مسلسل الكذب والتضليل الإسرائيلي لا ينتهي!
الأحد، 28 يوليو 2024 08:00 ص
لا تزال إسرائيل وإعلامها العبري وإعلام حلفائها وداعميها يمارسون أبشع الحروب القذرة المتمثلة في الكذب وبث الشائعات، فبخلاف ما يرتكبونه في غزة من مجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، تكذب تل أبيب وتكذب حتى تصدق نفسها في مشهد ليس غريب على تل أبيب وحكومتها المتطرف.
ولنستشهد بقاعدة رئيسية ربما نستخدمها في الحكم على كثير من القضايا وهي ما بني على باطل فهو باطل، وهنا تل أبيب ينطبق عليها تلك القاعدة بكل معاييرها، فهي دولة أنشأت على الكذب والتضليل والبداية جاءت قبل 76 عاما عندما اعتمدت على روايات مفبركة وإطلاق الأكاذيب والشائعات في حملات الدفاع عن كيانه الوهمي، بادعائها الدائم أن فلسطين هي دولة يهودية منذ أكثر من 3000 سنة.
والآن تستمر الحكومة الإسرائيلية خلال حربها على غزة، في لي الحقائق بشكل فج لتبرير جرائمها اليومية في القطاع المحاصر والمستمرة منذ ما يقارب الـ 10 أشهر.
ومنذ بداية العدوان الغاشم على قطاع غزة أكتوبر الماضي، وتستمر إسرائيل في إطلاق حملات من الأكاذيب والتشويه مستخدمة كافة منصاتها الإعلامية للترويج لروايات مزيفة، للاستمرار في حملتها الإجرامية التي تصنف بأنها جريمة إبادة جماعية ضد سكان غزة المحاصرين.
واللافت للنظر أن الدور المصري هو الآخر لم يسلم من هذه الافتراءات الإسرائيلية، فعلى مر الشهور الماضية حاولت تل أبيب النيل من كافة المجهودات الكبيرة التي تقدمها القاهرة للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع جراء العدوان على غزة.
آخر تلك الأكاذيب والافتراءات التي حاولت فيها وسائل الإعلام الإسرائيلية استهداف الدور المصري، هو ما تناولته حول وجود اتفاقات أو تفاهمات مصرية مع إسرائيل بشأن محور فيلادلفيا، وهو ما نفته مصر جملة وتفصيلاً و قال مصدر رفيع المستوى إن "كل الادعاءات بشأن محور فيلادلفيا تأتى في إطار سعى الطرف الإسرائيلي للتغطية على فشله العسكري المستمر بقطاع غزة"، موضحا أن مصر أكدت ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حتى يمكن إعادة تشغيله مرة أخرى، مثلما أكدت تمسكها بحتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا.
بلغ الكذب أيضاً الإسرائيلي مداه، حين زعمت وسائل إعلام إسرائيلية قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام مطار العريش للوصول إلى معبر رفح البري، وهو ما نفاه أيضاً مصدر مصري رفيع المستوى شكلاً وموضوعاً قائلاً "إن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تزال تمارس أكاذيبها للتغطية على فشل حكومتها في إدارة ملف غزة"، مشدداً على أن مصر تجدد تأكيدها لجميع الأطراف على ضرورة التوصل لاتفاق نهائي بشأن إقرار الهدنة في غزة.
وبسبب حجم الأكاذيب التي تطلقها إسرائيل يومياً خلال حربها على غزة، استحقت الإدارة الإسرائيلية أن توصف بأنها الإدارة الأكثر كذبا على مر التاريخ، والهدف من ذلك تبرير الجرائم غير الإنسانية التي اقترفتها في حق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني والانتهاكات المتعمدة للقانون الدولي والإنساني، فمن ضمن الأكاذيب الأخرى التي أطلقتها إسرائيل وإعلامها لتشويه الدور المصري، كانت أمام محكمة العدل الدولية بعدما ادعت كذباً عبر طاقم دفاعها في لاهاي أنها ليست مسؤولة عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأن عبور المساعدات مسؤولية مصر، وهو الاتهام الباطل الذي نفته القاهرة جملة وتفصيلا.
كما أدعت إسرائيل زعما أن تهريب الأسلحة لحركة حماس يتم عبر معبر رفح الدولي، بعد أن زعم وزير مالية نتنياهو أن إمدادات الحركة بالذخيرة تمر بشكل كبير عبر مصر، محملا القاهرة مسؤولية كبيرة عما حدث يوم السابع من أكتوبر، لكن حينها ردت مصر على تلك الأكاذيب، وقالت إن استمرار إطلاق أعضاء حكومة اليمين الإسرائيلية أكاذيب عن مصر يأتي ضمن مسلسل الهروب الكبير.
وبعد أن اتخذت القاهرة خطوة نحو الانضمام إلى جنوب أفريقيا في دعواها المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية خلال عدوانها على القطاع، حاولت تل أبيب عبر إعلامها التشكيك في الإجراء المصري عبر نقل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير تؤكد تراجع القاهرة عن تلك الخطوة، لكن اكتشف سريعاً أنها كذبة جديدة ضمن أكاذيب إسرائيل المستمرة ما دفع القاهرة إلى التأكيد بأنه لا صحة لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية في هذا الشأن.
أكاذيب إسرائيلية أخرى كانت ضمن الأكثر سخرية على الإطلاق، منها عدم معارضة القاهرة التوغل العسكري في رفح، ومزاعم حول إفشالها مفاوضات الهدنة، وبعضها حول مسؤولية مصر عن غلق معبر رفح، وكلها ثبت أنها افتراءات لا أساس من الصحة نفتها مصر جملة وتفصيلا.