانه ووصفه بالاعتداء السافر. وقال: "سنحتفظ بحقنا الكامل في اتخاذ جميع الإجراءات التي تساهم في ردع العدوان الإسرائيلي".

الضربات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل
 
ولاقى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بظلاله على تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، حيث هاجمت جماعة الحوثي معاقل إسرائيل في أكثر من مناسبة، فيما ردت تل أبيب بهجوم واسع نطاق على ميناء الحديدة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن "الحوثيين هاجمونا أكثر من 200 مرة، وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بإسرائيلي، قمنا بقصفهم، وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".
 
وكانت جماعة الحوثي أعلنت نجاحها في 19 يوليو في استهداف مدينة تل أبيب بمسيرة. وتسبب الهجوم في مقتل إسرائيلي وإصابة عشرة آخرين، طبقا للمصادر الإسرائيلية، في الوقت نفسه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 21 يوليو اعتراض صاروخ قادم من اليمن، بعد يوم واحد من هجوم إسرائيلي استهدف مدينة الحديدة، تسبب في سقوط ستة ضحايا. 
 
وعندها، حذرت الخارجية المصرية في بيان رسمي من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، داعية كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة، وشددت إنها "تتابع بقلق العملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، والتي تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات".
 
وشددت مصر على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرة من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة  إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
 
ودعت مصر كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسئولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.

الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران
 
وعلى مدى الأسابيع الماضية، انخرطت إيران وإسرائيل في مواجهات عسكرية مباشرة؛ فبعد أن قصفت إسرائيل القنصليةَ الإيرانية في سوريا وقتلت عدد من كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، أطلقت طهران في أبريل الماضي مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ تجاه إسرائيل.
 
ويقول مراقبون إن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل جاء على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، فبعد الضربات المتبادلة للقنصلية الإيرانية في سوريا ثم الرد الإيراني بالمسيرات، ردّت إسرائيل بضرب قاعدة عسكرية في إيران.

اغتيال هنية في طهران 
 
وجاء مؤخراً اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ليزيد التوقعات بنشوب حرب شاملة أوسع في المنطقة بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله والحوثيين وحماس من جهة أخرى، فاستهداف أكبر عنصر سياسي في الحركة وداخل طهران له رسائل عدة أهمها كسر قواعد الاشتباك المرسومة بين تل أبيب وإيران والحركات الفلسطينية واللبنانية واليمنية.
 
وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن "اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر سدى" وفق ما نقله تلفزيون الأقصى التابع لحماس، كما قال القيادي في حماس سامي أبو زهري "اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ هنية هو تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس وإرادة شعبنا وتحقيق أهداف وهمية. نحن نؤكد أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافه".
 
وأضاف أبو زهري: "حماس مفهوم ومؤسسة وليست أشخاصا. وستواصل حماس السير على هذا الطريق مهما كانت التضحيات ونحن واثقون من النصر".
وقالت حركة الجهاد الإسلامي: "عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو بحق رمز من رموز أمتنا لن تنال من مقاومتنا".
 
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء باغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، ووصفه بـ"العمل الجبان" داعيا الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.
 
وجاء في بيان للرئاسة "أدان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بشدة اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جبانا وتطورا خطيرا"، وأضاف أنه دعا "جماهير شعبنا وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الاسرائيلي".
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة