مصير المنطقة فوق فوهة بركان.. هل تنتقل نيران حرب غزة إلى لبنان؟
الثلاثاء، 30 يوليو 2024 02:38 م
"نقترب أكثر من أي وقت مضى من لحظة حرب شاملة".. جملة ربما سمعناها أكثر من مرة خلال الشهور الماضية من واقع تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بالانتقال إلى الجبهة اللبنانية وشن هجمات شديدة النطاق على حزب الله اللبناني، ما يضع المنطقة بأكملها فوق فوهة بركان.
القول الأدق، إن الحرب في غزة ربما تزحف بقوة الآن إلى جنوب لبنان، وذلك في أعقاب تصاعد التوتر القائم بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
لكن مع ذلك لا زالت عدة دول فى مقدمتها مصر والأردن وواشنطن، إضافة للجامعة العربية والأمم المتحدة تحذر من العواقب الكارثية لتوسعة رقعة الحرب.
وفى المقابل، يبذل لبنان قصارى جهده لمنع تحول تلك التهديدات إلى واقع يزيد أوجاع المنطقة التى أضحت حبلى بالمتاعب.
وبينما التحذيرات تستمر للتخوف من تحول المنطقة إلى بؤرة صراع دائمة، تستمر المواجهات المسلحة بين حزب الله والجيش الإسرائيلى، وفي هذا الإطار شن جيش الاحتلال عدة غارات على مناطق متفرقة من جنوب لبنان، كان آخرها قصف مسيرة إسرائيلية سيارة ودراجة نارية بين منطقتي شقرا وميس الجبل جنوبي لبنان؛ اليوم الاثنين، ما أسفر عن سقوط قتيلين و3 جرحى بينهم طفل، إضافة إلى استهداف منزل ببلدة مركبا جنوبى لبنان بغارة جوية، وغارات جوية أخرى استهدفت بلدات يارون والخيام وطيرحرفا وعيتا الشعب بالجنوب .
وبالتوازى، تستمر نبرة التهديد الإسرائيلى بتوسعة الحرب ، فبالإضافة إلى التهديدات السابقة قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، إنه حان وقت العمل ويجب على نتنياهو العودة فورا وعلى كل لبنان أن يدفع الثمن.
وزاد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، الهجوم الصاروخي فى هضبة الجولان المحتلة، السبت الماضى، والذى أسقط 12 ضحية.
وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم، حيث اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عن القصف، بينما نفى الأخير اضطلاعه بالهجوم.
وقال في بيان إنه ينفي نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، مؤكدا ألا علاقة له بالحادث على الإطلاق.
وفى هذا الإطار قال إبراهيم منيمنة، عضو مجلس النواب اللبنانى، إن النواب طالبوا وزارة الخارجية والحكومة اللبنانية بالتدخل لدى أصدقاء لبنان والأشقاء للحد من التصعيد الإسرائيلى المحتمل، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الأحداث الأخيرة، بما فى ذلك المجزرة المؤسفة فى مجدل شمس فى الجولان، لتوسيع نطاق الاعتداءات على اللبنانيين.
وأعلنت عدد من شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى مطار بيروت، بسبب الوضع الأمنى غير المستقر، من بينهم مجموعة لوفتهانزا، التى أعلنت فى بيان اليوم الاثنين، تعليق رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى حتى نهاية يوليو الجارى، بسبب الوضع الراهن في المنطقة. وفق ما نقل موقع "لبنان 24 " .
وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينجز ولوفتهانزا جرى تعليقها .
ومن جانبها قالت شركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية، اليوم الاثنين أيضاً، أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر فى جنوب لبنان، والذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار بيروت.
وألغت "لوفتهانزا" و"يورو وينغز" التابعة لها 3 رحلات إلى بيروت كان من المقرر أن تنطلق بعد ظهر اليوم الاثنين، بحسب ما أظهرته لوحة مواعيد إقلاع ووصول الرحلات في المطار وموقع تتبع الرحلات فلايت رادار 24.
كما ألغت شركة "طيران صن إكسبرس" التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة "إيه جيت" التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة "طيران إيجه" اليونانية و"الخطوط الجوية الإثيوبية" وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين.
ومن جانبها، حثت الخارجية الأمريكية مواطنيها على مراقبة حالة رحلاتهم إلى لبنان، وأن يكونوا على علم بأن مساراتها قد تتغير.
وعلى صعيد متصل، من جانبه يتحرك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى على المستويين الإقليمى والدولى، لمنع نشوب الحرب، حيث أجرى ميقاتي سلسلة إتصالات دبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان.
وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصالات على أن الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الاوضاع تعقيدا ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه.
كما جدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات التشديد على موقف الحكومة بإدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقف إطلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانيا. وفق الوكالة الوطنية للإعلام .
وشدد على أن الموقف اللبناني يلقى تفهما لدى جميع أصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي ووروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، إن أي حرب على بلاده ستتحول إلى حرب إقليمية.
وأضاف بو حبيب أن الحرب ستكون مدمرة للجميع، وليس فقط للبنان كما يعتقد البعض. إسرائيل تدعي البطولة، لكن كل الدول تُقهر، لذلك من الأفضل ضبط النفس.
وأضاف الوزير اللبناني، أنه يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مصدر الهجوم على مجدل شمس في الجولان المحتل، ويمكن التعاون مع اليونيفيل (قوات حفظ السلام الدولية على الحدود).
وأشار إلى إجراء اتصالات واسعة لمنع التصعيد، ودعت حكومة لبنان إلى ضبط النفس، وفق "سكاى نيوز".
وأوضح بو حبيب أن أي حرب على لبنان ستتحول لحرب إقليمية وإسرائيل ستتعرض لخسائر. يكفينا خرابا في لبنان وإسرائيل وغزة طبعا، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع حزب الله "وهو ينفي مسؤوليته عن هجوم مجدل شمس.