كامالا هاريس والاستقلال عن بايدن

الإثنين، 29 يوليو 2024 06:00 ص
كامالا هاريس والاستقلال عن بايدن
يوسف أيوب

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، هي الأكثر إدراكاً للمأزق الذى وضع فيه الرئيس بايدن، الحزب الديمقراطى، فهى كانت شريكة في السياسات او على الأقل مطلعة عليها، كونها أحد أعضاء مطبخ صناعة القرار الأمريكي، لذلك فإنها الوحيدة القادرة على إعادة بوصلة الحزب إلى مسارها الصحيح، أذا انتبهت جيداً لحجم التحديات التي تواجه الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء في سياسته الداخلية أو الوضع الخارجي.
 
حتى الأن لم تصبح هاريس المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطى في مواجهة دونالد ترامب، لكن كل الظروف مهيأة لتحصل على الترشيح الحزبى، بعد الدعم الذى تتلقاها من قيادات الحزب، وأخرهم الرئيس الأسبق باراك أوباما، وأيضاً عدم ظهور منافس قوى لها، بالإضافة إلى حملة التبرعات التي بدأت تتزايد كل يوم، وهى كلها عوامل حسمت ترشيح هاريس، في مواجهة ترامب، وهو ما يدفعها للتفكير جيداً هي وأعضاء حملتها للتخلص من أرث بايدن الثقيل، والبدء في طريق جديد، علها تستطيع أن توجه ضربة قاضية لترامب، الذى كان يعول دوماً على أخطاء وهفوات بايدن، لكنه اليوم، بات في معركة صعبة في مواجهة كامالا هاريس.
 
المتتبع لتصريحات هاريس بعد إعلان بايدن تنحيه عن الترشح، ودعمه ترشح نائبته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيجد أنها بدأت تأخذ منحى جديد في التعاطى مع القضايا الجدلية، منحى يقربها أكثر من القاعدة الانتخابية، ويبعدها تدريجيا عن بعض سياسات بايدن التي كانت محل انتقاد واستغلها ترامب في الهجوم على الرئيس الحالي، وهو ما جعل هاريس تسعى إلى رسم مسار او سياسة جديدة تميزها عن بايدن، وتجعلها قادرة على أن تكون أول امرأة تصل إلى البيت الأبيض.
 
وظهر هذا الخط جليا في موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فخلال استقبالها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتانياهو، تحدثت هاريس عن الضرورة لوقف هذه الحرب، وقالت: "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب بطريقة تجعل إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، ويمكن للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير".
 
هذا الموقف هو ما جعل الإعلام الامريكى يركز على ما وصفه بسعى المرشحة للاستقلال عن سياسات بايدن، وهو ما ذهبت إليه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي قالت إن موقف هاريس من الحرب فى غزة والقضية الفلسطينية بعد اجتماعها مع نتنياهو، وتأكيدها أنها لن تصمت، وتحدثها عن مخاوفها بشأن معاناة الفلسطينيين يعد إعلانا أكبر للاستقلال عن بايدن ومحاولتها ترسيخ نفسها كزعيمة للحزب الديمقراطى، كما أشارت الصحيفة إلى أنه لأربع سنوات تقريبًا، كانت كامالا نائبة هادئة، محصورة في دور النائب الداعم بينما كان بايدن يدلي بتصريحات. والآن تم دفعها فجأة إلى الصدارة كمرشحة رئاسية ديمقراطية مفترضة جديدة، ولم يعد الصمت ولا إيماءات الرأس المؤيدة كافيا بعد الآن.
 
الموقف من الحرب في غزة هو واحد من التوجهات التي أختارت كامالا هاريس الاستقلال بها عن بايدن، لكن السؤال هنا، هل ستنجح في استكمال هذا المسار، أم سيكون الأمر صعباً، هذا ما ستكشفه الأيام، لكن المؤكد أن هاريس وفق نصائح كثيرة، ستعمل على الاستقلال عن بايدن، حتى ولو بالتصريحات فقط وليس الأفعال.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة